يجد الكثيرون في التسوق وسيلة للهروب من الواقع في ظل التقلبات الاقتصادية، ولطالما روَّجت وسائل التواصل الاجتماعي لنمط الشراء العشوائي، سواء عبر زيارات سريعة لمتاجر مثل «تارجت» أو «أمازون»، أو مواكبة أحدث الإصدارات من المنتجات الاستهلاكية. لكن في المقابل، يتزايد عدد الأميركيين، خاصة من منشئي المحتوى الذين يتجهون نحو تقليل الاستهلاك بشكل كبير، وبالفعل أطلق العديد حملات مثل «تحدي عدم الشراء 2025» و«مشروع بان»، والتي تهدف إلى الامتناع عن شراء أي شيء غير ضروري، أو حتى إعادة شراء المنتجات إلا بعد استهلاكها بالكامل أو انتهاء صلاحيتها.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
سياسات ترامب الاقتصادية تثير القلق
رغم أن مبدأ تقليل الاستهلاك ليس جديداً، فإن هذه التوجهات عادت بقوة مع بداية العام الجديد، خاصة مع السياسات الاقتصادية التي أعلنت عنها إدارة الرئيس دونالد
ترامب.
وكان ترامب قد وعد خلال حملته الانتخابية بخفض الأسعار قائلاً، «عندما أفوز، سأبدأ فوراً بخفض الأسعار من اليوم الأول»، لكن، رغم هذه الوعود، لا يزال العديد من الأميركيين يشعرون بعدم الاستقرار الاقتصادي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ارتفاع الأسعار واستمرار القلق الاقتصادي
تراجع مؤشر ثقة المستهلكين للشهر الثاني على التوالي في يناير كانون الثاني 2025، وفقاً لبيانات مجلس المؤتمرات الأميركي، ما يعكس مخاوف المواطنين بشأن الوضع الاقتصادي الحالي والمستقبلي تحت الإدارة الجديدة.
ورغم وعود ترامب، لا تزال الأسعار في ارتفاع، إذ ارتفعت تكلفة البيض إلى مستويات قياسية بسبب تفشي إنفلونزا الطيور، بينما سجلت أسعار القهوة ارتفاعاً جديداً رغم تراجع تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على كولومبيا.
كما ارتفعت أسعار اللحوم وعصير البرتقال، وأكد البيت الأبيض مؤخراً فرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المئة على المكسيك وكندا، و10 في المئة على الصين.
ومع تزايد القلق الاقتصادي، يتخلَّى الكثيرون عن الشراء غير الضروري، وهو ما يعكس رفضهم للترويج المستمر للمنتجات الجديدة عبر المؤثرين، وهذا التوجه يظهر بوضوح بين جيل الألفية وجيل «زد»، اللذين أصبحا أكثر وعياً بالقيم التي تتبناها العلامات التجارية.
ويبدو أن مزيداً من الأميركيين يتبنون نهجاً أكثر وعياً في إنفاقهم، سواء كان ذلك بسبب السياسات الاقتصادية الجديدة أو ببساطة كرد فعل على نمط الاستهلاك المفرط، فهل يكون عام 2025 بداية لعصر جديد من التقشف المالي؟
(راميشا معروف، CNN)