في الولايات المتحدة الأميركية، عندما تحقق شركتك أداءً جيداً، تحصل على أموال إضافية كمكافأة، وعندما يكون أداء شركتك سيئاً، فإنك تحصل على أموال إضافية لتشجيعك على الاستمرار وقيادتها خلال العاصفة.

وفي مرحلة ما، يمكنك الانسحاب والتقاعد والحصول على المزيد من الأموال، وهذا هو المصير الذي ينتظر ديف كالهون، الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ، الذي يستعد للتقاعد بعد أربع سنوات على رأس الشركة، لم يستطع خلالها حل أكبر مشكلات الشركة المتعلقة بالسلامة ومراقبة الجودة التي أضرت بسمعتها لدى العملاء.

وبحلول الوقت الذي سيتنحى فيه عن منصبه في نهاية هذا العام، سيكون عمره 67 عاماً وسيكون على وشك الحصول على ملايين الدولارات.

ليس من الواضح بعد مقدار المبلغ الذي سيحصل عليه كالهون بالضبط، لأنه يعتمد على أداء سهم بوينغ، وقال متحدث باسم شركة الطيران الأميركية العملاقة إنه سيتم نشر تفاصيل مستحقاته في بيانات الشركة في الأسابيع المقبلة.

بلغ إجمالي ما حققه كالهون نحو 63 مليون دولار على مدار السنوات الثلاث الماضية، وفقاً للبيانات التنظيمية، يتضمن ذلك راتباً أساسياً قدره 1.4 مليون دولار، بالإضافة إلى ملايين الدولارات من حوافز الأسهم.

مكافآت بملايين الدولارات

وبحسب آخر بيان لشركة بوينغ، فمن المقرر أن يحصل كالهون على نحو 15 مليون دولار من الأسهم والنقد والخيارات عند التقاعد، بخلاف عوائد الأسهم التي يمكن أن تعزز أرباحه المستقبلية المحتملة، وتشير تقديرات أخرى وفقاً لمجلة فورتشن، إلى أن كالهون قد يحصل على 24 مليون دولار، مع إمكانية جمع 45.5 مليون دولار إضافية إذا ارتفعت أسهم بوينغ بنسبة 37 في المئة، وهذا يعطي كالهون حافزاً كبيراً جداً لاختيار خليفته بعناية.

أُقيل الرئيس السابق لشركة بوينغ دينيس مويلينبورغ بسبب سوء إدارته لحادث تحطم طائرتين أدى إلى مقتل 346 شخصاً، وعلى الرغم من حرمان مويلينبورغ من مكافأة نهاية الخدمة، فإنه حصل على 80 مليون دولار من الأسهم والأصول الأخرى.

بعد مويلينبورغ قام مجلس الإدارة بتعيين واحد منهم لتولي المسؤولية؛ كالهون، وهو مدير لشركة بوينغ منذ فترة طويلة، صعد إلى منصب الرئيس التنفيذي في يناير كانون الثاني من عام 2020 برسالة مفادها أن بوينغ ستعود إلى جذورها وتركز على السلامة والجودة.

لكن فترته لم تدم طويلاً، حتى عندما أثنى مجلس الإدارة على كالهون، بدأ عملاء بوينغ في التعبير عن إحباطهم من القيادة.

في عام 2022، قال الرئيس التنفيذي لشركة رايان إير، إن إدارة بوينغ تترنح وإن المديرين التنفيذيين بحاجة إلى تحسين أدائهم أو التنحي، وفي الوقت ذاته تقريباً قال رئيس شركة أفالون لتأجير الطائرات إن بوينغ «ضلت طريقها» وربما تحتاج إلى «قيادة جديدة».

في عهد كالهون، تدهورت بيئة العمل في شركة بوينغ بشدة، وقامت الشركة بتسريح ما لا يقل عن 16 ألف موظف نتيجة للوباء، ونقلت إنتاج طائرة 787 دريملاينر من مصنعها النقابي في واشنطن إلى مصنع غير نقابي في ولاية كارولينا الجنوبية.

هذا الصيف، من المقرر أن يصوت أكثر من 30 ألف ميكانيكي في منطقة سياتل على تصريح بالإضراب قد يؤدي إلى توقف العمل عندما تنتهي عقودهم في سبتمبر أيلول.

ومع ذلك، تمكن كالهون من الصمود، وذلك بفضل مجلس إدارة مخلص، ونموذج أعمال يجعل من المستحيل عملياً على شركة بوينغ خسارة عملائها أو إفلاسها.

ومرة أخرى، تجد شركة بوينغ نفسها في أزمة، وتبحث عن قائد جديد يقودها إلى الهبوط الآمن.