في الأسابيع التي سبقت انتخابات الخريف الماضي، ارتفعت أسهم مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا بشكل حاد مع مراهنة المتداولين على عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ليصبح منبر «تروث سوشيال» هو منصة التواصل الرئاسي. أثبتت هذه الرهانات صدقها، لكنها لم تكن مربحة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
أعاد الناخبون ترامب إلى البيت الأبيض، وأصبحت «تروث سوشيال» الآن الوسيلة التي يعلن بها القائد العام كل شيء، من الضربات العسكرية الكبرى إلى فتح جبهات جديدة في الحرب التجارية، ومع ذلك يتكبد العديد من مالكي أسهم الشركة خسائر فادحة.
على الرغم من فوز ترامب، خسرت أسهم «ترامب ميديا» ما يقرب من نصف قيمتها (48 في المئة) منذ يوم الانتخابات، متخلفةً بشكل كبير عن مكاسب مؤشر ستاندرد آند بورز 500 البالغة 5 في المئة خلال تلك الفترة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وإذا نظرنا إلى الفترة منذ تولي ترامب منصبه، نجد أن أسهم «ترامب ميديا» قد انخفضت أكثر من 56 في المئة.
تعكس معاناة «ترامب ميديا» حقيقة أن جزءاً كبيراً من ارتفاع هذا السهم كان قائماً على الضجيج والزخم، وليس على الوضع المالي للشركة.
بعد انخفاض سعر سهمها بشدة هذا العام، تُقدر قيمة شركة ترامب ميديا بنحو 5 مليارات دولار، وهذا ليس رقماً قليلاً بأي حال، ولكن بالمقارنة بمنصات التواصل المنافسة تظهر ضآلة الرقم، فمنصة إكس أكبر بـ300 مرة من حجم تروث سوشيال.
حقق مالك شركة «تروث سوشيال» إيرادات بلغت 821 ألف دولار فقط خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، وخسرت ترامب ميديا 32 مليون دولار في الربع الأول.
وصرح ستيف سوسنيك، كبير الاستراتيجيين في شركة إنتراكتيف بروكرز «بالمقاييس التقليدية، يُعتبر هذا السهم باهظ الثمن، إنها شركة خاسرة بإيرادات ضئيلة، ومع ذلك لطالما تحدى هذا السهم معايير التقييم التقليدية».
وفي محاولة لإنعاش سعر سهمها، اتجهت ترامب ميديا نحو العملات المشفرة ووعدت بإعادة شراء كميات هائلة من أسهمها.
لاعب صغير
الخبر السار لتروث سوشيال هو أن عدد المستخدمين النشطين يومياً على التطبيق قد تضاعف (+106 في المئة) خلال العام الماضي ليصل إلى 359 ألف مستخدم في مايو، وفقاً لبيانات سيميلار ويب التي تمت مشاركتها مع CNN.
الخبر السيئ هو أن تروث سوشيال لا تزال منصة صغيرة، مقارنةً بإكس (تويتر سابقاً) البالغ عدد مشتركيها 131.9 مليون، وثريدز (112.9 مليون مشترك) وريدت (66.2 مليون)، وحتى بلو سكاي التي أُطلقت في عام 2023 لديها عشرة أضعاف عدد مستخدمي تروث سوشيال النشطين يومياً.
صرح ديفيد ف. كار، محرر قسم الأخبار والأبحاث في سيميلار ويب «يشهد جمهور تروث سوشيال نمواً مستمراً منذ تنصيب ترامب، لكن المنصة لا تزال لاعباً صغيراً».
وأشار كار إلى أن استخدام تطبيق تروث سوشيال بلغ رقماً قياسياً يوم السبت، بعد أن استخدم ترامب منصة التواصل الاجتماعي للإعلان عن الضربات العسكرية الأميركية على ثلاثة مواقع نووية في إيران «لكن حتى في ذلك اليوم، كانت حركة المرور على الويب واستخدام التطبيق أقل من 1 في المئة مما جذبته منصة إكس، كما زاد عدد زوار موقع بلو سكاي الإلكتروني ومستخدمي التطبيق بالملايين».
وبلغ الأمر أن بعض مستثمري ترامب ميديا يشككون في تروث سوشيال.
قال ماثيو تاتل، الرئيس التنفيذي لشركة تاتل كابيتال مانجمنت، وهو مساهم في ترامب ميديا «لا أرى أي مجال لنمو منصة تروث سوشيال، لهذا السبب تتجه الشركة بحماس نحو العملات المشفرة».
وتستغل شركة ترامب ميديا إحدى نقاط قوتها الحقيقية؛ السيولة النقدية الوفيرة، للانطلاق بقوة في عالم العملات المشفرة.
قدمت شركة ترامب ميديا مؤخراً أوراقاً رسمية للحصول على موافقة الجهات التنظيمية لإطلاق صندوق استثماري متداول في البورصة يستثمر في عملتين رقميتين، البيتكوين والإيثريوم.
جاءت هذه الخطوة بعد أن جمعت شركة ترامب ميديا 2.5 مليار دولار لشراء البيتكوين، ما أدى إلى تراكم ما وصفته الشركة بأنه أحد أكبر احتياطيات البيتكوين في أي شركة عامة.
أثارت هذه الخطوات قلق الهيئات الرقابية لأن ترامب انتُخب بدعم قوي من صناعة العملات المشفرة، وأوفى ترامب بوعوده بدعم العملات المشفرة، بما في ذلك تراكم احتياطي بيتكوين استراتيجي واستخدام الجهات التنظيمية الحكومية لدعم العملات المشفرة.
لن أراهن ضده
في محاولةٍ لرفع سعر سهم ترامب ميديا، أعلنت الشركة هذا الأسبوع عن خطط لإعادة شراء ما يصل إلى 400 مليون دولار من أسهمها.
وصرح ديفين نونيس، الرئيس التنفيذي لشركة ترامب ميديا، في بيان هذا الأسبوع، بأن السيولة النقدية البالغة 3 مليارات دولار التي تمتلكها ترامب ميديا تمنحها مرونةً لاتخاذ قرارات «لدعم عوائد قوية للمساهمين».
ولكن من المدهش إلى حد ما رؤية شركة طُرحت أسهمها للاكتتاب قبل عام واحد فقط تتجه إلى عمليات إعادة شراء الأسهم.
قال ماثيو تاتل، المساهم في ترامب ميديا «إذا لم تنجح فكرة الاستثمار في البيتكوين ويُكافئنا السوق بمضاعفاتٍ هائلة لسندات بيتكوين فستكون الخسائر شديدة»، لكن تاتل ليس مستعداً للتخلي عن رهانه بعد، خاصةً أن فترة ترامب في البيت الأبيض لا تزال مستمرة لثلاث سنوات ونصف السنة، «لن أراهن ضده أبداً، كلما ظننتُ أنه انتهى يخرج أقوى من ذي قبل».