صانع السوق في زمن الحرب.. كيف تلاعب بالملاذات الآمنة والأصول الخطرة على رقعة الشطرنج؟

صانع السوق في زمن الحرب.. كيف تلاعب بالملاذات الآمنة والأصول الخطرة على رقعة الشطرنج؟

بدأت الحرب بين إيران وإسرائيل.. انتهت الحرب بين إيران وإسرائيل.. المتصارعان يحتفلان بالنصر في الميادين.. رائع، ولكن.. ماذا عن أسواق المال وحديث الربح والخسارة للعملات العالمية والملاذات الآمنة والأصول الخطرة في زمن الحرب؟ أين الذهب وكيف قرأ المشهد؟ كيف تحرك المقامرون والمستثمرون ومَن حرّكهم؟

على رقعة شطرنج ذات مربعات بيضاء وسوداء ناصعة لا تقربها انفجارات ولا صواريخ، كان صانع السوق الأعظم يدير المعركة في قلعة المال الحصينة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

بالأرقام.. حرب الـ12 يوماً تبدأ

في 13 يونيو 2025، أعلنت تل أبيب تنفيذ ضربات دقيقة استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية إيرانية، تحركت الأسواق ولم تحتج إلى انتظار التحقق، بل كانت الاستجابة فورية:

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

الذهب:

الذهب قرأ المشهد بثقل كبير.. الحرب من بدايتها لنهايتها لم تنل من حركته سوى التقوقع في رقعة شطرنج مساحتها 200 دولار.. تحرك مع التصعيد من 2250 بقفزة أعلاها مستويات 2450.. أجواء وتصريحات التهدئة ووقف إطلاق النار أعادته للحياد في منتصف الطريق.

الذهب يبدو أنه بالغ في الهلع الشرائي مع تقديرات وقوع الحرب التجارية على خلفية الرسوم الجمركية واستبق الصعود إلى مستويات مبالغ فيها ففقد بريق الصعود المنطقي في زمن الحرب، ووجد في الحرب فرصة لكبح لجام الشراء.  

النفط:

الخام الأميركي.. انفجرت العقود الآجلة من دعوم الستين دولاراً مع بدء شرارة الحرب الى أعتاب الثمانين ودونها بـ3 دولارات مقترباً من مستوياته الأعلى منتصف يناير 2025 عند 80.7 دولار، ومع التهدئة عاد إلى مستويات 65 دولاراً.

النفط سيد أسياد سلة التداول العالمية وأكثرهم حساسية لرائحة البارود لا سيما متى ضجت المجالس بالحديث عن اليورانيوم المخصب أو غير مكتمل التخصيب. 

خام برنت.. بالمثل، انفجرت العقود الآجلة من دعوم الستين دولاراً إلى أعتاب الثمانين ودونها بـ3 دولارات مقترباً من مستوياته الأعلى منتصف يناير 2025 عند 81.7 دولار، ومع التهدئة عاد إلى مستويات الـ66.9 دولار.

الدولار الأميركي (DXY).. هبط أمام سلة العملات من مستويات 99 إلى 97 دولاراً، ثم عاد مع التهدئة بالتمركز قرب 98.

الين الياباني.. تحرك في نطاق مستويات 142 إلى 147 مقابل الدولار.

الفرنك السويسري.. قاد موجة «اللجوء الآمن»، كملاذ كلاسيكي، محافظاً على مساره الصاعد من 1.19 إلى 1.24 مقابل الدولار.

المستثمرون المؤسسيون أغلقوا مراكز المخاطرة وتسييل الأصول الهامشية، بينما انقضّ المضاربون على عقود الذهب والنفط الآجلة بالشراء.

البنوك الكبرى وصُنّاع السوق الكبار تغيرت تكتيكاتهم للمضاربة والاستثمار مع التصريحات بإعادة تقييم لحظية لنماذج المخاطرة، ورفع متطلبات الهامش (margin calls) لعملائها.

صناديق التحوط التي نجحت في قراءة اللحظة الجيوسياسية بذكاء، نفّذت عمليات عكسية دقيقة في توقيت التهدئة، بينما سقط المقامرون في فخ الاستمرار على مراكز مفرطة بالتفاؤل أو التشاؤم.

صانع السوق الأعظم قاد سيمفونية رائعة على وقع كل تصريح لكل قائد سياسي ووزير دفاع ورئيس أركان.. كل قناة دبلوماسية أُغلقت أو فُتحت كانت وقوداً لمقاومات ودعوم تشارتات الأسواق والأسهم وكل وثيقة سرية حين سُرّبت كانت سيولة هاربة او شراء وبيع استراتيجي لصانع السوق.

فن قراءة المشهد السياسي

مَن اتقن قراءة المشهد السياسي هو الفائز الذي تحرك مع أول خبر عاجل بفهم لما بين سطور التصريحات وكشف حقيقتها وزيفها كما تُقرأ نسبة العائد على حقوق المساهمين، وهو من استخدم الوعي الجيوسياسي كأداة تحليل فني وزمني لموجات الرسم البياني كما يقرأ مكررات الربحية تماماً في التحليل الأساسي.