الصفقات التجارية أمست ضرورية لإنقاذ مصداقية ترامب

الرئيس الأميركي دونالد ترامب. شاتر ستوك
الصفقات التجارية أمست ضرورية لإنقاذ مصداقية ترامب
الرئيس الأميركي دونالد ترامب. شاتر ستوك

في يومه المئة في السلطة، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمام حشد من أنصاره «بزوغ العصر الذهبي» للاقتصاد الأميركي بفضل التعريفات الجمركية الجديدة، لكن في يومه المئة وواحد، حذّر ترامب من أن الأطفال قد يضطرون إلى تقليص حجم صناديق ألعابهم لأن التعريفات الجمركية سترفع أسعار الدمى القادمة من الصين.

هنا يكمن التحدي؛ كيف يشرح ترامب للأميركيين الذين انتخبوه بناءً على وعد بخفض الأسعار أن عليهم الاستعداد لارتفاع الأسعار في المستقبل القريب؟

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

كان حل ترامب حتى الآن هو إلقاء اللوم على عهد جو بايدن، حتى إن ترامب، في تعليقه على تقرير سلبي عن الناتج المحلي الإجمالي، أمس الأربعاء، ذكر «جو بايدن» 51 مرة.

يقول ترامب «ربما سيحصل الأطفال على دميتين بدلاً من 30 دمية، وربما ستكلف الدميتان بضعة دولارات أكثر»، ولكن «النتيجة النهائية تستحق العناء».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وراء الكواليس، يذكر المسؤولون وجود ضغوط مكثفة للتوصل إلى صفقات أو إعلان عن اتفاقيات تجارية جديدة، وفقاً لمصادر مطلعة على المحادثات لشبكة CNN.

لم يتغير اعتقاد الرئيس الراسخ بأن الرسوم الجمركية وسيلة لإنعاش الاقتصاد الأميركي، ولكن مستشاروه قالوا إن صبره ينفد بشأن ضرورة توصل الولايات المتحدة إلى اتفاق مع بعض الدول بشأن التجارة في الأيام المقبلة.

أعلن كبار المسؤولين، بمن فيهم الرئيس نفسه، إلى جانب كبار المستشارين الاقتصاديين مثل وزير الخزانة، سكوت بيسنت، ووزير التجارة، هوارد لوتنيك، على شاشات التلفزيون عن قرب إبرام صفقات تجارية جديدة.

في اتصال هاتفي مع قناة نيوز نيشن مساء أمس الأربعاء، قال ترامب إن الإدارة لديها «صفقات محتملة» مع اليابان وكوريا الجنوبية والهند، وذلك بعد أن كرر مسؤولون في الإدارة تأكيدهم على قرب إبرام صفقة مع نيودلهي.

وكان مسؤولون يمثلون رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، قد زاروا واشنطن لإجراء محادثات مكثفة خلال الأسابيع الماضية، وقدموا عدداً من العروض والتنازلات، راغبين في أن يكونوا أول دولة تُبرم اتفاقية تجارية من شأنها أن تُفضي إلى تخفيف الرسوم الجمركية البالغة 26 في المئة، التي هدد ترامب بفرضها على الهند.

ويأمل بعض الجمهوريين أيضاً أن يُساعد العمل السريع على اتفاقيات التجارة ترامب في استعادة مصداقية خطابه الاقتصادي.

أقرّ السيناتور توم تيليس، الجمهوري من ولاية كارولينا الشمالية، بأن تقرير الناتج المحلي الإجمالي الصادر أمس الأربعاء يُعدّ مؤشراً مُقلقاً وغير مقبول، مُشيراً إلى أنه يتوقع أن تبدأ آثار الرسوم الجمركية التضخمية بالظهور، ما سيؤثر على أسعار المستهلك في الأسابيع المُقبلة، وقال «هناك العديد من الأسباب التي تجعلني أعتقد أن الرئيس ترامب مُحق، لكننا سنواجه رياحاً تضخمية مُعاكسة».

وكانت تعليقات الرئيس في قاعة مجلس الوزراء بمثابة إقرار نادر بأن الحرب التجارية المُستمرة مع الصين قد تُؤثر على الأميركيين مُباشرةً، وقد استخدم الدمى كمثال للتقليل من وطأة المعاناة الاقتصادية، في حين إن العديد من السلع الأخرى التي يعتمد عليها المستهلكون والشركات من المُرجح أن تختفي من رفوف المتاجر.

يُشكّل احتمال حدوث خلل في سلسلة التوريد مصدر قلق بالغ لدى مسؤولي الشركات، الذين ظلّوا يُعبّرون عن قلقهم للبيت الأبيض لأسابيع بشأن تداعيات رسوم ترامب الجمركية والحرب التجارية التي تلتها.

مع ذلك يُصرّ كبار مسؤولي البيت الأبيض على تفاؤلهم بأنّ الوضع الاقتصادي سيبدأ بالتحسّن بمجرد الإعلان عن صفقات مع دول أخرى.

الصبر إلى متى؟

كان هناك تركيز مباشر في الأيام الأخيرة على خطة ترامب الضريبية، بما في ذلك جعل تخفيضاته الضريبية لعام 2017 دائمة.

وصرح بيسنت للصحفيين هذا الأسبوع بأنه يريد الانتهاء من حزمة ضريبية بحلول أوائل يوليو، ويُعتقد على نطاق واسع في أوساط داعمي ترامب أن المزيد من التقدم في خطة الرئيس الضريبية سيوفر الدعم اللازم للمناخ الاقتصادي، وفقاً للمصادر.

وصرح أحد كبار مسؤولي البيت الأبيض لشبكة CNN بشأن استراتيجيتهم الاقتصادية «هي خطة متوسطة إلى طويلة الأجل»، مضيفاً أن خلق ممارسات تجارية «أكثر عدالة» للولايات المتحدة «لن يحدث بين عشية وضحاها».

ورغم هذا التوجه، يدرك العديد من المشاركين في صياغة خطة ترامب حاجتهم إلى إحراز تقدم كبير وسريع لمنح الجمهور، كما قال ترامب نفسه أمس الأربعاء، سبباً أكبر «للصبر».

مع انقضاء المئة يوم الأولى من ولايته الثانية، يُرسل ترامب رسالةً مفادها أنه بحاجة إلى فترة من الوقت لترسيخ سياساته الاقتصادية.

ورفض ترامب، في لقائه مع قناة نيوز نيشن مساء أمس الأربعاء، الإفصاح عن مدة تلك الفترة، على عكس ردوده الحاسمة في فترة الانتخابات.