قال كارل سكاو نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم الخميس، إن شمال قطاع غزة ما زال يتجه نحو المجاعة، مطالباً بالسماح بدخول كميات أكبر وأكثر تنوعاً من المساعدات للقطاع، فيما دعا إسرائيل إلى توفير إمكانية الوصول المباشر من ميناء أسدود عبر معبر إيريز.
وتعهدت إسرائيل قبل ثلاثة أسابيع بزيادة وصول المساعدات، بما في ذلك إعادة فتح معبر إيريز والسماح باستخدام ميناء أسدود، وجاءت هذه الخطوة بعد أن طالب الرئيس الأميركي جو بايدن باتخاذ خطوات أكبر لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في غزة، قائلاً إن الولايات المتحدة قد تضع شروطاً على الدعم الأميركي إذا لم تتحرك إسرائيل.
وقال سكاو «نرحب بالتأكيد بهذه الالتزامات، وتم تنفيذ بعضها جزئياً، والبعض الآخر ما زال بانتظار التنفيذ»، وأضاف أنه بالنسبة لبرنامج الأغذية العالمي، هناك «زيادة طفيفة» في نسبة الحصول على المساعدات وبعض التقدم فيما يتعلق بإمكانية الوصول لشمال غزة.
وأضاف «لكن هذا ليس كافياً على الإطلاق، نحتاج إلى كميات وتنوع أكبر في البضائع، ما زلنا نتجه نحو المجاعة في الشمال».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد قال الأسبوع الماضي إن التزامات إسرائيل بتحسين وصول المساعدات إلى قطاع غزة محدودة التأثير حتى الآن، وبلا تأثير في بعض الأحيان، وكشف تقرير مدعوم من الأمم المتحدة في مارس آذار أن المجاعة أصبحت وشيكة، مرجحاً أن تبدأ بالفعل في شمال غزة بحلول مايو أيار، وقد تتسع عبر القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون شخص بحلول يوليو تموز.
الأطفال يعانون من سوء التغذية
وفي هذا السياق، قال كل من سكاو ومنسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيجريد كاج التي قدمت إفادة لمجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء، أنه يتعين دخول مزيد من المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة لتجنب المجاعة.
وقالت كاج لمجلس الأمن “على سبيل المثال، علاج الأطفال أو النساء الحوامل الذين يعانون من سوء التغذية الحاد لا يتعلق بالحصول على مزيد من السعرات الحرارية، إنهم يحتاجون إلى أغذية ومكملات لأغراض علاجية، بالإضافة إلى رعاية طبية طويلة الأمد.”
وقال الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي إن ثماني شاحنات محملة بالطحين من برنامج الأغذية العالمي جاءت إلى غزة من أسدود للمرة الأولى.
لكن تعيَّن مرورها عبر إسرائيل لتخضع لتفتيش عند معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل قبل العودة على طريق عسكري إسرائيلي بامتداد السياج الحدودي لكي تدخل إلى شمال غزة عبر معبر إيريز.
وقال سكاو “ما نود فعله، وما نفهمه من الالتزام، هو استخدام أسدود، ليس فقط للقمح، لكن أيضاً لسلع أخرى، ومن هناك نتوجه مباشرة إلى إيريز الذي يبعد ساعة ونصف بالسيارة بدلاً من الذهاب إلى كرم أبو سالم.”
وتجري الأمم المتحدة محادثات مع الولايات المتحدة تتعلق بإقامة رصيف عائم للسماح بتوصيل المساعدات القادمة بحراً مباشرة من قبرص إلى غزة، لكن كلاً من سكاو وكاج قالا إن الوصول البحري ليس بديلاً عن عمليات التسليم البري التي يجب أن تظل محور عمليات الإغاثة.
وقال سكاو “الهدف هنا هو توصيل أكبر قدر ممكن من الطعام إلى من هم في أمسِّ الحاجة إليه، وسنحاول إيجاد كل السبل لتحقيق ذلك، لكننا بحاجة أيضاً إلى أن نبقى مستقلين إلى حد ما، حتى نتمكن حقاً من الوصول إلى الجماعات السكانية وتقديم الخدمات بطريقة تتوخى السلامة والأمان.”
الحاجة إلى مزيد من المعابر البرية
قال متحدث باسم الأمم المتحدة، اليوم الخميس، إن فريقاً تابعاً للأمم المتحدة كان يزور موقع الرصيف ومنطقة عمليات المساعدات البحرية اضطر إلى الاحتماء في أحد المخابئ «لبعض الوقت»، أمس الأربعاء، بعد أن تعرضت المنطقة لإطلاق نار.
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية، وهي الفرع العسكري الإسرائيلي المسؤول عن نقل المساعدات، إن «الإرهابيين أطلقوا قذائف هاون» على الموقع.
وقال روبرت وود، نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة لمجلس الأمن، أمس الأربعاء، إن إسرائيل اتخذت بعض الخطوات الإيجابية لتوصيل المساعدات «لكن لم تقترب من حد الكفاية، وليس بالسرعة الكافية»، وقال إنه يتعيَّن على إسرائيل اتخاذ إجراءات على الفور لفتح مزيد من المعابر البرية.
وقال جوناثان ميلر نائب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة للمجلس إن إسرائيل واصلت «تحسين وزيادة» دعمها للمساعدات، وإن نتائج جوهرية تحققت مع «زيادة كبيرة» في حجم المساعدات في الأشهر القليلة الماضية.