رصيف أميركي عائم لإيصال المساعدات جرى ربطه بشاطئ قطاع غزة، لكن تحديات إغاثة المتضررين من الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر تفرض نفسها على المشهد.

وتشمل تلك التحديات العمل في منطقة حرب لدرء خطر المجاعة الوشيكة ونقصاً حاداً في الوقود اللازم لتشغيل شاحنات نقل المساعدات داخل القطاع، كما يتعين على الأمم المتحدة أيضاً التوصل للصيغة النهائية لمشاركتها في توزيع المساعدات بمجرد تفريغها من الرصيف.

وأدى سوء الأحوال الجوية إلى تأخير بناء الرصيف الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي جو بايدن في مارس آذار، وتقدر تكلفته بنحو 320 مليون دولار ويشارك فيه ألف جندي أميركي.

مساعدات في الطريق

المساعدات التي ستدخل عبر الممر البحري في طريقها لغزة بالفعل، وغادرت سفينة بريطانية تحمل نحو 100 طن من المساعدات قبرص يوم الأربعاء، وغادرت سفينة ترفع العلم الأميركي قبرص الأسبوع الماضي.

وقال مسؤولون أميركيون إن الرصيف سيتعامل في البداية مع 90 شاحنة يومياً، لكن هذا العدد قد يصل بعد ذلك إلى 150 شاحنة.

وتقول الأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى دخول 500 شاحنة يومياً لقطاع غزة، وذكرت في أبريل نيسان أن أكبر حجم من الإمدادات الإنسانية والتجارية التي دخلت القطاع منذ بدء الحرب بلغ في المتوسط 189 شاحنة يومياً.

وبمجرد وصولها إلى اليابسة، ستقطع المساعدات الأميركية مساراً صعباً يكتنفه الغموض وصولاً إلى المدنيين في القطاع.

وذكرت الخطة التي أعلنها بايدن في مارس آذار أن شحن المساعدات سيتم من قبرص حيث ستقوم إسرائيل أولاً بتفتيش الشحنات، ولن تتضمن العمليات نزول قوات أميركية لشاطئ القطاع.

بدلاً من ذلك، يقول مسؤولون أميركيون ومن الأمم المتحدة إن طرفاً ثالثاً سيتسلم المساعدات من الرصيف وينقلها لمسافة قصيرة ثم يفرغها لتصبح في عهدة الأمم المتحدة، وقال مسؤول في الأمم المتحدة إن طرفاً ثالثاً آخرَ تتعاقد معه المنظمة الدولية، سيقوم بتحميل المساعدات على الشاحنات ونقلها إلى نقاط التوزيع في أنحاء قطاع غزة.

وقال المسؤول في الأمم المتحدة إن هناك خطة لوجود موظفين من المنظمة الدولية قرب الرصيف للإشراف على عملية نقل المساعدات وتوجيهها إلى نقاط التوزيع في جميع أنحاء القطاع لكن إدارة السلامة والأمن التابعة للأمم المتحدة لم توافق بعد على هذه الخطة.

مخاطر وعقبات

قال بوب كيتشن نائب رئيس لجنة الإنقاذ الدولية لحالات الطوارئ «بمجرد وصول المواد الغذائية أو الإمدادات إلى قطاع غزة، سواء من الرصيف أو المعابر، لا يوجد أمن.. ولا يوجد وقود».

وتصر الأمم المتحدة على أن التوصيل البحري ليس بديلاً عن إيصال المساعدات براً وهو السبيل الذي يجب أن يظل تركيز عمليات الإغاثة في قطاع غزة منصباً عليه.

وتشكو الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة منذ فترة طويلة من المخاطر والعقبات التي تحول دون توصيل المساعدات وتوزيعها في جميع أنحاء القطاع.

وأجبر نقص الوقود الحاد في قطاع غزة الأمم المتحدة على تقنين استخدام الديزل والتحذير من احتمال توقف عمليات الإغاثة.

ولدى سؤال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن المحادثات بين الولايات المتحدة والمنظمة الدولية بشأن نقل المساعدات من الرصيف، قال «المناقشات مستمرة».