غرام الأسهم.. حين يتحول الحب إلى مخاطر استثمارية

غرام الأسهم.. حين يتحول الحب إلى مخاطر استثمارية
جاكوب فالكينكرون clock

جاكوب فالكينكرون

مدير استراتيجيات الاستثمار في ساكسو بنك

في يوم عيد الحب الذي صادف 14 فبراير، احتفل الناس بالرومانسية والورود والهمسات العذبة، لكن حين نتحدث عن الاستثمار، يصبح العشق خطراً يهدد توازن محفظتك المالية، فكثيراً ما يقع المستثمر في حب سهمٍ معيّن، فيتعلق به حتى إن بدأت علامات التحذير تلوح في الأفق، كما هو الحال في العلاقات العاطفية، فإن المشاعر قد تعمي البصيرة وتمنع من اتخاذ القرارات العقلانية، قد تظل متمسكاً بشركة كانت يوماً ما تسرّ قلبك وتزيد من ثروتك، لكنها الآن باتت تعاني من انخفاض الأرباح وضعف الأداء.

ففي هذا العيد، دعنا نستعرض معاً مخاطر الوقوع في حب استثماراتنا، وكيف يمكن أن يكون العشق هو العدو الأول لاستراتيجيتك المالية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

مرحلة الوله: حين يُعمي العشق بصيرة المستثمر

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

ليس بغريبٍ أن تعشق سهماً بدا في عينيك كالبدر في سماء الاستثمار؛ شركة مبتكرة، تثير حماسك وتبشر بمستقبل باهر، ربما تكون شركة تكنولوجية أحدثت ثورة في السوق أو علامة تجارية كنت تعتز بها، وفي تلك اللحظات، يتجاهل العقل المؤشرات السلبية؛ مثل تباطؤ النمو، وزيادة المنافسة، وتقييمات لا تمت بصلة للواقع. هذا هو الانحياز التأكيدي الذي يتركنا نرى الجمال في الصورة دون الدقة في الأرقام.

الحفاظ على علاقة سامة

كما لا يستمر الحب في علاقة لم تعد تلبي تطلعاتنا، فإن الأسهم التي كانت فيما مضى مصدر فخر وثروة قد تفقد بريقها مع مرور الزمن. شركة كانت في يوم من الأيام رائدة في السوق قد تجد نفسها الآن غارقة في الديون أو تعاني من سوء الإدارة أو تتعرض لمنافسة شرسة. وفي مثل هذه الحالة، يبقى الكثير من المستثمرين متشبثين بالذكريات القديمة خوفاً من الاعتراف بأن الزمن قد غيّر كل شيء. لكن تذكر، لا يدين السهم لك بولاء، ولا أنت مدين له؛ فالانفصال عن الاستثمار الذي لم يعد يخدم أهدافك هو خطوة نحو بناء مستقبل مالي أكثر استقراراً.

فخ "الشركة الجذابة"

هناك شركات تتميز بسحر خاص؛ مديرون تنفيذيون يجذبون الأنظار، ورسائل إنسانية تبعث الدفء في القلب، ومنتجات تُثير الإعجاب. ومع ذلك، فإن الشركة الرائعة ليست بالضرورة استثماراً مربحاً. فالتاريخ مليء بالعلامات التجارية المحبوبة التي فشلت في تحقيق عوائد مستدامة.

لذا، يجب ألا تختلط مشاعر الحب مع حسابات الأرباح؛ فالاستثمار الناجح يعتمد على التحليل الدقيق للعوائد وليس على الإعجاب العابر.

تقييم محفظتك بعقلانية ورؤية مستقبلية

عندما تصبح العواطف سيدة الموقف، يصبح من الصعب تقييم الاستثمارات بموضوعية. يجب عليك أن تنزع نظارتك العاطفية وأن تنظر إلى أرقام الشركة عن كثب، هل لا تزال تناسب استراتيجيتك؟ هل ما زالت أسسها المالية متينة؟ وما الثمن الذي تدفعه مقابل الفرصة البديلة؟ كما يجب عليك تجنب تحيز الانتماء الوطني، الذي قد يحول دون اكتشاف فرص استثمارية واعدة في الأسواق العالمية، اسأل نفسك: «هل سأشتري هذا السهم اليوم إذا كانت الفرصة سانحة؟» إن لم يكن الجواب بنعم، فلا بد من إعادة النظر فيه.

الانفصال: المشكلة ليست فيك، بل في محفظتك

قد يكون هناك سهم كان يوماً ما يملأ قلبك فرحاً ويحقق لك أرباحاً باهرة، لكن مع مرور الزمن تتبدل الأحوال، ويصبح من الضروري أن تعترف بأن العلاقة لم تعد تليق بأهدافك. الانفصال عن سهم لم يعد يخدم طموحاتك المالية يشبه الانفصال عن علاقة لم تعد تحقق السعادة؛ إنه قرار شجاع من أجل مستقبل أفضل. لذلك، يجب مراجعة محفظتك بشكل دوري وتحديثها وفقاً للتغيرات في السوق وأهدافك الشخصية.

ليكن الحب لأموالك أكبر

في هذا عيد الحب، احرص على أن تكون عواطفك تحت السيطرة حين يتعلق الأمر بالاستثمار. تذكر أن الأسهم لا تُبادلك الحب، ولن تتوانى عن تكسير قلب محفظتك إذا ما تراجعت أرقامها. أفضل المستثمرين هم من يتسمون بالموضوعية ويعرفون متى يحافظون على مراكزهم ومتى يفصلونها. لذا، بدلاً من الوقوع في حب استثماراتك، اعشق اتخاذ القرارات الحكيمة؛ فإن مستقبل محفظتك وحسابك المصرفي سيكونان شاكرين لك ذلك.