أقرّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأن العقوبات الغربية يمكن أن توجه ضربة للاقتصاد الروسي.

وقال بوتين في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية، تاس، إن «القيود غير المشروعة المفروضة على الاقتصاد الروسي قد يكون لها بالفعل تأثير سلبي عليه على المدى المتوسط».

ويُعتبر هذا اعترافاً نادراً من الرئيس الروسي، الذي أصر مراراً على أن الاقتصاد الروسي لا يزال مرناً، بل إن العقوبات أضرت الدول الغربية نفسها من خلال زيادة التضخم وأسعار الطاقة.

وقال بوتين إن الاقتصاد الروسي ينمو منذ يوليو تموز 2022، ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى العلاقات القوية مع «دول الشرق والجنوب»، في إشارة على الأرجح إلى الصين وبعض الدول الإفريقية.

كما شدد على أهمية الطلب المحلي للاقتصاد، قائلاً إنه أصبح المحرك الرئيسي للنمو.

وأظهر الاقتصاد الروسي مرونة غير متوقعة في مواجهة العقوبات غير المسبوقة التي فرضها الغرب، بما في ذلك حظر الاتحاد الأوروبي على معظم واردات المنتجات النفطية، إذ تظهر التقديرات الأولية من الحكومة الروسية أن الناتج الاقتصادي تقلص بنسبة 2.1 في المئة العام الماضي، وهو انكماش محدود أكثر مما توقعه العديد من الاقتصاديين في البداية.

ورغم شراء الصين لمنتجات الطاقة الروسية وتوفير بديل للدولار الأميركي، فإن الشقوق قد بدأت في الظهور.

تراجعت إيرادات الحكومة الروسية بنسبة 35 في المئة في يناير كانون الثاني مقارنة بالعام الماضي، بينما قفزت النفقات 59 في المئة، ما أدى إلى عجز في الموازنة بنحو 1.761 مليار روبل (23.3 مليار دولار).

توقعات المنظمات الاقتصادية

وتوقع «البنك الدولي» انكماشاً بنسبة 3.3 في المئة، أما عن «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية» فتتوقع انكماشاً بنسبة 5.6 في المئة في عام 2023.

في حين يتوقع «صندوق النقد الدولي» أن يظل النمو الروسي ثابتاً هذا العام، ولكن بالنسبة للاقتصاد سينكمش بنسبة سبعة في المئة على الأقل على المدى المتوسط.

ورداً على الحرب الروسية الأوكرانية، أعلنت الدول الغربية عن أكثر من 11 ألف و300 من العقوبات منذ الغزو في فبراير شباط 2022، وجمدت نحو 300 مليار دولار من الاحتياطيات الأجنبية لروسيا.

و قال الملياردير الروسي أوليغ ديريباسكا الذي يعرف بصراحته، في وقت سابق من هذا الشهر، إن «روسيا قد تجد نفسها بلا مال في أقرب وقت خلال العام المقبل».

من ناحية أخرى، قال بنك «رايفايزن الدولي» النمساوي يوم الخميس إنه يتطلع لبيع أو فصل أعماله في روسيا.

وفي بيان، وصف البنك ظروف السوق في البلاد بأنها «معقدة للغاية»، وقال إنه «ملتزم بمزيد من تقليص النشاط التجاري» هناك.

وحقق بنك «رايفايزن» أرباحاً تزيد قليلاً عن ملياري دولار العام الماضي، ولكن بسبب القواعد المحلية الصارمة، لا يستطيع بنك «رايفايزن» جني أي أرباح من أعماله التجارية الروسية خارج البلاد.

كتبت هنا زيادي لـ(CNN)