ما لم يكن مستثمرو العملات المشفرة يتخيلونه هو دعوتهم لدخول البيت الأبيض يوماً ما لحضور قمة فاخرة بهذا الحجم حول العملات المشفرة مع رئيس أكبر اقتصاد في العالم والتعامل مباشرة مع كبار المسؤولين الماليين في الولايات المتحدة. طوال 15 عاماً سابقة، لم تحظَ الصناعة بقبول وترحاب مثل هذا من البيت الأبيض ولا حتى من ترامب نفسه في ولايته الأولى، ولكننا ها هنا اليوم نستعد لمشاهدة قمة لعمالقة العملات المشفرة مرحباً بهم في البيت الأبيض مع رئيس داعم لها وأيضاً في حضور رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
يجمع اجتماع اليوم الجمعة نخبة من أقوى مستثمري العملات المشفرة، بما في ذلك الرئيس التنفيذي لشركة كوين بيز، براين أرمسترونج ورائد الأعمال التكنولوجي الملياردير مايكل سيلور.
كما سيتواجد رجل الأعمال المغامر وقيصر العملات المشفرة في عهد
ترامب، ديفيد ساكس، وقائد فريق عمل الأصول الرقمية، بو هاينز، ورئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات بالإنابة مارك أويدا.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
امتنان لترامب
يعد الاجتماع، جزئياً، بمثابة جولة انتصار لصناعة تبدو وكأنها خرجت من السراب، وهي فرصة للمديرين التنفيذيين لتكريم الرجل الذي يمهد طريقهم، أي الرئيس دونالد ترامب.
قال فاريار شيرزاد، كبير مسؤولي السياسات في كوين بيز، «أعتقد أن أهم شيء سيحدث غداً هو أننا جميعاً سنعبر عن امتناننا للرئيس الذي وضع أجندة إيجابية وطموحة حقاً للولايات المتحدة لتصبح رائدة في مجال العملات المشفرة في العالم».
وأضاف: «تعمل جميع الشركات الموجودة على الطاولة بالفعل على زيادة استثماراتها للبناء في أميركا، وأعتقد أنها ستكون فرصة لشكره على منحنا المساحة للقيام بذلك، وإعادة الولايات المتحدة إلى موقع القيادة».
ما ستحوي القمة؟
من المرجح أن تكون الأجندة عبارة عن حقيبة من أولويات الصناعة والتشريعات المختلفة التي تشق طريقها عبر الكونغرس، والتوجيه بشأن الإطار التنظيمي، وإزالة ضريبة مكاسب رأس المال على العملات المشفرة.
لكن التركيز الأكبر سيكون على «الاحتياطي الاستراتيجي» المقترح، حسب ما ذكر جيسون يانوفيتز، المؤسس المشارك لمنصة أخبار العملات المشفرة بلوك وركس.
الاحتياطي الاستراتيجي هو مفهوم ظهر فجأة على الطاولة والذي كان بمثابة مُزحة في ظل أي إدارة أميركية سابقة، وهو يعني أن الحكومة ستخزن الأصول الرقمية كما تفعل مع الذهب والبترول، من الناحية النظرية للتحوط ضد المخاطر المالية.
كيف يدعم ترامب الاحتياطي الاستراتيجي؟
واقترح ترامب فكرة احتياطي البيتكوين أثناء حملته الانتخابية، ما ساعده على كسب التأييد بين محبي العملات المشفرة.
لكن تفاصيل خطته تسببت في ضجة في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد أن أطلق ترامب منشوراً على وسائل التواصل الاجتماعي يقول إن الاحتياطي لن يشمل فقط البيتكوين والإيثر الراسخيْن نسبياً ولكن أيضاً ثلاثة رموز أصغر بكثير وأكثر تقلباً، وتسبب الإعلان في ارتفاع حاد في أسعار العملات المشفرة، والذي سرعان ما تلاشى إذ ترك المستثمرين يتساءلون عن التفاصيل.
قال المستثمر سكوت ميلكر: «إن أكبر أمل لهذه القمة هو الوضوح بشأن الاحتياطي الاستراتيجي الأميركي الذي يشمل البيتكوين».
وارتفعت الآمال بتقارير عن نشاط صعودي من محفظة تشفير مرتبطة بترامب قبل يومين من الحدث، إذ يبدو أن المشروع، وورلد ليبرتي فاينانشال، اشترى بأكثر من 20 مليون دولار عملات الأثير ومشتق البيتكوين الذي يسمى دبليو بتكوين، ولكن ليس من الواضح كيف سيتم تمويل مثل هذا المشروع.
رغم كل ذلك لا يتحمس الكثير من الناس، بما في ذلك بعض دعاة التشفير، لفكرة بناء احتياطي استراتيجي من البيتكوين.
سيكون من المحفوف بالمخاطر السياسية، على أقل تقدير، استخدام أموال دافعي الضرائب لشراء العملات المشفرة في وقت تقوم فيه الحكومة الفيدرالية بتسريح عشرات الآلاف من الموظفين وخفض الخدمات الأساسية.
التشريعات نصب اهتمام القمة
بصرف النظر عن المزيد من التفاصيل حول الاحتياطي، يتطلع كبار الشخصيات في الصناعة، الذين اشتكوا منذ فترة طويلة من أن إدارة بايدن كانت تخنق العملات المشفرة، إلى بعض التوجيهات التنظيمية الأساسية.
قال شيرزاد: «ينصبّ تركيزنا بشكل كبير على إنجاز التشريعات، التي تسمح لنا جميعاً في الصناعة بالاستثمار والبناء وتحديث النظام المالي بشكل أساسي».
لم تكن أسواق العملات المشفرة محصنة ضد فوضى التجارة العالمية والمخاوف من الرياح الاقتصادية المعاكسة التي هزت الأسواق المالية في جميع أنحاء العالم هذا الأسبوع.
كانت عملة البيتكوين تتحرك إلى حد كبير جنباً إلى جنب مع الأسهم، وتتأرجح بشكل كبير حيث يحاول المستثمرون فهم رسائل ترامب المتغيرة باستمرار بشأن التعريفات الجمركية، فتحركت حول مستوى 90 ألف دولار اليوم الخميس، بعيداً عن أعلى مستوى له عند 109 آلاف دولار، والذي وصل إليه في يوم التنصيب قبل 6 أسابيع فقط.
وأشار ميلكر إلى أن «السوق تترقب كل كلمة من ترامب وتراقب هذه الاجتماعات بحذر شديد، وإذا تلقينا تصريحات غامضة ولا يوجد اتجاه واضح، فتوقع خيبة الأمل والتقلبات، ولقد شهدنا هذا من قبل، توقعات كبيرة وقليل من الإنجاز».
(أليسون مورو CNN)