تعد دولة الإمارات العربية المتحدة رائدة عالمياً في صادرات وواردات الألماس، لكن يبدو أن هذا لا يرضي طموحات الدولة التي تسعى إلى أن تصبح أحد أكبر منتجي الألماس في العالم.

الإمارات لا تملك أي مناجم للألماس، لكن رائد الأعمال الإماراتي محمد سابج يرى أن هناك فرصة ليس فقط لتجارة الألماس بل لإنتاجه أيضاً.

وفي عام 2022 شارك سابج في تأسيس شركة «2 دوت 4» للألماس، ومقرها دبي، لتصبح أول شركة تنتج وتقطع وتصقل الألماس المنتج معملياً في الإمارات.

وقال سابج «كانت فكرتنا هي جلب المنجم إلى المستهلك»، مضيفاً «بدلاً من أن يطير الألماس في جميع أنحاء العالم، ينتج الألماس ويُباع محلياً».

الألماس في طور التكوين

اسم الشركة «2 دوت 4» يأتي من مؤشر انكسار الألماس –السرعة التي يمر بها الضوء عبر الألماس مقارنة بالهواء- وهو أبطأ بنحو 2.4 مرة.

أوضح سابج أن «الفرق الوحيد -بين الألماس المنتج معملياً والطبيعي- هو أننا نتحكم في الضغط والحرارة والغازات»، معقباً «الألماس المستخرج من المناجم لا يمكنك التحكم فيه؛ فالأرض هي التي تفعل ذلك».

لإنتاج الألماس معملياً عليك أن تبدأ بالألماس -سواء كان منتجاً في المختبر أو مستخرجاً من منجم- ويطلق سابج على هذا اسم «البذرة» ويبلغ سمكها عادة نحو 0.3 إلى 0.6 ملم.

توضع «البذرة» داخل مفاعل وتتعرض للغازات مثل الهيدروجين والميثان والأكسجين، مع ضغط يصل إلى 180 توراً -نحو ثلثي الضغط عند قمة جبل إيفرست- ودرجات حرارة تصل إلى ألف درجة مئوية، بهذه الطريقة يترسب الكربون ببطء على الشريحة الرقيقة، وهي مسألة وقت حتى ينمو حجمها.

وقال سابج «أنت تحدد سرعة النمو باستخدام معايير مختلفة: كلما انخفضت سرعتك، كانت الجودة أفضل».

بمجرد أن ينمو الألماس إلى ارتفاع لا يقل عن خمسة ملليمترات تسمى القطعة «كتلة»، ويصبح أمامها ثلاث سبل مختلفة، الأول: تقطيعه إلى مزيد من البذور، ثانياً: تقطع الجوهرة وتلمع ويمكن بعد ذلك بيعها لصائغي المجوهرات والمصممين، ثالثاً: تحويلها إلى قطعة مجوهرات مصممة داخلياً.

السوق العالمية للألماس المنتج معملياً

وفي الوقت الحالي تسيطر أميركا والصين والهند على سوق الألماس المنتج معملياً، مع هيمنة بكين ونيودلهي على أكثر من ثلثي الإنتاج العالمي، وفقاً لبول زيمنيسكي محلل ومستشار صناعة الألماس.

إلى جانب المجوهرات، يُستخدم الألماس المُنتج في المختبر في صناعات متعددة، خاصة عندما يتعلق الأمر بصنع الأدوات التي تقطع المواد الكثيفة مثل الخرسانة والرخام والمعادن.

طموحات الإمارات في سوق الألماس

وقال الرئيس التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة أحمد بن سليم، إنه بالنظر إلى مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز رئيسي لتجارة الألماس وجهودها الرامية إلى تنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط، فإن التوسع في قطاع الألماس المنتج معملياً يمكن أن يكون خطوة مهمة لاقتصادها.

وأضاف بن سليم «قبل ستين عاماً، إذا أخبرت أحداً أن هذه ألماسة صناعية أو مصنعة في المختبر، فلن ينظر إليها حتى»، معقباً «لكن الأجيال الشابة تهتم أكثر بالقضايا الأخلاقية والبيئية المرتبطة بالتعدين؛ لذا يتعيّن على الصناعة أن تتكيف».