رسوم ترامب أرادت دعم الدولار.. فلماذا العملة الخضراء عند أدنى مستوى لها؟

رسوم ترامب أرادت دعم الدولار.. فلماذا العملة الخضراء عند أدنى مستوى لها؟ (CNN)
رسوم ترامب أرادت دعم الدولار.. فلماذا العملة الخضراء عند أدنى مستوى لها؟
رسوم ترامب أرادت دعم الدولار.. فلماذا العملة الخضراء عند أدنى مستوى لها؟ (CNN)

يشهد الدولار الأميركي أسوأ عام له منذ عقود، فبينما تعافت الأسهم من أدنى مستوياتها في أبريل، واستقرّ الطلب على السندات نسبياً، واصل الدولار انخفاضه الحاد.

انخفض مؤشر الدولار الأميركي الذي يقيس قوة الدولار مقابل ست عملات رئيسية، بنحو 10 في المئة هذا العام، وتم تداوله يوم الأربعاء عند أدنى مستوى له منذ عام 2022.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وتوقعت وول ستريت أن يرتفع الدولار في ظلّ ولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية، وكان من المتوقع أن تُحفّز سياساته في خفض الضرائب النمو الاقتصادي، وأن تُقلّل الرسوم الجمركية الطلب على الواردات الأجنبية، ما يُعزز قيمة الدولار.

ومع ذلك، تراجع الدولار بشكل كبير هذا العام، إذ أدّت رسوم ترامب الجمركية -وقراراته المتذبذبة بشأن تطبيقها، وإيقافها مؤقتاً، ورفعها، وخفضها- إلى غرس حالة من عدم اليقين في الأسواق، وألقت بظلالها على آفاق الاقتصاد الأميركي.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

في حين أن التعريفات الجمركية قد تعزز الدولار من الناحية الفنية، فإنها خلقت أيضاً حالة من عدم اليقين بشأن السياسة الأميركية التي «هيمنت» على الأسواق هذا العام، ما أدى إلى انخفاض الدولار، وفقاً لما قاله باري آيتشنغرين، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، لشبكة CNN.

وقال آيتشنغرين، مشيراً إلى التأثير السلبي على الدولار: «المستثمرون لا يحبون حالة عدم اليقين»، وبينما ازدادت حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد الأميركي، فقد ظهر الاقتصاد الأوروبي -على الرغم من مواجهته رياحاً معاكسة من التعريفات الجمركية- أكثر استقراراً نسبياً.

وأضاف آيتشنغرين «الإجماع السائد هو أن النمو الأميركي يتباطأ بسبب حالة عدم اليقين بشأن تعريفات ترامب وأمور أخرى»، معقباً «وقد يعكس ضعف الدولار أيضاً شكوكاً جديدة حول وضع العملة كملاذ آمن».

فقدان الثقة في الدولار

من جانبه قال كبير استراتيجيي الأصول المتعددة لدى بيكتيت لإدارة الأصول، أرون ساي، إن انخفاض الدولار يعكس أزمة ثقة في الولايات المتحدة.

وأضاف ساي «إذا لم تتمكن من تكوين رأي مؤكد بشأن موقف الإدارة الأميركية، فمن الصعب الالتزام برأس المال»، ما شهدناه مع الإدارة الحالية خلال الأشهر القليلة الماضية هو أن فكرة كون الولايات المتحدة وجهةً افتراضيةً لرأس المال العالمي تتعرض للتحدي.

ووفقاً لساي، فإن تذبذب إدارة ترامب في فرض الرسوم الجمركية «أضرّ بالثقة» في الدولار الأميركي.

ومع زعزعة تعريفات ترامب للأسواق في أوائل أبريل، تزامن ذلك مع انخفاضٍ في الأسهم والسندات الأميركية والدولار، ما أثار قلق المستثمرين. وقال ساي «هذا أمرٌ غريبٌ للغاية، لا يحدث عادةً في الولايات المتحدة، بالنسبة لنا، هذا مؤشرٌ على فقدان الثقة».

وقال استراتيجي العملات الأجنبية في بنك آي إن خي، فرانشيسكو بيسول، إن مكانة الدولار كعملة قوية وملاذٍ آمن يلجأ إليه المستثمرون في أوقات الشدة قد تضررت. هذا لا يعني أنه سيفقد مكانته، ولا يعني أنه سيحل محله كلياً، لا يزال الدولار العملة الأولى في معظم المعاملات العالمية، ولا يزال العملة الأكثر سيولة.

وأضاف بيسول «ومع ذلك، من المرجح الآن أن تشهد الأسواق تراجعاً في هذه الهيمنة بوتيرة أسرع مما كانت عليه في السنوات الأخيرة».

أظهر استطلاع رأي أجراه بنك أوف أميركا لمديري الصناديق العالمية في يونيو حزيران أدنى مستوى للانكشاف على الدولار الأميركي منذ عام 2005.

انخفاض الدولار وارتفاع اليورو

في الوقت نفسه، برزت فرص استثمارية أكثر جاذبية في أوروبا، فمع انخفاض الدولار وارتفاع  اليورو، برزت فرص جذابة لتنويع الاستثمارات والاستثمار في الخارج، كما قال جيسون بلاكويل، كبير استراتيجيي الاستثمار في شركة فوكس بارتنرز ويلث.

يمكن للأسهم الدولية أن تحقق عوائد أفضل في ظل ضعف الدولار، وقال «يمكننا الإشارة إلى حيازاتنا من الأسهم غير الأميركية وإظهار مدى استفادتنا من هذا التنويع منذ بداية العام».

ارتفع اليورو بنسبة 11.5 في المئة مقابل الدولار هذا العام، مسجلاً أعلى مستوى له مقابل الدولار منذ أكثر من أربع سنوات.

أكد بلاكويل أن صناديق الاستثمار المشتركة الدولية وصناديق الاستثمار المتداولة تُمثل فرصاً رائعة لتنويع محافظ الاستثمار، وأضاف أنه يرى أن انخفاض الدولار ليس إدانةً للولايات المتحدة، بل هو «نظرة إيجابية» للدول الأخرى في العالم.

(جون توفيجي، CNN)