هبطت أسعار العقود الآجلة للنفط مجدداً، يوم الثلاثاء، على أمل أن تساعد الهدنة الهشّة بين إيران وإسرائيل في تقليص إن لم يكن إزالة خطر أي اضطراب كبير في أسواق الطاقة العالمية، كما تراجعت العقود الآجلة للبنزين أيضاً. وبما أن أسعار البنزين لم تقفز كثيراً خلال الأسبوعين الماضيين بعد اشتعال الأعمال العدائية بين إسرائيل وإيران، فلن ترى على الأرجح وفورات كبيرة قريباً.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
الأسعار لم تقفز كثيراً بسبب الأزمة
بلغ متوسط السعر الوطني للبنزين 3.12 دولار للجالون في 10 يونيو، حسب جمعية السيارات الأميركية، قبل بدء صعود أسعار النفط والبنزين بفعل القلق من النزاع الذي بدأ قبل اندلاع المواجهات بين إسرائيل وإيران بأيام.
وكان السعر المعلن لسعر الجملة للبنزين (سعر نيويورك هاربور) عند الإغلاق 2.09 دولار للغالون فقط.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وأغلقت عقود خام برنت، المؤشر العالمي لأسعار النفط، عند 66.60 دولار للبرميل ذلك اليوم.
بدء صعود الأسعار بعد القصف الأميركي
بدأت الأسعار بالارتفاع من 11 يونيو، واستمرت بالصعود حتى الساعات الأولى من تداولات مساء الأحد الماضي، بعد القصف الأميركي لمواقع نووية إيرانية، ما رفع مخاوف اندلاع نزاع أوسع.
وتجاوزت عقود خام برنت لفترة وجيزة حاجز 80 دولاراً للبرميل مساء الأحد.
هدوء المخاوف وخفض الأسعار
ولكن طوال يوم الاثنين، ومع انحسار الخوف من اندلاع نزاع أوسع وزيادة التوقعات بهدنة، بدأت أسعار النفط بالتراجع بشكل حاد.
وأغلق سعر الخام الأميركي منخفضاً 7 في المئة عند 70.65 دولار للبرميل، بينما تراجعت عقود الجملة للبنزين بنحو 5 في المئة إلى 2.22 دولار للجالون.
وتراجعت مجدداً 5 في المئة ظهر الثلاثاء إلى 2.09 دولار، ليلامس المستوى الذي كان عليه قبل التصعيد الأخير.
أسعار المحطات لم تتغير كثيراً
أما متوسط سعر التجزئة للغالون من البنزين العادي فقد بلغ 3.22 دولار يوم الاثنين حسب استطلاع لمحطات الوقود أجرته AAA يوم الأحد، وبقي على المستوى ذاته في بيانات الثلاثاء.
ما يعني أن أسعار الضخ لم ترتفع سوى بنحو 3 في المئة فقط منذ 10 يونيو حتى اليوم، لذا لن يكون هناك مجال كبير لعودتها إلى ما قبل التصعيد.
توقعات بانخفاض الأسعار قريباً
قال توم كلوزا، الخبير المستقل لأسعار النفط والبنزين، إنه يتوقع بدء انخفاض الأسعار قليلاً خلال الأيام المقبلة مع وصول شحنات من البنزين الأرخص إلى المحطات.
ويرجّح كلوزا أن يمنع ارتفاع الطلب الموسمي بسبب قيادة الصيف من هبوط الأسعار بشكل كبير خلال الأسابيع المقبلة.
وأشار إلى أن وفرة المعروض من النفط على المستوى العالمي، إلى جانب الطاقة التكريرية القوية للولايات المتحدة، قد يدفع الأسعار للهبوط بحدة خلال ما تبقى من العام بعد انحسار ذروة الطلب في يوليو.
وفرة المعروض لا علاقة لها بدعوات ترامب
وأضاف أن المعروض القوي ليس له صلة بدعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لزيادة الإنتاج من خلال شعاره الشهير «احفر، حبيبي، احفر».
ولم إجمالي الإنتاج الأميركي كثيراً مقارنة بالتوقيت نفسه من العام الماضي، وليس من المرجّح أن يزيد كثيراً عند المستويات السعرية الحالية، خاصة أن فرض رسوم 50 في المئة على واردات الصلب رفع من تكلفة الأنابيب المستخدمة في عمليات التنقيب.
أسعار النفط لم تقفز كما حدث في أزمات سابقة
وأوضح كلوزا أن أسعار العقود الآجلة للنفط لم تصل إلى المستويات المرتفعة نفسها التي شهدتها أزمات سابقة، كما حدث مثلاً عند الهجوم الروسي على أوكرانيا وفرض الغرب عقوبات على موسكو.
وارتفعت أسعار خام برنت 44 في المئة من مطلع يناير 2022 حتى مطلع مارس من ذلك العام.
وأكد أن السبب في ذلك هو قلة الأموال المضاربة التي اعتادت سابقاً على رفع الأسعار عند أول إشارة على توتر جيوسياسي.
وأضاف كلوزا أن هذه الأموال أصبحت تتجه اليوم إلى سوق العملات المشفّرة وكبرى شركات التكنولوجيا، فحجم السيولة المتاحة محدود، وليس من السهل توجيهه لعدة أسواق في الوقت نفسه.