يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض حظر على واردات الماس الروسي، ما يؤدي إلى قطع أكبر منتج للماس في العالم عن إحدى أسواقه الرئيسية.

قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل على هامش قمة مجموعة السبع في هيروشيما باليابان، يوم الجمعة، إن «الماس الروسي ليس أبدياً».

قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي خلال إفادة صحفية، يوم الخميس، إنه قد يتم الكشف، نهاية هذا الأسبوع، عن خطة لمعاقبة الصناعة الروسية بقيمة 4 مليارات دولار من الصادرات.

تنتج روسيا ثلث الماس في العالم تقريباً، وهي أكبر مصدر منفرد، وفقاً لمركز أنتويرب العالمي للماس، أكبر مركز لتجارة الماس في العالم في بلجيكا.

يأتي حظر الاتحاد الأوروبي كجزء من الحزمة الحادية عشرة من العقوبات بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وبعد أكثر من عام من منع الولايات المتحدة شركاتها من شراء الماس الروسي لأغراض غير صناعية.

كما أعلنت المملكة المتحدة يوم الجمعة أنها ستحظر استيراد الماس الروسي في وقت لاحق من هذا العام، وكذلك جميع واردات النحاس والألومنيوم والنيكل الروسي.

من المتوقع أن يؤثر حظر الاتحاد الأوروبي على الشؤون المالية لروسيا، وكذلك على تجار التجزئة الأوروبيين وتجار الماس وكذلك المشترين للمجوهرات والساعات الفاخرة.

حققت صادرات الماس الروسية نحو 4 مليارات دولار في عام 2021، وفقاً لحكومة المملكة المتحدة، وبلغت قيمة إجمالي صادرات السلع الروسية في ذلك العام 494 مليار دولار، وفقاً للبنك المركزي للبلاد، في حين لم يبلغ إجمالي صادرات النفط والغاز سوى نصف هذا الرقم.

كانت صناعة الماس الروسية تعرضت لضربة كبيرة في أبريل مايو 2022، حين حظرت الولايات المتحدة الواردات من «آلروسا»، وهي شركة تعدين روسية مملوكة للدولة ومسؤولة عن 90 في المئة من قدرة تعدين الماس في روسيا.

وقال بول زيمنسكي، محلل صناعة الألماس المستقل، إن الولايات المتحدة تمثل نصف الطلب العالمي على الماس المستخدم في المجوهرات، بينما تمثل أوروبا والمملكة المتحدة معاً نحو 5 في المئة فقط من السوق.

وقد يؤدي فرض حظر على الماس الروسي إلى تضخم الأسعار بالنسبة للمستهلكين الأوروبيين، خاصةً إذا لم يتم زيادة إنتاج الماس في أماكن أخرى.

الماس الاصطناعي بديلاً

قال توم نيز، المتحدث باسم مركز أنتويرب العالمي للماس لشبكة CNN «إن إنتاج المزيد من الماس يكلف مليارات الدولارات، ويستغرق إنتاجه ما يصل إلى عامين قبل أن يظهر هذا المنتج في السوق».

وأشار إلى أن الطلب على المجوهرات الماسية كان «بطيئاً» في الوقت الحالي، ولكن «كلما اقتربنا من نهاية العام -عندما يميل الطلب إلى الارتفاع- ستشعر بهذا الضغط، ومن المحتمل أن يترجم ذلك إلى ارتفاع الأسعار».

من غير المرجح أن يواجه استخدام الماس في الصناعة اضطراباً شديداً، وفقاً لزيمنسكي، لأن أكثر من 90 في المئة من هذه الأحجار الكريمة مصنّعة في الصين، صلابة الماس تجعلها مفيدة في صناعة المثاقب والمعدات الجراحية، على سبيل المثال.

وقال زيمنسكي إنه من الممكن أن يساعد الماس الاصطناعي في سد الفجوة التي خلفتها صادرات موسكو في سوق المجوهرات، على الرغم من أنه من غير المرجح أن ينافس الماس الاصطناعي -كونه رخيصاً ومتوفراً- البدائل الطبيعية النادرة.

الخسارة نتيجة الحظر

انزعج التجار الأوروبيون من احتمال فرض العقوبات على الماس الروسي، وقال نيز من مركز أنتويرب العالمي «نحن نعارض العقوبات»، مضيفاً أن التجار سينقلون أعمالهم ببساطة خارج أنتويرب، رداً على ذلك.

وقال إن المدينة البلجيكية «فقدت الكثير من الأعمال لصالح دبي» على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية، حيث شددت أنتويرب قواعدها بشأن الشفافية والمصادر الأخلاقية للماس.

وفقاً لمركز أنتويرب، يتم نقل ما قيمته نحو 40 مليار دولار عبر المدينة البلجيكية كل عام، ويقدر نحو 5 إلى 10 في المئة تقريباً من الماسات التي تمر خلاله روسية المنشأ، وانخفضت تلك النسبة من الربع تقريباً قبل الحرب.

كان بعض أكبر صانعي المجوهرات في العالم، بما في ذلك باندورا -الأكبر على الإطلاق- تجنبوا استخدام الماس الروسي طواعية بعد الغزو، كما أعاد صائغو المجوهرات المشهورين تنظيم سلاسل التوريد الخاصة بهم، لذا فإن الحظر المفروض على الماس الروسي سيشعر به صغار تجار المجوهرات المستقلين في أوروبا، وفقاً لزيمنسكي الذي أضاف «في نهاية المطاف، سيتم توجيه الماس غير الروسي إلى العالم الغربي»، بينما من المرجح أن ينتهي الماس الروسي في الصين والهند والشرق الأوسط.

أوروبا تشتري الماس الروسي بشكل غير مباشر

ويرى الخبراء أنه على الرغم من الحظر، قد تشتري أوروبا الماس الروسي بطريقة غير مباشرة، إذ يُرسل ما نسبته 90 في المئة من الماس إلى الهند لتقطع وتصقل قبل إعادة تصديرها إلى صائغي المجوهرات، حتى الحظر الأميركي على الماس الروسي يخفق عند هذا المحك.

يقول زيمنسكي «إذا كنت، على سبيل المثال، صائغاً أميركياً وتشتري الماس من قاطع وصاقل هندي، فلا يزال بإمكانك شراء أحجار من أصل روسي».

ويقول نيز «هناك الكثير من الماس الروسي الذي لا يزال يُباع داخل الاقتصاد الأمريكي».

آنا كوبان (CNN)