ارتفع الدولار الأميركي أمام عملتي الملاذ الآمن، الين الياباني والفرنك السويسري، خلال تعاملات يوم الاثنين، بينما تراجع أمام معظم العملات الرئيسية الأخرى، مع متابعة المستثمرين للتصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران وترقبهم اجتماعات حاسمة لعدد من البنوك المركزية هذا الأسبوع.
ولا يزال المتعاملون في الأسواق يدرسون احتمالية أن تلجأ إيران إلى إغلاق مضيق هرمز، الشريان البحري الأهم في العالم لنقل النفط، ما قد يزيد من المخاطر الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالطاقة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وسجّل الدولار ارتفاعاً بنسبة 0.38% إلى 144.65 ين، بعد أن بلغ ذروته خلال اليوم بارتفاع قارب 0.4%. في المقابل، ارتفع اليورو بنسبة 0.23% ليصل إلى 1.1576 دولار.
كما ارتفع الدولار أمام الفرنك السويسري ليسجل 0.8136 فرنك، في حين تراجع مؤشر يقيس أداء الدولار أمام ست عملات رئيسية بنسبة 0.25% إلى 98.02 نقطة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وقال ديفيد سونغ، كبير استراتيجيي السوق في منصة «فوركس.كوم»: «رغم تقلبات أسعار صرف الدولار، فإن غياب التذبذب في عملات الملاذ الآمن مثل الين والفرنك يعكس أن ثقة المستثمرين لم تتأثر بشكل كبير بالصراع بين إيران وإسرائيل».
في المقابل، تراجعت العقود الآجلة للنفط الأميركي بنسبة 2.5%، عقب الارتفاع القوي الذي شهدته يوم الجمعة بعد الضربة الإسرائيلية المفاجئة على إيران.
وقال مارك تشاندلر، كبير استراتيجيي السوق في «Bannockburn Global Forex»: «لا يزال الأمر المفاجئ هو أن النفط، وليس الذهب أو الدولار، هو من تفاعل بشكل إيجابي مع التوترات... الدولار قد يكون في طريقه لفقدان مكانته كملاذ آمن، لكن اليوم ليس هو الاختبار الحقيقي لذلك».
وسجلت العملات المرتبطة بالمخاطر، مثل الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي، ارتفاعاً بنسبة 0.6% و0.9% على التوالي، كما استقر الكرونة النرويجية، المرتبطة بأسعار النفط، بعد أن بلغت أعلى مستوياتها منذ أوائل عام 2023.
وكان المستثمرون قد أعادوا شراء الدولار يوم الجمعة بعد أن خسر أكثر من 9% من قيمته أمام سلة من العملات منذ بداية العام، وسط تصاعد حالة عدم اليقين الاقتصادي جراء تحركات ترامب لإعادة تشكيل النظام التجاري العالمي.
لكن بعض المحللين شككوا في استمرار هذا الاتجاه في غياب وضوح أكبر بشأن ملف الرسوم الجمركية.
وقال تشاندلر: «الفيل في الغرفة هو سياسة الرسوم الجمركية الأميركية... أمامنا موعد 9 يوليو حيث يُفترض أن تنتهي الرسوم الجمركية المتبادلة، وهذا الموعد يلقي بظلاله على الأسواق».
ومن المنتظر أن تعلن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قراره بشأن أسعار الفائدة يوم الأربعاء، وسط تعقيدات إضافية يفرضها التصعيد بين إسرائيل وإيران على صانعي السياسة النقدية.
ولا تزال الأسواق تترقب قرارات حاسمة على صعيد الاتفاقيات التجارية التي يسعى ترامب لإبرامها مع الشركاء الكبار، من بينهم الاتحاد الأوروبي واليابان، حيث لم يتم التوصل حتى الآن إلى صفقات نهائية، وسيكون هناك اهتمام خاص بأي تقدم يتم إحرازه خلال الاجتماعات الثنائية على هامش قمة مجموعة السبع في كندا.
أسبوع حافل باجتماعات البنوك المركزية
يتصدر جدول أعمال هذا الأسبوع سلسلة من اجتماعات السياسة النقدية لعدد من البنوك المركزية حول العالم، مع تسليط الضوء على الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
ورغم التوقعات شبه المؤكدة بتثبيت أسعار الفائدة، فإن المستثمرين سيولون اهتماماً كبيراً لتحليلات البنك حول البيانات الاقتصادية الأخيرة، والتي أشارت إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي، في الوقت الذي لا تزال فيه مخاطر التضخم مرتفعة.
وفي اليابان، من المتوقع أن يبقي بنك اليابان على سياسته دون تغيير في ختام اجتماعه يوم الثلاثاء، مع ترجيحات بأن يبدأ تقليص حيازاته من السندات الحكومية بدءاً من السنة المالية المقبلة، استجابةً لضغوط حكومية لتعزيز ملكية المؤسسات المحلية للسندات.
كما ستصدر هذا الأسبوع قرارات السياسة النقدية من بنوك إنجلترا وسويسرا والسويد والنرويج، وسط ترقب لسياساتهم في مواجهة التباطؤ الاقتصادي والتضخم المتصاعد.