استلم مايكل شلهوب بداية هذا العام مهام الرئيس التنفيذي لمجموعة شلهوب خلفاً لأبيه باتريك شلهوب، ليستكمل إرث العائلة في مجال قطاع التجزئة الفاخرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وفي حديث خاص مع "CNN الاقتصادية" أفاد "شلهوب" بأن رؤيته تتكامل مع رؤية المجموعة 2033 في أن تكون لاعباً عالمياً في التجارية الفاخرة، كاشفاً عن مزيد من التوسعات التي ستشهدها المجموعة في الأسواق الخارجية، لتستكمل دورها كجسر بين الثقافات وكمصدر للإلهام.
وأضاف أن أولويات المجموعة الأساسية هي العملاء "لأن العملاء هم محور كل ما نقوم به، ونسعى دائماً إلى خلق تجارب استثنائية لهم تكون شخصية ومصممة خصيصاً لتناسب احتياجاتهم".
التوسع إلى ما بعد الشرق الأوسط
رسَّخت المجموعة التي تأسست عام 1955 مكانتها كشريك لأهم العلامات التجارية الفاخرة في مجال الموضة والمجوهرات والساعات ومنتجات التجزئة الفاخرة، لتكون من صناع تجارب الرفاهية في الشرق الأوسط.
وتتكون محفظة المجموعة المالكة نحو 770 متجراً للبيع بالتجزئة قرابة 10 علامات تجارية مملوكة، وشراكات مع أكثر من 950 علامة تجارية عالمية ضمن فئات الرفاهية والجمال والأزياء وفن العيش، ويشكل قطاع مستحضرات التجميل والموضة نحو 83 في المئة من إجمالي أنشطة المجموعة.
وقال شلهوب إن المجموعة تخطط لإطلاق أول متجر Level Shoes في الولايات المتحدة خلال السنوات القليلة القادمة، بعد ما لمس الإمكانات الكبيرة جراء توسع متاجر Faces المتخصصة بالعطور ومستحضرات التجميل عبر الأسواق الناشئة في أميركا اللاتينية.
ولدى المجموعة اهتمام خاص بالسوق السعودية التي تعتبرها من أهم الأسواق، وهي تتابع عن كثب المشاريع الاقتصادية الناشئة مثل مدينة نيوم في السعودية، مدركة التحولات السريعة في المملكة كفرصة ذهبية للنمو في قطاع التجزئة الفاخرة.
وكانت المجموعة قد أعلنت مؤخراً، تزامناً مع قمة "قادة التجزئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" التي استضافتها الرياض في فبراير الجاري عن تدشين مشروع “توريد” في المنطقة الخاصة اللوجستية المتكاملة SILZ بالرياض بقيمة استثمارات تقدر بنحو 50 مليون دولار، في خطوة استراتيجية لتعزيز وجودها في السوق السعودي.
ويُعد مشروع “توريد” محطة رئيسية في مسيرة توسع مجموعة شلهوب في المنطقة، ما يعكس التزامها بدعم الاقتصاد السعودي وتطوير قطاع التجزئة الفاخرة محلياً.
تفاؤل واعد
وأعرب مايكل عن تفاؤله بمستقبل التجزئة في المنطقة، فرغم التحديات التي يواجهها قطاع التجزئة الفاخرة عالمياً، فإنه لا يزال مزدهراً في المنطقة مدعوماً بنمو السكان الأثرياء، وازدهار السياحة، والطلب المتزايد على التجارب الفاخرة التي ستلعب دوراً مهماً في تنشيطه مستقبلاً.
وأفاد شلهوب بأنه على الرغم من ازدهار ونمو هذا القطاع، فإن المستهلك العربي لا يزال يتجه الى الأسواق الخارجية، وشدد على أن استراتيجية المجموعة تتمحور حول تقديم أفضل التجارب له لحثه على الإنفاق داخل المنطقة بدلاً من خارجها، لذلك تعتمد المجموعة توفير تجربة مميزة للعملاء كأولوية من خلال معرفة حاجاتهم وتلبيتها ودمج التسوق الرقمي والمادي بسلاسة لضمان الفئة الشابة من المستهلكين.
التجزئة الهجينة
تسعى المجموعة إلى التميز في مجال "التجزئة الهجينة"، وكانت من بين أوائل الشركات في قطاع التجزئة الفاخرة التي تبنت الذكاء الاصطناعي، حيث اعتمدت على الحملات التسويقية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات، وأدوات التفاعل مع العملاء لتحسين استراتيجيات أعمالها.
فـ"التحول الرقمي هو جوهر استراتيجيتنا"، كما أوضح شلهوب، ومن خلال الذكاء الاصطناعي تضمن المجموعة توفير تجربة موحدة ومتعددة القنوات مصممة خصيصاً لاحتياجات العملاء، سواء عبر التجارة الإلكترونية، أو التسويق الرقمي، أو التفاعل داخل المتاجر.
ولا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي برأيه على تحسين خدمة العملاء وحسب، بل يمتد إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية، ما يسمح بإدارة المخزون بذكاء، وتحسين التوقعات، وتبسيط العمليات اللوجستية، وهي عوامل حاسمة في قطاع تكون فيه الحصرية والتوافر أمرين جوهريين لنمو الأعمال.
وكانت المجموعة بادرت بدخول تجارب رقمية تجتذب الفئة الشابة، وطرحت الرموز غير القابلة للاستبدال مع علامتها التجارية كريستوفل، ودخلت في عالم الويب 3 والفيجيتال -الذي هو مزيج من المنتجات المادية والرقمية عبر تقنيات البلوكتشين والواقع المعزز ورقائق- NFC عبر منتج SOLMATES والذي يوفر تعزيزاً لتجربة العملاء مبنية على التفاعل وامتيازات حصرية.
وأوضح مايكل أنهم يستثمرون وبقوة في مجال تجربة التسوق في الميتافيرس عبر منصات مثل Roblox، مضيفاً "ما نسعى للقيام به هو استكشاف آفاق رقمية جديدة وإطلاق برامج مبتكرة تثري تجربة العملاء".
ترادف الفخامة والاستدامة
التزمت المجموعة بتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2040، وقال شلهوب "نحن نسعى لربط مؤشرات أدائنا المستدامة بتمويل مشاريع إضافية؛ ما يمكننا في المستقبل من الوصول إلى الحياد الكربوني، نحن نتعاون مع شركاء بارزين، وقد أطلقنا بالتزامن مع كوب 28 برنامج "آفاق" بالتعاون مع LVMH، والدار، وماجد الفطيم، وإعمار، لضمان تطوير متاجرنا الجديدة بطريقة صديقة للبيئة".
وكانت المجموعة قد حازت خلال السنتين الماضيتين تسهيلات ائتمانية مرتبطة بالاستدامة لدعم رأس مالها العامل، وشرح شلهوب أن هذه القروض وظفت في الاستثمار في البنية التحتية الخضراء وإنشاء نظام متكامل يطبق معايير بيئية صارمة عبر سلسلة التوريد.
وأفاد شلهوب بأن المبادرات البيئية التي تبنتها المجموعة أدت إلى تحسين كفاءة الطاقة عبر جميع مستودعات ومتاجر ومكاتب المجموعة، من خلال برامج تشمل تدقيقات بيئية، وتدقيقات لإدارة النفايات، وتمكنت الشركة من خلال ممارساتها المستدامة من توفير 5 في المئة سنوياً في الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية لمراكز التسوق.
وتعمل المجموعة على عدة برامج طورتها مع علاماتها التجارية والمتمثلة في إعادة الشراء لضمان إطالة عمر المنتجات وبرامج إعادة البيع أو برامج التأجير التي تمكن المستهلك من استخدام المنتجات الفاخرة بسعر يعادل 20 في المئة من قيمتها الأصلية كما شرح شلهوب.
والمجموعة الحائزة شهادة أفضل بيئة للعمل من منظمة "جريت بليس تو وورك" هي عضو فاعل في "مجتمع الاتفاق العالمي للأمم المتحدة"، وأحد الموقعين على "مبادئ تمكين المرأة".