يسجل سعر الدولار مقابل الجنيه في مصر ارتفاعاً ملحوظاً منذ منتصف الأسبوع الماضي، ليصل إلى سعر لم يشهده منذ مارس آذار الماضي، في وقت تزور فيه بعثة من صندوق النقد الدولي مصر لإجراء المراجعة الرابعة لبرنامج مصر مع الصندوق.

ووفقاً لبيانات البنك المركزي المصري، فإن سعر صرف الدولار مقابل الجنيه ارتفع بأكثر من 50 قرشاً خلال 8 أيام عمل بالبنوك المصرية ليبلغ بنهاية تعاملات أمس 49.28 جنيه.

ومع بدء تداولات اليوم الخميس واصل سعر الدولار الارتفاع مسجلاً أعلى مستوى له منذ مارس آذار 2024.

ووفقاً لبيانات ريفينيتيف سجل سعر الدولار 49.36 جنيه في بعض البنوك المصرية

، وهو سعر لم يشهده الدولار منذ قررت مصر تحريك سعر العملة في شهر مارس آذار الماضي.

هل سيتم تعويم الجنيه المصري مرة أخرى بعد مراجعة مع صندوق النقد؟

ويأتي تحرك سعر صرف الدولار في مصر بالتزامن مع تصريحات رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أمس الذي قال إنه «لن يكون هناك يكون هناك تعويم بمعنى كلمة تعويم، والدولار سيزيد وسيهبط وفقاً لمقتضيات السوق».

وفي مارس آذار الماضي سمح البنك المركزي المصري لسعر الصرف بالتحرك ليتجاوز سعر الدولار مقابل الجنيه حاجز 49 جنيهاً لأول مرة على الإطلاق، وأعلنت مصر التزامها بتطبيق سياسة سعر صرف مرن وفقاً للعرض والطلب.

وتزور بعثة من صندوق النقد الدولي الآن مصر لإجراء المراجعة الرابعة لبرنامج مصر مع صندوق النقد، في وقت طلبت مصر مد أجل تنفيذ بعض الإصلاحات الاقتصادية التي اتفقت عليها مع الصندوق من أجل الحصول على القرض البالغ 8 مليارات دولار.

لماذا يرتفع سعر الدولار مقابل الجنيه؟

يرجع الخبير الاقتصادي لدى كابيتال إيكونوميكس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جيمس سوانستون، السبب وراء ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه إلى تخفيف البنك المركزي المصري القيود على الاستيراد، ما رفع الطلب على الدولار في مصر وبالتالي ارتفع سعره.

وتؤيد رئيسة إدارة المخاطر بمنطقة الشرق الأوسط في فيتش سوليوشنز، رامونا مبارك، هذا الرأي قائلة لـCNN الاقتصادية إن زيادة الطلب على العملات الأجنبية جاءت بسبب تخفيف القيود التي فرضها البنك المركزي على تمويل واردات بعض السلع.

وقبل أيام سمح البنك المركزي المصري للبنوك بتمويل عمليات الاستيراد للسلع غير الأساسية التي كان قد وضع من قبل شروطاً لتمويلها.

وتعتقد رامونا أن الحكومة المصرية تريد أيضاً إظهار المزيد من التقلبات في سعر الصرف مع مراجعة صندوق النقد الدولي لبرنامج مصر وإظهار أن سعر الصرف مرن بالفعل.

وفي مارس آذار الماضي تعهدت مصر لصندوق النقد بمرونة سعر الصرف في إطار التزامها ببرنامجها للإصلاح الاقتصادي.

ولا يُخفِ المحللون تأثير فوز دونالد ترامب برئاسة أميركا وارتفاع الدولار مقابل العملات الأخرى، على سعر الدولار في مصر.

وقال سوانستون إن تراجع سعر الجنيه في مصر مؤخراً عكس قوة الدولار على خلفية فوز ترامب في الانتخابات الأميركية، الذي ظهر في جميع عملات الأسواق الناشئة.

وبحسب رامونا فإن خلال الأيام الأخيرة أظهر الدولار الأميركي قوة مؤخراً بسبب فوز ترامب في الانتخابات الأخيرة.

وخلال شهر أكتوبر تشرين الأول شهد الجنيه المصري تراجعاً بسبب المخاطر الجيوسياسية الناجمة عن التوترات بين إيران وإسرائيل، وفقاً لرامونا.

وكان سعر الدولار مقابل الجنيه وصل لأعلى مستوى له على الإطلاق في مارس آذار الماضي عندما بلغ 49.5 جنيه.