تونس تتطلع لتصبح الوجهة الأولى عالمياً للعلاج بمياه البحر

حمام سباحة حراري في منتجع صحي في قربص، في منطقة نابل شمال شرق تونس في 25 يناير 2025. (أ ف ب)
تونس تتطلع لتصبح الوجهة الأولى عالمياً للعلاج بمياه البحر
حمام سباحة حراري في منتجع صحي في قربص، في منطقة نابل شمال شرق تونس في 25 يناير 2025. (أ ف ب)

تسعى تونس التي تُعدّ ثاني أكبر وجهة عالمياً للعلاج بمياه البحر (Thalassotherapy)، إلى تجاوز فرنسا لتصبح الوجهة الأولى عالمياً لهذا النوع من العلاج الطبيعي، مستفيدة من شواطئها الممتدة، وينابيعها الطبيعية، وطقسها المعتدل، وأسعارها التنافسية.

العلاج بمياه البحر

قالت شهنار غيزاني، رئيسة المكتب الوطني للعلاج بالمياه الحرارية: «العلاج بالمياه هو إرث قديم في تونس، إذ تعود أصوله إلى العصور القديمة، بدءاً من القرطاجيين والرومان»، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

قربص، المدينة الساحلية الواقعة في شبه جزيرة الرأس الطيب، تُعدّ واحدة من أهم الوجهات العلاجية، حيث يقصدها السياح من مختلف أنحاء العالم للاستفادة من المياه البحرية، والينابيع الساخنة، والعلاجات الطبيعية.

السياحة العلاجية في تونس

ماريو باولو، إيطالي يبلغ من العمر 78 عاماً ويعيش في تونس منذ خمس سنوات، قال عن تجربته في مركز قربص «الاستمتاع بمياه البحر والينابيع الطبيعية ليس مجرد ترفيه، بل هو علاج فعلي».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

أما رُؤى مشات، فرنسية تبلغ من العمر 22 عاماً، فقد سافرت إلى قربص لقضاء عطلة صحية لمدة ثلاثة أيام، قائلة «جئت للاستمتاع بالمياه الطبيعية المختلفة التي تقدمها هذه المدينة الجميلة، وأيضاً للاستمتاع بالمشاهد الساحرة للبحر والجبال».

نمو قطاع السياحة العلاجية في تونس

وفقاً لبيانات المكتب الوطني للعلاج بالمياه الحرارية (ONTH)، تمتلك تونس:

•60 مركزاً للعلاج بمياه البحر

•390 منتجعاً صحياً، 84 في المئة منها تقع داخل الفنادق السياحية

وتسهم السياحة العلاجية في 7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي التونسي، كما توفّر 500 ألف وظيفة، وفقاً للأرقام الرسمية.

تعافي السياحة رغم الأزمات

بعد سلسلة من التحديات، بما في ذلك الهجمات الإرهابية وجائحة كوفيد-19، عاد القطاع السياحي في تونس إلى التعافي، إذ استقبلت البلاد أكثر من 10 ملايين زائر في 2024، وهو رقم قياسي مقارنة بعدد السكان البالغ 12 مليون نسمة.

المنافسة مع فرنسا

يبلغ حجم سوق العلاج بمياه البحر في تونس نحو 200 مليون دينار، ما يعادل 63 مليون دولار أو 60 مليون يورو سنوياً، مقارنة بالسوق الفرنسية التي تبلغ 100 مليون يورو.

ويجذب القطاع نحو 1.2 مليون زائر أجنبي سنوياً، و70 في المئة منهم من أوروبا، و40 في المئة من فرنسا وحدها.

وقالت مونيك ديكروكو، سائحة فرنسية تبلغ من العمر 65 عاماً، في أثناء إقامتها بأحد مراكز العلاج الفاخرة في المنستير «بمجرد وصولك، تجد الشمس وأشجار النخيل، إنه شعور رائع».

وأشارت إلى أن تكاليف العلاج في تونس أقل بكثير مما هي عليه في فرنسا «هنا، تكلفة أسبوع واحد من العلاج لا تتجاوز 1000 يورو، في حين أن الخدمات نفسها في فرنسا تكلف 3000 يورو».

أما جان بيير فيرانتي، وهو سائح فرنسي آخر من كان، فقال «جودة المياه والمرافق في تونس تضاهي تلك الموجودة في فرنسا».

استثمار في البنية التحتية وتعزيز الترويج

رغم أن تونس تقدّم خدمات بمستوى دولي، فإن ضعف التسويق والترويج يمثّل عائقاً رئيسياً أمام تحقيق الطموح بأن تصبح الوجهة الأولى عالمياً.

قالت كوثر مدّب، رئيسة مركز العلاج بمياه البحر في فندق رويال إليسا في المنستير «لدينا معايير دولية، لكن لا يزال القطاع غير مُستغل بالكامل بسبب ضعف الترويج».

خطط توسعية ومشاريع بيئية جديدة

لتحقيق النمو، يتم العمل على مشاريع جديدة مستدامة مثل إنشاء منتجعات حرارية صديقة للبيئة في منطقة بني مطير الجبلية شمال غرب البلاد، بالإضافة إلى مراكز جديدة قرب بحيرة إشكل جنوب بنزرت.