بعد سنوات من التضخم فوق المستهدف، والفوضى الجيوسياسية، والركود في أوروبا، لا يزال الاقتصاد الأميركي مرناً، والسبب في ذلك هو في الغالب المستهلك الأميركي؛ إذ يمثل الإنفاق نحو 70 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، لكن البيانات الأخيرة تظهر أن الأميركيين ينفقون أموالاً أقل مما اعتادوا عليه؛ ما يخيف الاقتصاديين بشدة.
من جانبه أوضح الرئيس التنفيذي لبنك أوف أميركا بريان موينيهان أن عملاءه يبطئون معدلات مشترياتهم، لافتاً إلى أن مدفوعات المستهلكين، مَقيسة من خلال بطاقات الائتمان والشيكات والسحب من أجهزة الصراف الآلي، نمت بنسبة 3.5 في المئة منذ العام الماضي ما يعد أقل من نسبة النمو خلال العام السابق المقدرة بنحو 10 في المئة.
ووجد استطلاع حديث أجرته شركة المحاسبة كيه بي إم جي أن المستهلكين لا يزالون متفائلين في الغالب بشأن أوضاعهم المالية الخاصة، إلا أنهم قلقون بشأن اتجاه الاقتصاد الأميركي، بينما أشار نحو 65 في المئة ممن شملهم الاستطلاع -بمن في ذلك نحو 60 في المئة ممن يزيد دخلهم على 200 ألف دولار- إلى نيتهم إجراء المزيد من التسوق لدى المحلات التي تعلن عن تخفيضات، بينما يخطط نحو 14 في المئة لاستخدام خدمات الشراء الآن والدفع لاحقاً.
ويشير الاستطلاع إلى أن المستهلكين أكثر تفاؤلاً بشأن وضعهم المالي، إلا أنهم أقل تفاؤلاً بشأن الآفاق الإجمالية للنمو في الاقتصاد الأميركي في العام المقبل، مقارنة بقادة الأعمال في استطلاع الرؤساء التنفيذيين ومن خلال بعض الإحصاءات حول أنماط التسوق والعادات، بغض النظر عن مستوى الدخل، يسعى المستهلكون إلى القيام بمزيد من التسوق المخفض خلال العام المقبل على الرغم من سوق العمل القوية والميزانيات العمومية للأسر.
ويغير الناس عادات التسوق الخاصة بهم بغض النظر عن مستوى الدخل، إنهم يتطلعون إلى جعل رواتبهم تذهب إلى أبعد من ذلك.
ثقة المستهلك الأميركي بالاقتصاد تتعافى
وأظهرت نتائج مسح يوم الثلاثاء أن ثقة المستهلك الأميركي تحسنت بشكل غير متوقع في مايو أيار بعد تدهورها لمدة ثلاثة أشهر متتالية، وسط تفاؤل بشأن سوق العمل.
وذكرت مؤسسة الأبحاث ذا كونفرنس بورد أن مؤشر ثقة المستهلك ارتفع إلى مستوى 102 نقطة مئوية خلال شهر مايو أيار الحالي من مستوى 97.5 نقطة خلال شهر أبريل نيسان الماضي، على عكس توقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى تراجع المؤشر إلى 95.9 نقطة من 97.0 نقطة في تقرير سابق.
(نيكول غودكيند-cnn)