لم يكن مؤسسو تويتر سابقاً، إكس حالياً، على دراية بأن التغير في المنصة لن يشوب الاسم فقط وإنما سيصيب الكيان بأكمله. تحدث إيفان ويليامز، مؤسس تويتر، في سلسلة وثائقية جديدة بعنوان "تويتر: كسر الطائر" على شبكة CNN، متأملاً في الأيام الأولى لتويتر "كان هناك الكثير يحدث، لا يوجد وقت حقيقي في اليوم للتفكير في آثار ما نبنيه".
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وإذا نظرنا إلى الوراء، نجد أن النسخة الأصلية من تويتر عكست بدايات انتشار الإنترنت في ذلك الوقت، وتفاؤل المؤسسين بالعالم الرقمي الجديد، ولكن على مدار العقدين التاليين، كان على تويتر أن يتصارع مع المعنى الحقيقي لمنح أي شخص صوتاً على الإنترنت، بمن في ذلك أولئك الذين سيستخدمون هذا الصوت لنشر خطاب الكراهية أو السعي إلى السلطة بطرق لم يتوقعها المؤسسون أبداً.
كيف تغير تويتر؟
الشركة، التي تُسمى الآن إكس، مملوكة لأغنى رجل في العالم وهو
إيلون ماسك، الذي استخدمها لدعم إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب، ويواصل استخدامها لدفع أجندته السياسية والاجتماعية في سعيه لإعادة تشكيل الحكومة الأميركية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وبينما عانى تويتر طويلاً لتحويل نفوذه إلى عمل مربح، أصبحت قيمة الشركة الآن موضع شك أكثر من أي وقت مضى بعد أن أدت سياسات ماسك المثيرة للجدل إلى نفور المعلنين.
قال ويليامز "لقد بنينا هذا الشيء الذي اتخذ مساراً خاصاً به، يجمع بين الجوانب السيئة والجوانب الجيدة، والمعركة هي محاولة ترجيح الجوانب الجيدة على الجوانب السيئة".
أضاف "وهذا ما بدا كأنه معركة خاسرة على مر الزمن، هل يستحق الأمر كل هذا العناء؟ هل الفكرة برمتها معيبة؟"
لم يتغير تويتر وحده بل العالم بأكمله
من نواحٍ عديدة، تغير العالم، سواء على الإنترنت أو خارجه، بطرق لم يكن أحد ليتوقعها عند تأسيس تويتر عام 2006.
في ذلك الوقت، كان فيسبوك قد طُرح للجمهور للتو، وكانت المدونات الإلكترونية رائجة للغاية، لم تكن تطبيقات الهاتف المحمول موجودة بعد، إذ لم يكن من المقرر إطلاق آيفون إلا بعد عام.
مع نمو تويتر، استخدمه الناس بطرق إيجابية لم يتوقعها مؤسسوه أيضاً، بما في ذلك تنظيم الحركات الاجتماعية مثل الربيع العربي وحركة حياة ذوي البشرة السمراء مهمة.
لطالما تصور دورسي، الملياردير الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه والد المنصة، أن تويتر منصة لتعزيز حرية التعبير، وقال في مقابلة عام 2016 في مؤتمر كود: "لكي تكون المنصة منصة، يجب أن تكون حرة، أعتقد أننا بحاجة إلى سماع كل الآراء المتطرفة".
صرح ديل هارفي، الرئيس السابق لقسم الثقة والأمان في الشركة لفترة طويلة، في السلسلة بأن تويتر لم يستثمر كثيراً في تلك المجالات بدءاً من عام 2017، عندما واجه موقع التواصل الاجتماعي ضغوطاً متزايدة لمعالجة انتشار الكراهية والإساءة.
وفي عام 2020، سأل الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا الملياردير ومستخدم تويتر المخضرم، "بالمناسبة، هل تريد إدارة تويتر؟" كما سأله بشأن كيفية إصلاح منصة التواصل الاجتماعي .
فأجاب ماسك عن السؤال الأول بأنه ينبغي على الموظفين التعامل مع من يحاولون التلاعب بالنظام، إنهم يحاولون التأثير على الرأي العام، وقد يكون من الصعب جداً أحياناً التمييز بين الرأي العام الحقيقي والرأي غير الحقيقي".
أما السؤال الثاني فاتخذ عامين فقط للإجابة عنه، فبدأ ماسك في الاستحواذ على حصة مالية في تويتر، ما مهد الطريق لاستحواذه بالكامل.
من المخطئ؟
بالنظر إلى الماضي، قال جيسون جولدمان، أول رئيس للمنتجات في تويتر، والذي عمل لاحقاً كمسؤول رقمي في البيت الأبيض في عهد أوباما، إنه كان بإمكان فريق تويتر الأول القيام بالمزيد لدعم رؤيته الأصلية، ومع ذلك، أضاف أن مصير تويتر ربما كان لا مفر منه.
(كلير دافي، CNN)