لم يكن الذهاب إلى طبيب الجلدية في الماضي ضرورياً إلا إذا كنت تعاني من مشكلات جلدية أو كنت من الوجوه الشهيرة التي تظهر في المجلات أو على الشاشات.
لكن الآن تغير الوضع، سواء كان ذلك بسبب صعود وسائل التواصل الاجتماعي أو ثقافة المشاهير، فقد شهد العقد الماضي ارتفاعاً كبيراً في سعينا للحصول على بشرة مثالية.
ووجدت دراسة حديثة أن جيل زد ينفق أموالاً على العناية بالبشرة أكثر من أي فئة عمرية أخرى (وأكثر من الأجيال السابقة)، وفي عام 2023 وحده، ارتفع الإنفاق على منتجات العناية بالبشرة بين الأطفال والمراهقين بنسبة 20 في المئة.
طبيب رقمي
لقد جعلت التكنولوجيا الحصول على نصائح الخبراء أمراً ممكناً بشكل متزايد، فقد تطورت خدمات الجلدية عبر الإنترنت بسرعة خلال الجائحة عندما كانت قيود كوفيد-19 تعني أن أكثر من 90 في المئة من أطباء الجلد كانوا يستخدمون «الجلدية عن بعد» (مثل مكالمات الفيديو والصور الرقمية لمناقشة مشكلات الجلد عن بُعد) مقارنة بـ14.1 في المئة قبل كوفيد، وفقاً للأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية.
ودفع ظهور الجلدية الرقمية، المدفوع بالأدوات الرقمية المبتكرة والمتطورة بشكل متزايد -ليس فقط الهواتف الذكية وتطبيقات مكالمات الفيديو بل والذكاء الاصطناعي أيضاً- إلى تمكين عدد متزايد من العلامات التجارية العالمية من تشخيص الأمراض الجلدية ووصف الأدوية وإنتاج الكريمات المخصصة عبر غرف الاستشارات الافتراضية، إنها خدمات جلدية بدون قوائم انتظار، وبدون الحاجة إلى السفر، وبدون الحاجة إلى لقاء وجهاً لوجه، ولكن هل هي فعالة؟
تقول شوشانا مارمون، أستاذ مساعد الأمراض الجلدية في كلية نيويورك الطبية: «لقد سرعت الجائحة بشكل واضح من شعبية الجلدية الرقمية، وهي تتقدم بسرعة، لتشمل ليس فقط الجلدية عن بعد بل أيضاً التكنولوجيا الاستهلاكية، التعلم الآلي، الواقع المعزز، والذكاء الاصطناعي، إن تطور العروض الرقمية عن بعد هو تطور طبيعي».
ويتم الحصول على الدعم عبر «بوابة شخصية» عبر الإنترنت، والتي تحتوي على ملاحظات سريرية، وتعليمات حول كيفية استخدام الكريم، بالإضافة إلى توصيات لمنتجات مكملة للتنظيف والترطيب والحماية، ويوجد متابعة عبر البريد الإلكتروني بعد شهر وثلاثة أشهر، ولكن يمكنك الاتصال بالفريق عبر الإنترنت متى ما كان لديك استفسارات.
عيوب طبيب الجلدية الرقمي
في حين تجعل الجلدية الرقمية من الممكن الوصول إلى خبرات أشخاص قد يكونون خارج نطاق ميزانيتك أو منطقتك الجغرافية، إلا أن هناك عيوباً وحدوداً حتمية لاستخدام طبيب الجلدية الرقمي بشكل حصري.
تقول الدكتورة إفيما إجيكيما، المديرة الطبية ومؤسسة عيادة أدونيا الطبية في لندن: «بينما يمكن أن تقدم العديد من الفوائد، هناك حالات تكون فيها الاستشارات الشخصية ضرورية، خصوصاً للحالات الجلدية المعقدة أو الجدية التي تتطلب فحصاً جسدياً أو خزعة أو فحوصات دموية».
(سوزان غريفين CNN)