ارتفعت أسواق الأسهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، يوم الخميس، بدعم من ارتفاع قياسي للأسهم الأميركية بالأمس احتفالاً بفوز دونالد ترامب بالمقعد الرئاسي، بينما يترقب المستثمرون قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنوك المركزية الكبرى الأخرى في وقتٍ لاحق من اليوم.
بدأت الأسهم الآسيوية اليوم متباينة على نطاقٍ واسع، إذ ارتفعت الأسهم اليابانية بفضل ضعف الين، في حين تأثر مؤشر أستراليا القياسي بأسهم الذهب بعد هبوط السبائك مقابل الدولار القوي.
مع ذلك ارتفعت الأسواق في معظم أنحاء المنطقة لاحقاً، حيث كان مؤشر نيكاي 225 الياباني، المُكون بالأساس من أسهم التكنولوجيا، هو المؤشر الرئيسي الوحيد الذي سجّل خسائر، حتى مع ارتفاع مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بنسبة 1 في المئة.
ودعمت عائدات السندات المرتفعة أسهم البنوك وشركات التأمين اليابانية، لكنها أثرت في أسهم التكنولوجيا.
وبلغ عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات 4.4255 في المئة، ليحوم بالقرب من أعلى مستوى له في أربعة أشهر، أمس الأربعاء، عند 4.4790 في المئة، في حين ارتفعت عائدات سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات فوق 1 في المئة لأول مرة في ثلاثة أشهر.
ولكن يمكن تفسير التراجع الياباني بأنه مجرد «جني أرباح» بعد ارتفاع مؤشر نيكاي بنسبة 2.6 في المئة أمس الأربعاء.
من ناحية أخرى، ارتفع مؤشر الأسهم القياسي الأسترالي بنسبة 0.3 في المئة، في حين ارتفع مؤشر تايوان القياسي بنسبة 0.8 في المئة، وأغلق مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية مرتفعاً قليلاً ليقطع بذلك انخفاضاً استمر يومين.
حتى الأسواق الصينية التي تراجعت بشدة أمس الأربعاء بسبب احتمالات فرض تعريفات جمركية أعلى في ظل رئاسة ترامب، تحسنت في جلسة الخميس، وارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 1.5 في المئة، وأضافت أسهم الشركات الكبرى في الصين 2.6 في المئة إلى قيمتها.
ويُختتم اجتماع اللجنة الدائمة لمجلس الشعب الصيني الذي يستمر أسبوعاً يوم الجمعة، ويحرص المشاركون في السوق على الحصول على تفاصيل جديدة بشأن تدابير التحفيز.
وأظهرت بيانات التجارة الصينية الصادرة يوم الخميس أن الشحنات الصادرة نمت بأسرع وتيرة في أكثر من عامين في أكتوبر تشرين الأول، إذ يسارع المصنعون إلى زيادة المخزون في أسواق التصدير الرئيسية قبل فرض مزيد من التعريفات الجمركية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
استراحة الدولار
تراجع مؤشر الدولار مقابل اليورو والين وأربع عملات رئيسية أخرى بنسبة 0.2 في المئة إلى 104.91، بعد أن قفز بنسبة 1.53 في المئة في الجلسة السابقة، وهو أعلى مستوى له منذ سبتمبر أيلول 2022.
وانخفض الدولار بنسبة 0.37 في المئة إلى 154.055 ين، بعد ارتفاع بنسبة 2 في المئة خلال الليل، وزاد اليورو بنسبة 0.14 في المئة إلى 1.0746 دولار بعد أسوأ هبوط يومي له منذ مارس آذار 2020 أمس الأربعاء، عندما انخفض بنسبة 1.82 في المئة.
وارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.41 في المئة إلى 1.2932 دولاراً، بعد انخفاض بنسبة 1.24 في المئة أمس الأربعاء.
من المرجح أن يخفّض بنك إنجلترا أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة يوم الخميس للمرة الثانية فقط منذ عام 2020، لكن السؤال الأهم للمستثمرين هو ما إذا كان بنك إنجلترا سيرسل إشارة للمستثمرين بشأن تحركاته اللاحقة.
وفيما يخص بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تزال الأسواق واثقة من خفض بمقدار 25 نقطة أساس اليوم الخميس، لكنها خفضت قليلاً الرهانات على المزيد من التيسير في ديسمبر.
وتهدد التعريفات الجمركية وسياسات الهجرة التي اقترحها ترامب بإثارة التضخم، مما قد يعيق الطريق إلى خفض الأسعار.
قال كبير مسؤولي الاستثمار في شركة الاستثمار سانت جيمس بليس، جاستن أونويكويوسي، «التحدي الكبير الذي تواجهه الأسواق هو أنه إذا رأيت أن التعريفات الجمركية ستتحقق، فأنت بحاجة إلى موازنة الطبيعة قصيرة الأجل لمخاطر التضخم مع المخاطر متوسطة الأجل لانخفاض النمو».
والتقطت عملة البيتكوين أنفاسها اليوم الخميس، إذ انخفضت بنسبة 1.6 في المئة إلى 74770 دولاراً، بعد ارتفاعها إلى مستوى قياسي عند 76499.99 دولار الأربعاء.
كان ترامب قد تعهد بجعل الولايات المتحدة «عاصمة العملات المُشفرة في الكوكب».
وظل أداء الذهب ضعيفاً بعد انخفاضه بأكثر من 3 في المئة أمس الأربعاء، إذ انخفض إلى 2656.17 دولار، ومع ذلك لم يبتعد كثيراً عن أعلى مستوى قياسي له مؤخراً عند 2790.15 دولار.
واستسلم النفط الخام أيضاً لقوة الدولار أمس الأربعاء، لكنه استرد بعض الخسائر يوم الخميس، بدعم من المخاطر التي تهدد إمدادات النفط خلال فترة رئاسة ترامب وتزايد الأعاصير على ساحل خليج المكسيك.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.35 بالمئة إلى 75.18 دولار للبرميل، وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.22 بالمئة إلى 71.85 دولار.