ما الذي حرّك البورصات العالمية نحو موجة من المكاسب؟

ما الذي حرّك البورصات العالمية نحو موجة من المكاسب؟

شهدت الأسواق المالية العالمية موجة من المكاسب القوية خلال الأسبوع الأخير من يونيو 2025، مدفوعة بثلاثة عوامل رئيسية: تطورات إيجابية في العلاقات التجارية الدولية، ومؤشرات على تغيّر وشيك في سياسات البنوك المركزية، وتراجع حدة التوترات الجيوسياسية.

صفقة «المعادن النادرة»

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

في خطوة اعتُبرت مفصلية، أعلنت الولايات المتحدة والصين عن اتفاق لتسريع صادرات المعادن النادرة المستخدمة في صناعة التكنولوجيا والطاقة النظيفة، وأزال هذا الاتفاق مخاوف سابقة من أن التوترات بين البلدين قد تؤثر سلباً على سلاسل الإمداد العالمية، وهو ما أعاد ثقة المستثمرين في استقرار التجارة الدولية.

ورغم هذا التطور الإيجابي، لا تزال الأسواق تتابع المفاوضات المتعثرة بين الولايات المتحدة وكندا، خصوصاً بعد أن هدد الرئيس دونالد ترامب بتعليق المحادثات بسبب فرض كندا ضريبة رقمية على شركات التكنولوجيا الأميركية، هذه الخطوة أثارت مخاوف من تصعيد تجاري جديد داخل منطقة أميركا الشمالية، إلا أن أثرها بقي محدوداً مقارنة بالتأثير الإيجابي لاتفاق واشنطن- بكين.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

توقعات قرب خفض الفائدة

على صعيد السياسة النقدية، كانت الأنظار موجهة نحو الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بعد صدور بيانات اقتصادية أظهرت تباطؤاً واضحاً في النمو، فقد سجّل الناتج المحلي الإجمالي (GDP) نمواً دون التوقعات، إلى جانب تراجع في دخل وإنفاق المستهلكين، ما عزز التكهنات بأن البنك المركزي قد يبدأ قريباً في خفض أسعار الفائدة، وربما في أكثر من مناسبة قبل نهاية العام.

كما أن النتائج المالية الإيجابية لبعض الشركات الكبرى، مثل Nike وUnilever، أسهمت في بث روح التفاؤل لدى المستثمرين، خاصة في ظل أداء قوي لأسهم القطاع الاستهلاكي والسلع الفاخرة.

هذه المؤشرات غذّت شهية المخاطرة في الأسواق، إذ باتت احتمالات خفض الفائدة عاملاً داعماً للأسهم، بعدما كانت المخاوف من استمرار التشديد النقدي تهيمن على المشهد في الشهور السابقة.

هدوء التوترات الجيوسياسية

في تطور مفاجئ، أعلنت إيران وإسرائيل عن هدنة مؤقتة بعد أسابيع من التصعيد الذي أدى إلى تقلبات حادة في أسعار النفط وأسواق الطاقة، وقد أسهم هذا الإعلان في تهدئة الأسواق، حيث تراجعت أسعار النفط بأكثر من 12% خلال الأسبوع، ما خفف من الضغوط التضخمية على الاقتصادات الكبرى.

الاستقرار النسبي في منطقة الشرق الأوسط أعاد جزءاً من الثقة للمستثمرين، ودعم التفاؤل العام في الأسواق العالمية، كما خفف من مخاوف انقطاع الإمدادات النفطية، خاصة في أوروبا وآسيا اللتين تعتمدان بشكل كبير على تدفقات الطاقة من تلك المنطقة.

صعود الأسواق ليس صدفة

الأسواق لم ترتفع هذا الأسبوع صدفة، بل كانت مدفوعة بثلاث إشارات قوية: أولها الاستقرار في العلاقات التجارية بين القُوى الكبرى، ثم وجود دلائل على تراجع التشدد النقدي، بجانب الهدوء في أهم بؤرة توتر جيوسياسي عالمية.

ومع ترقّب صدور بيانات التضخم ومؤشر الوظائف في الولايات المتحدة خلال الأسبوع المقبل، قد تكون الأسواق مقبلة على أسبوع حاسم جديد، قد يعزز المسار الصاعد، أو يعيد المخاوف مجدداً إلى الواجهة.