انطلاق مهمة «سبيس إكس» و«ناسا» يمهد لعودة رائدي فضاء عالقين

إطلاق سبيس إكس بالتعاون مع ناسا يضع حداً لتسعة أشهر من الانتظار على متن المحطة الدولية، ويثير جدلاً سياسياً حول أسباب التأخير (أ ف ب)
ناسا وسبيس إكس
إطلاق سبيس إكس بالتعاون مع ناسا يضع حداً لتسعة أشهر من الانتظار على متن المحطة الدولية، ويثير جدلاً سياسياً حول أسباب التأخير (أ ف ب)

أطلقت شركة سبيس إكس، بالتعاون مع وكالة ناسا، مهمة Crew-10 مساء الجمعة عند الساعة 7:03 مساءً بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة (23:03 بتوقيت غرينتش)، وذلك من مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا.

تحمل هذه الرحلة أربعة رواد فضاء سيتولون مهام المحطة الفضائية الدولية بدل الرائدين الأميركيين بتش ويلمور وسوني ويليامز، اللذين أمضيا تسعة أشهر على متن المختبر المداري بعد رحلة مبدئية في كبسولة ستارلاينر التابعة لشركة بوينغ.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

دوافع العودة

تمثل Crew-10 خطوة أولى لإعادة ويلمور وويليامز إلى الأرض، بمشاركة رائدي فضاء آخرين هما نيك هايغ والأميركي من أصول روسية ألكسندر غوربونوف.

ووصفت ناسا هذه العملية بأنها جزء من خطة وضعت العام الماضي، لكنها اكتسبت دفعة إضافية مؤخراً مع تدخل الرئيس دونالد ترامب، إلى جانب المالك التنفيذي لسبيس إكس إيلون ماسك، اللذين أصرا على ضرورة تسريع المهمة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

تبديل الطواقم

وفق جدول ناسا الرسمي، ستصل Crew-10 إلى المحطة الدولية مساء السبت عند الساعة 11:30 بالتوقيت الشرقي، على أن يبدأ تحضير ويلمور وويليامز للمغادرة يوم الأربعاء، أو في أبكر موعد صباح الأحد نحو الساعة الرابعة بتوقيت الساحل الشرقي (08:00 بتوقيت غرينتش).

علماً بأن هايغ وغوربونوف وصلا بدورهما في سبتمبر أيلول الماضي على متن مركبة دراغون مزودة بمقعدين فارغين، خُصصا لعودة ويلمور وويليامز إلى الأرض.

يضم طاقم Crew-10 كلاً من رائدة الفضاء آن ماكلين وزميلتها نيكول أيرز من ناسا، إضافة إلى الياباني تاكويا أونيشي والروسي كيريل بيسكوف.

وما إن بلغ الصاروخ فالكون 9 مداره الأولي، حتى قدمت ماكلين إشارة الوصول إلى حالة انعدام الجاذبية بإطلاق دمية ورقية على هيئة طائر الكركي (الأوريغامي)، وهي عادة ترمز للسلام والأمل.

تداعيات سياسية

تسببت تدخلات ترامب وماسك بتوجيه اتهامات لإدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، من دون أدلة واضحة، بأنها أهملت إعادة ويلمور وويليامز لأسباب سياسية، غير أن ناسا نفت تأثير أي ضغط سياسي على خططها، وأكد ويلمور نفسه أن الوكالة كانت تستعد دوماً للسيناريوهات الطارئة، قائلاً إن «برامج الفضاء الوطنية تضع خططاً لاحتمال تغير الأمور في أي لحظة».

وأوضحت ناسا أن Crew-10 لا تُعتبر مهمة إنقاذ مخصصة بالكامل، بل تدخل ضمن برنامج التناوب الدوري للأطقم. ورغم ذلك، حظيت باهتمام خاص لأنها تُتيح إعادة الرائدين العالقين بعد طول انتظار. وأشارت الوكالة إلى أنها درست سابقاً احتمال إطلاق مركبة مخصصة لإعادتهما، لكن محدودية الميزانية والاحتياجات التشغيلية دفعت إلى خيار دمج عودتهما في إطار مهمة Crew-10.

رافق الإعداد للمهمة بعض التحديات، منها تسريبات وقود رُصدت في إطلاق سابق لفالكون 9، إضافة إلى تآكل جزئي في طبقة الحماية الحرارية لبعض محركات دراغون، وصرح مدير عمليات الفضاء في ناسا، كين باورسوكس، بأن «سبيس إكس تتحرك بسرعة هائلة، وعلينا مواكبة وتيرتها»، فيما قال ستيف ستيتش، مدير برنامج الطاقم التجاري، إن التحضيرات «جرت في ظروف غير معتادة».

بين البحث العلمي والواقع اليومي

خلال فترة بقائهما الإضافية على متن المحطة، أسهم ويلمور وويليامز في إجراء تجارب علمية وصيانة دورية، بالتنسيق مع الرواد الخمسة الآخرين.

ورغم تكيفهما مع التمديد، شددت ويليامز على أن عائلاتهم تأثرت أكثر من بقائهما الفعلي في الفضاء، مبدية حماستها لرؤية كل من أفراد أسرتها وكلبيها الأليفين.

دلالة اقتصادية أوسع

تعكس هذه التطورات السياق المتسارع لصناعة الفضاء التجارية في الولايات المتحدة، إذ تواصل سبيس إكس توسيع نطاق عملياتها، وتدخل بوينغ في سباق تحسين كبسولة ستارلاينر، ضمن برنامج تجاري يهدف إلى تخفيف الأعباء المالية الحكومية عبر تكامل القطاع الخاص. وتؤكد ناسا أن نجاح هذه المهام يعزز منظومة الفضاء الوطنية، إذ تتزايد فرص البحث العلمي والاستثمار.

تأمل ناسا بأن يرسخ تعاونها مع الشركاء التجاريين قدرات البعثات البشرية ويؤمن بدائل متعددة. وفيما يستعد ويلمور وويليامز للعودة أخيراً، يتواصل عمل الفرق على الأرض وفي المدار، لضمان انتقال سلس بين الأطقم وتطوير أجيالٍ جديدة من المركبات الفضائية القادرة على مواجهة أي طارئ.