أنهت أسواق المال العالمية الأسبوع المنتهي يوم الجمعة 11 يوليو على تباين، وسط تقلبات حادة ومخاوف متزايدة من تصاعد التوترات التجارية، خصوصاً بعد سلسلة من التصريحات والتهديدات من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد شركاء تجاريين بارزين.
وفي تطور مفاجئ قد يُعيد خلط أوراق الأسواق مع بداية الأسبوع الجديد، أعلن ترامب، اليوم السبت، فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 30% على جميع الواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي والمكسيك، بدءاً من الأول من أغسطس المقبل.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وفي منشور عبر منصته «تروث سوشيال»، وصف ترامب القرار بأنه «خطوة ضرورية لحماية المنتج الأميركي من الممارسات التجارية غير العادلة»، مؤكداً أن «الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام عجز تجاري غير متوازن».
ردود الفعل لم تتأخر، إذ سارعت بروكسل ومكسيكو سيتي إلى إدانة القرار، ملوحتين بإمكانية اتخاذ إجراءات مضادة، أو رفع النزاع إلى منظمة التجارة العالمية، وسط تحذيرات خبراء من أن هذه الخطوة قد تُطلق جولة جديدة من الحرب التجارية العالمية في توقيت بالغ الحساسية قُبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ختام متقلب لأسواق المال
المؤشرات الأميركية: تراجع بعد ارتفاعات تاريخية
مؤشر S&P 500 انخفض بنسبة 0.3% خلال الأسبوع ليغلق عند 6,259.75 نقطة، بعد أن بلغ ذروته التاريخية عند 6,312 نقطة يوم الخميس، مدفوعاً بمكاسب أسهم التكنولوجيا قبل أن يتراجع مع تصاعد المخاوف من الرسوم الجديدة.
مؤشر داو جونز الصناعي تكبّد خسارة أسبوعية بنسبة 1.0%، مغلقاً عند 44,371.51 نقطة، متأثراً بتراجع أسهم البنوك والصناعات الثقيلة.
مؤشر ناسداك المركب فقد نحو 0.1%، لكنه لا يزال يسجل أداءً قوياً، مدعوماً بارتفاع أسهم شركات الذكاء الاصطناعي، خاصة Nvidia وAMD.
أوروبا: مكاسب محدودة قبل العودة للضغط
سجل مؤشر FTSE 100 البريطاني أعلى مستوياته التاريخية عند 8,975.66 نقطة يوم الأربعاء، قبل أن يتراجع إلى 8,810 نقاط بفعل تصاعد القلق من فرض الرسوم الأميركية.
مؤشر DAX الألماني تراجع بنسبة 0.9% ليستقر عند 18,050 نقطة.
أما Euro Stoxx 600، فقد خسر نحو 0.7% خلال الأسبوع، متأثراً بضعف أداء قطاعات السيارات والطاقة.
آسيا: استقرار نسبي رغم الضبابية
نيكاي 225 الياباني حافظ على توازنه النسبي، منهياً الأسبوع عند 41,280 نقطة، مع دعم من نتائج قوية لبعض الشركات التكنولوجية.
في الصين، جاءت مؤشرات شنغهاي المركب وهانغ سنغ على تباين، وسط تباطؤ في الاستهلاك المحلي وتكهنات بحزمة تحفيز اقتصادية جديدة.
العملات: الدولار يتصدر
ارتفع مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.8% ليبلغ 106.2 نقطة، مدعوماً بإقبال المستثمرين على الأصول الآمنة.
تراجع اليورو إلى 1.082 دولار، وانخفض الدولار الكندي بنسبة 1.1%، بينما هبط الريال البرازيلي بنسبة 1.6% مع تهديدات ترامب الأخيرة بفرض رسوم على البرازيل أيضاً.
السلع: مكاسب لافتة للذهب والنفط
ارتفع الذهب بنسبة 0.7% خلال الأسبوع، ليغلق عند 2,424 دولاراً للأونصة، مع تصاعد القلق من التوترات التجارية.
أما خام برنت، فقد ارتفع 1.72 دولار يوم الجمعة (+2.5%) ليغلق عند 70.36 دولار للبرميل، محققاً مكاسب أسبوعية بنسبة 3.0%.
خام غرب تكساس الوسيط صعد 1.88 دولار (+2.8%) ليغلق عند 68.45 دولار للبرميل، بمكاسب أسبوعية بلغت 2.2%.
العملات الرقمية: البيتكوين تواصل الصعود التاريخي
البيتكوين تجاوزت للمرة الأولى مستوى 118,500 دولار، بدعم من طلب مؤسسي متزايد ومخاوف من فقدان الثقة في السياسات النقدية التقليدية.
كما ارتفعت الإيثيريوم إلى 6,250 دولاراً، محققة مكاسب أسبوعية تجاوزت 5%.
خلاصة الأسبوع
الأسبوع المالي الماضي كان مزيجاً من التفاؤل الحذر والمخاوف المتزايدة، في الوقت الذي حافظت فيه بعض الأسواق على مكاسبها، جاء إعلان ترامب يوم السبت بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الاتحاد الأوروبي والمكسيك ليزيد الغموض ويضغط على ثقة المستثمرين.
الأسواق تترقب بشدة رد فعل الشركاء التجاريين والاتحاد الأوروبي، مع احتمال فتح الباب أمام موجة من الإجراءات المضادة والتداعيات الاقتصادية العالمية التي قد تتجاوز حدود الرسوم.
{{ article.formatted_date }}
