الفيدرالي يتحرك بحذر وقلق الرسوم الجمركية يهمين على الأسواق

الفيدرالي يتحرك بحذر وقلق الرسوم الجمركية يهمين على الأسواق (شترستوك)
الفيدرالي يتحرك بحذر وقلق الرسوم الجمركية يهمين على الأسواق
الفيدرالي يتحرك بحذر وقلق الرسوم الجمركية يهمين على الأسواق (شترستوك)

أضعف حذر الاحتياطي الفيدرالي آمال خفض أسعار الفائدة، ما ترك المستثمرين في حالة من التوتر وهم يواجهون مزيجاً غامضاً من التوترات الجيوسياسية ومخاطر التضخم وتباطؤ النمو الناجم عن رسوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمركية.

أبقى الاحتياطي الفيدرالي يوم أمس سعر الفائدة القياسي دون تغيير، كما كان متوقعاً، وبينما أكد صانعو السياسات توقعهم بعض الانخفاض في تكاليف الاقتراض هذا العام، فقد خففوا من وتيرة التخفيضات المتوقعة مستقبلاً نظراً لاحتمال ارتفاع التضخم وسط حالة من عدم اليقين بشأن خطط التعريفات الجمركية التي اقترحتها إدارة ترامب.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وقال بوب سافاج، كبير استراتيجيي الأسواق في بنك نيويورك: «من المفترض أن يكون الهدوء الذي يتمتع به الاحتياطي الفيدرالي مريحاً للمستثمرين، ولكنه يعكس أيضاً حالة عدم اليقين الهائلة التي نواجهها بشأن جميع البيانات المستقبلية».

توقعات خفض الفائدة

لا يزال صانعو السياسات يتوقعون خفض أسعار الفائدة بنصف نقطة مئوية هذا العام، كما توقعوا في مارس وديسمبر، لكنهم أبطؤوا وتيرة الخفض قليلاً إلى خفض واحد بربع نقطة مئوية في كل من عامي 2026 و2027، في سعيهم المتواصل لإعادة التضخم إلى هدفه البالغ 2 بالمئة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

تشبث المستثمرون يوم أمس بتوقعات خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية مرتين هذا العام، بما يتماشى مع متوسط ​​توقعات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الذين يحددون أسعار الفائدة.

وراهن متداولو العقود الآجلة لأسعار الفائدة بشكل كبير على خفض بين سبتمبر أيلول وأكتوبر تشرين الأول، وخفض ثانٍ في ديسمبر كانون الأول، ولا يزال السوق متوتراً بعد أن رفع الاحتياطي الفيدرالي توقعات التضخم هذا العام بشكل طفيف.

وقد أظهر ملخص التوقعات الاقتصادية الصادر عن الاحتياطي الفيدرالي لشهر يونيو أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي عدّلوا توقعات التضخم إلى 3 بالمئة هذا العام من توقعات سابقة بلغت 2.7 بالمئة، كما عُدّلت توقعات النمو الاقتصادي لعام 2025 إلى 1.4 بالمئة من توقعات مارس آذار البالغة 1.7 بالمئة.

وما زاد من ركود التوقعات الاقتصادية للاحتياطي الفيدرالي، تفاقم الأزمة في الشرق الأوسط وقدرتها على رفع أسعار الطاقة، ما طغى على قراءة التضخم الأساسي غير المستقر لشهر مايو والتي خففت من وطأة السوق.

وقال براد لونغ، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة فيدوسينت أدفايزرز: «لا توجد الكثير من التوقعات التي تشير إلى أن التضخم سينخفض ​​إلى الصفر أو إلى مستوى سلبي، وبالتالي فإن التوقعات تميل إلى الارتفاع، والاحتياطي الفيدرالي يُدرك ذلك».

قال روبرت تيب، كبير استراتيجيي الاستثمار فيبي جي آي إم فيكسد إنكوم، إن النتيجة كانت متشددة، الاحتياطي الفيدرالي يركز بشدة على التضخم، إنهم على استعداد لتحمل بعض الضعف في النمو.

كيف تأثرت الأسواق؟

ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية قليلاً بعد أن حذّر رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في المؤتمر الصحفي يوم أمس من أن تضخم أسعار السلع قد يرتفع هذا الصيف مع بدء تأثير الرسوم الجمركية على المستهلكين.

وأغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 على استقرار شبه تام يوم أمس، متخلياً عن مكاسبه السابقة بعد تصريحات باول.

ترامب له رأي آخر

دفع ترامب مراراً وتكراراً باتجاه خفض أسعار الفائدة، لكن باول حذّر يوم أمس من أن موجة جديدة من ضغوط التكلفة قد تلوح في الأفق، في ظلّ صراع الشركات عبر سلسلة التوريد لاستيعاب الرسوم الجمركية.

وقال يوم الأربعاء: «يقول كلُّ مُتنبئ خارجي، وكذلك الاحتياطي الفيدرالي، إننا نتوقع وصولَ قدرٍ كبيرٍ من التضخم في الأشهر المقبلة، وعلينا أخذ ذلك في الاعتبار».

في غضون ذلك، قال ترامب الأسبوع الماضي إنه على استعداد لتمديد الموعد النهائي المحدد في 8 يوليو تموز لاستكمال محادثات التجارة مع الدول قبل سريان الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة.

وقال بليك جوين، رئيس استراتيجية أسعار الفائدة الأميركية في آر بي سي كابيتال ماركتس، إن الموعد النهائي للرسوم الجمركية في يوليو لا يزال عاملاً رئيسياً للأسواق، وأضاف: «إذا كنتُ أفكر في أحداث المخاطر، فهي أحداثٌ تلوح في الأفق بشكلٍ كبير».

وقال مايكل رينولدز، نائب رئيس استراتيجية الاستثمار في جلينميد، إن بيانات التضخم في الأشهر المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة للمستثمرين.

تباطؤ الاقتصاد الأميركي

في حين أن توقعات التضخم غامضة، فإن المؤشرات الاقتصادية ترسم صورة لتباطؤ الزخم في الاقتصاد الأميركي.

فقد نمو التوظيف زخمه في الأشهر الأخيرة، ويظهر قطاع الإسكان علامات جديدة على التوتر، وكشفت البيانات الصادرة يوم أمس أن عمليات بدء بناء المساكن انخفضت بنحو 10 بالمئة في مايو، مسجلةً أدنى مستوى لها منذ الأيام الأولى للجائحة في عام 2020.

قال ستيفن دوفر، كبير استراتيجيي السوق ورئيس معهد فرانكلين تمبلتون، إنه يرى فرصاً خارج الولايات المتحدة بسبب حالة عدم اليقين السياسي والمخاوف بشأن التضخم، وأضاف: «إن محاولة التنبؤ بما سيحدث مع الرسوم الجمركية مهمة حمقاء».

(رويترز)