رسوم ترامب على الصلب والألومنيوم.. نيران صديقة تصيب الأميركيين

من السيارات إلى المياه.. كيف ستنعكس رسوم ترامب على المستهلك؟ (شترستوك)
رسوم ترامب على الصلب والألومنيوم.. تهديد جديد لجيوب الأميركيين
من السيارات إلى المياه.. كيف ستنعكس رسوم ترامب على المستهلك؟ (شترستوك)

يعتقد العديد من الأميركيين أن التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على الألومنيوم والصلب لن تؤثر عليهم، إذ إن غالبية المستهلكين لا يشترون المعادن الخام بشكل مباشر.

ومع ذلك، فإن التعريفات الجديدة، التي بلغت 25 في المئة ودخلت حيز التنفيذ يوم الأربعاء، قد تنعكس على محافظ المستهلكين بطرق غير متوقعة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

تدخل مادتا الألومنيوم والصلب في تصنيع عدد لا يحصى من المنتجات الاستهلاكية، من عبوات الطعام والمشروبات الغازية والبيرة إلى السيارات والأجهزة المنزلية، وغالبية هذه المواد تُستورد من الخارج، وهذا يعني أن الشركات قد تلجأ إلى تحميل تكاليف التعريفات على المستهلكين الأميركيين.

رغم أنه لا يزال من المبكر أن تحدد الشركات كيف ستؤثر التعريفات على هياكل تكاليفها وأسعار منتجاتها، فإن العديد من المديرين التنفيذيين حذّروا بالفعل من احتمالية رفع الأسعار قريباً.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

القطاع الغذائي

أوضح الرئيس التنفيذي لشركة كامبل، ميك بيكهاوزن، أن الشركة تستورد الصلب من كندا لتصنيع عبوات الطعام، وقال خلال مكالمة الأرباح هذا الشهر، «نعمل بشكل وثيق مع موردينا لتقليل التأثير المحتمل، لكن اعتماداً على مدة استمرار هذه التعريفات ومدى اتساعها، قد نضطر إلى مراجعة أسعار بعض منتجاتنا».

ورغم أن كامبل رفضت تقديم مزيد من التفاصيل حول كيفية تأثير التعريفات على الأسعار، فإن بعض الشركات تبحث عن بدائل للألومنيوم والصلب في التعبئة والتغليف.

على سبيل المثال، صرّح الرئيس التنفيذي لشركة كوكاكولا، جيمس كوينسي، الشهر الماضي أن الشركة تستعد لاستخدام المزيد من العبوات البلاستيكية والزجاجية بدلاً من الألومنيوم، لتجنب زيادة التكاليف.

وأضاف كوينسي، «التأثير ليس بسيطاً، لكنه لن يُحدث تغييراً جذرياً في نشاطنا التجاري الذي يقدر بمليارات الدولارات في الولايات المتحدة، ومع ذلك سيكون من الأفضل لو لم تُفرض هذه التعريفات».

قطاع السيارات

تحتوي السيارة الواحدة على مئات، إن لم يكن آلاف، الأرطال من الصلب والألومنيوم، لكن شركات السيارات قد لا تتأثر فوراً بالتعريفات، إذ إنها عادة ما توقع عقوداً طويلة الأجل مع الموردين.

وفي هذا الصدد، قال المدير المالي لشركة جنرال موتورز، بول جاكوبسون، خلال مكالمة أرباح الشهر الماضي، إن جزءاً كبيراً من الصلب الذي تحصل عليه الشركة، والذي يُصنع معظمه في الولايات المتحدة، يُسعر بمعدلات ثابتة لعدة سنوات.

ومع ذلك، أشار إلى أن الشركة ليست محصنة تماماً ضد الزيادات في أسعار السلع بسبب التعريفات، مضيفاً «من المحتمل أن نشهد ارتفاعاً في التكاليف، لكن هذا الارتفاع قد يهدأ بمرور الوقت».

الأجهزة المنزلية

تعتمد الأجهزة المنزلية مثل الثلاجات وأجهزة التدفئة والتبريد والغسالات والمجففات بشكل كبير على الصلب والألومنيوم، ما يجعلها عرضة لزيادة الأسعار.

وذكرت روكسان وارنر، نائبة الرئيس في شركة ويرلبول، أن معظم المواد الخام التي تستخدمها الشركة، مثل الصلب، تأتي من عقود طويلة الأجل تستمر لمدة عام على الأقل، قائلة «بما أننا ننتج 80 في المئة مما نبيعه داخل الولايات المتحدة، فإننا في وضع جيد نسبياً للتعامل مع التعريفات».

ورغم ذلك، عندما فرض ترامب تعريفات بواقع 25 في المئة على الصلب و10 في المئة على الألومنيوم في عام 2018، قفزت تكاليف المواد الخام في ويرلبول بمقدار 350 مليون دولار.

وأوضح متحدث باسم الشركة أن 96 في المئة من الصلب المستخدم في مصانعها الأميركية يأتي من موردين محليين، لكنهم لا يزالون يراقبون تأثير القرارات التجارية الأميركية الأخيرة.

المياه

حتى مياه الشرب قد تصبح أكثر تكلفة، إذ إن أنظمة تنقية المياه تُصنع باستخدام الألومنيوم والصلب، وقال جون ستوش، الرئيس التنفيذي لشركة بنتاير لمعالجة المياه، إن شركته تشتري ما قيمته 100 مليون دولار من الألومنيوم والصلب من خارج الولايات المتحدة، بالإضافة إلى 125 مليون دولار من المكونات المستوردة من الصين، إذ تُفرض تعريفات بواقع 20 في المئة على المنتجات غير المصنوعة من الصلب أو الألومنيوم.

وكشف ستوش أن هذه التعريفات تُكلف الشركة حالياً 50 مليون دولار، مشيراً إلى أنه بدءاً من الأول والخامس عشر من أبريل نيسان 2025، تخطط الشركة لرفع الأسعار عبر جميع قطاعاتها.

ومع ارتفاع تكاليف تنقية المياه، قد تضطر الشركات إلى تمرير هذه الزيادة للمستهلكين من خلال فواتيرهم.

وأضاف ستوش، «على الأرجح، جميع منافسينا في الموقف نفسه، ما سنقوم به هو رفع الأسعار بشكل عام، مع التركيز على بيع المنتجات التي تحقق لنا أكبر قدر من الربح».

(إليزابيث بوخوالد، CNN).