في رد حاد على الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نشرت وزارة الخارجية الصينية عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لافتاً يدعو المجتمع الدولي إلى الوقوف في وجه ما وصفته بـ«تنمر» القيادة الأميركية.
وجاء في الفيديو، الذي تم سرده باللغة الإنجليزية ومترجم إلى الصينية: «الرضوخ للمتنمر يشبه شرب السم لإطفاء العطش، إنه لا يؤدي إلا إلى تعميق الأزمة، لقد أثبت التاريخ أن التساهل لا يجلب الرحمة، وأن الركوع لا يؤدي إلا إلى المزيد من التنمر، الصين لن تركع».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
واستعرض الفيديو ما تعتبره الصين تاريخاً من «العدوان الاقتصادي الأميركي»، مشيراً إلى حالات مثل إجبار شركات كبرى مثل «توشيبا» و«ألستوم» على التفكك، ودفع اليابان إلى أزمة مالية ونمو اقتصادي ضعيف امتد لعقود.
في المقابل، قدمت الصين نفسها كـ«واحة للتجارة الحرة» يمكن للدول الأخرى الاستثمار والتعاون معها بأمان.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وأضاف الفيديو: «الصين ستبقى صامدة، مهما اشتدت العواصف، لا بد أن يخرج أحد حاملاً الشعلة ليبدد الضباب ويضيء الطريق أمام العالم».
وقد جاءت لهجة الفيديو الحادة بمثابة رسالة تحذير لإدارة ترامب بعد التصعيد الكبير في الحرب التجارية، إلى جانب دعوة واضحة للدول الأخرى للوقوف ضد «الهيمنة» الأميركية.
رغم أن الفيديو لم يذكر صراحة الرسوم الجمركية البالغة 145% التي فرضتها إدارة ترامب على الواردات الصينية، ولا الرسوم الانتقامية بنسبة 125% التي فرضتها الصين على السلع الأميركية، فإن توقيت نشره يوحي بعدم استعداد بكين لتقديم تنازلات في ظل غياب بوادر جدية للتفاوض.
وكان ترامب قد صرّح مؤخراً بأنه يتوقع خفض التعريفات الجمركية، بينما وصف وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، الرسوم الحالية بأنها «غير مستدامة»، ومع ذلك أشار ترامب إلى أنه على الصين تقديم عرض قوي، في حين نفت بكين مراراً وجود أي مفاوضات تجارية نشطة مع واشنطن.
في المقابل، تسير المحادثات التجارية الأميركية بوتيرة نشطة مع نحو 17 دولة أخرى، ضمن فترة سماح مدتها 90 يوماً أعلنت خلالها إدارة ترامب تعليق الرسوم «المتبادلة» التي وصلت إلى 50% على بعض الدول.
وحثت الصين الدول الأخرى على التمسك بمواقفها وعدم الانحياز للولايات المتحدة ضدها، وقالت في الفيديو: «نعلم أن الوقوف دفاعاً عن أنفسنا يبقي باب التعاون مفتوحاً، الصين لن تتراجع حتى تُسمَع أصوات الضعفاء، ويُوقَف التنمر، وتبقى العدالة حاضرة في العالم».
واختتمت الرسالة باتهام أميركا بأنها دولة «لا يُعتمد عليها»، ووصفتها بـ«النمر الورقي»، مشيرة إلى أن الصادرات والواردات الأميركية لا تشكل سوى أقل من خمس التجارة العالمية، وأن الولايات المتحدة «لا تمثل العالم بأسره».
وقالت بكين في الفيديو: «حين يتوحد باقي العالم، تصبح الولايات المتحدة مجرد قارب صغير عالق في البحر، لا تخطئوا الظن، أميركا ستستمر في التذبذب وممارسة الضغط».