اليابان تضخ احتياطياتها الاستراتيجية من الأرز لخفض أسعار أهم مصدر للغذاء في البلاد

الأرز الياباني، الغذاء الأساسي في اليابان، مطبوخ في وعاء من الفخار. شاترستوك.
الأرز الياباني، الغذاء الأساسي في اليابان، مطبوخ في وعاء من الفخار
الأرز الياباني، الغذاء الأساسي في اليابان، مطبوخ في وعاء من الفخار. شاترستوك.

يُؤكل الأرز مع كل وجبة تقريباً، ويُستخدم في صنع السوشي، وتُصنع منه الحلويات، ويُخمر ليُحوّل إلى مشروب «الساكي» الكحولي، بل يُستخدم في الاحتفالات والطقوس الدينية.

يُعدّ الأرز جزءاً أساسياً من النظام الغذائي الياباني، فهناك ستة مصطلحات على الأقل لوصف هذه الحبوب في اللغة اليابانية، ويحظى الأرز بشعبية كبيرة لدرجة أن ماكدونالدز أضافت شطيرة برغر مصنوعة من الأرز إلى قائمتها.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

لكن الاعتماد الكبير على هذا الغذاء الأساسي يجعل البلاد، رابع أكبر اقتصاد في العالم، عُرضة للمعاناة بسبب خلل بسيط في الإمدادات.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

في السنوات الأخيرة، أدى مزيج من سوء الأحوال الجوية وموجات الحر وتهديدات الأعاصير والزلازل إلى نوبات من الشراء بدافع الذعر في دولة يبلغ عدد سكانها 124 مليون نسمة.

ارتفع متوسط ​​سعر كيس الأرز الذي يزن 60 كيلوغراماً إلى نحو 160 دولاراً العام الماضي، بزيادة قدرها 55 في المئة مقارنةً بالعامين الماضيين، وفقاً لأرقام حكومية.

لذلك أعلنت الحكومة في فبراير الماضي طرح 210 آلاف طن من الأرز، أي أكثر من خُمس ما تحتفظ به من احتياطي للطوارئ، للبيع في مزاد علني، وفي سبتمبر تم ضخ الدفعة الأولى من الأرز، والبالغة 150 ألف طن، بالمزاد، وفقاً لوزارة الزراعة والغابات ومصايد الأسماك.

وقد طُرحت الآن أولى أكياس الاحتياطي الاستراتيجي من الأرز للبيع في المتاجر الكبرى.

أنشأت الحكومة احتياطيها من الأرز عام 1995، بعد عامين من صيف بارد غير متوقع أضرّ بمحاصيل الأرز، ما أجبرها على استيراد الحبوب من الخارج.

واعتمدت الحكومة على احتياطاتها في أعقاب زلزال وتسونامي توهوكو عام 2011 اللذين أوديا بحياة وفقد 20 ألف شخص، وزلزال كوماموتو المُدمر عام 2016.

وتحتفظ دول أخرى في آسيا بمخزونات من الأرز لحماية شعوبها من الجوع أو ارتفاع الأسعار، حيث يُعدّ الأرز غذاءً أساسياً في الهند وفيتنام وتايلاند.

قال وزير الزراعة والغابات ومصايد الأسماك، تاكو إيتو، قبيل المزاد «الأسعار الآن مرتفعة بشكل استثنائي، لكنني أطلب من الجميع عدم القلق»، مشيراً إلى أنه يتوقع أن يؤدي ضخ الأرز في السوق إلى انخفاض الأسعار.

وأرجع إيتو ارتفاع الأسعار إلى مشكلة في سلسلة التوريد، قائلاً إن هناك ما يكفي من الأرز في المنظومة، إلا أنه لم يصل إلى رفوف المتاجر الكبرى، ولكنه لم يحدد السبب.

ويوم الأربعاء الماضي أكدت شركة «ترايل هولدينغز»، التي تدير سلسلة متاجر سوبر ماركت بأسعار مخفضة في جزيرة كيوشو الجنوبية، لشبكة سي إن إن، أن الدفعة الأولى من الأرز المعروض للبيع بالمزاد قد وصلت إلى رفوف بعض متاجرها.

الاحتياطي المرفوض

في بلدٍ يهتمّ بشدة بأرزه، حيث تتنافس محافظاتٌ مختلفة على لقب أفضل أرز في البلاد، قال البعض إنهم يُفضّلون عدم شراء هذه الدفعة، مُتشكّكين في جودتها.

قالت ربة المنزل إيمي أوشيبوري، البالغة من العمر 69 عاماً، لشبكة سي إن إن «لا أنوي شراءه لأنني سمعت أنه أرز قديم، ما زلتُ شديدة الاهتمام بجودة الأرز».

وأضافت أوشيبوري أنها خزّنت كمياتٍ كبيرةً في أوائل مارس آذار بعد أن قرأت عن ارتفاع الأسعار، وأملت أن يكفيها ما لديها حتى تنخفض الأسعار، لكنها تشككت «لكن لا يبدو أنه سيعود إلى سعره الأصلي».

وقالت يوكو تاكيجوتشي، البالغة من العمر 53 عاماً، وهي عاملة بدوام جزئي، إنها ستتخلى عن الأرز المبيع في المزاد ما لم يكن سعره منخفضاً بشكل ملحوظ.

وأضافت أنها لا تمانع في دفع المزيد من المال مقابل أرزٍّ عالي الجودة، لأن سعر الدقيق قد ارتفع أيضاً، ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية البديلة للأرز، مثل الخبز والمعكرونة.