انهيار صفقة إنقاذ شركة التاكسي الطائر الألمانية

شركة «ليليوم» الألمانية للتاكسي الطائر تتوقف عن العمل بعد انهيار صفقة الإنقاذ. (شترستوك)
انهيار صفقة إنقاذ شركة التاكسي الطائر الألمانية
شركة «ليليوم» الألمانية للتاكسي الطائر تتوقف عن العمل بعد انهيار صفقة الإنقاذ. (شترستوك)

أعلنت شركة ليليوم «Lilium» الألمانية الناشئة، المتخصصة في تطوير التاكسي الطائر الكهربائي، عن إيقاف عملياتها بالكامل بعد انهيار صفقة إنقاذ كان من المفترض أن تؤمن لها تمويلاً بأكثر من 200 مليون يورو (209 ملايين دولار).

الشركة، التي تتخذ من ميونخ مقراً لها، أكدت يوم الجمعة أن الأموال لم تصل في الوقت المناسب، ما دفعها إلى تقديم طلب إفلاس جديد بعد فشل محاولات إعادة الهيكلة، وقالت في بيان رسمي «فرصة إعادة هيكلة الشركة في الوقت الحالي ضئيلة للغاية، ولذلك سيتم إيقاف العمليات».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

قطاع التاكسي الطائر يواجه تحديات تمويلية وتقنية ضخمة

تأسست «ليليوم» في عام 2015 وسرعان ما أصبحت إحدى أبرز الشركات الناشئة في قطاع النقل الجوي المستقبلي، حيث كانت تطور طائرات كهربائية قادرة على الإقلاع والهبوط العمودي، لتستخدم كوسيلة نقل سريعة في المسافات القصيرة.

وعلى الرغم من امتلاكها طلبات مؤكدة لشراء 100 طائرة، فضلاً عن مئات الطلبات المسبقة، فإن الشركة أحرقت مبالغ طائلة في البحث والتطوير دون أن تنجح حتى الآن في تنفيذ رحلة تجريبية مأهولة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

ومن أبرز عملاء الشركة كانت الخطوط الجوية السعودية (السعودية)، التي وقعت اتفاقاً لشراء 50 طائرة مع خيار شراء 50 طائرة إضافية.

أزمة التمويل تعصف بالشركات الناشئة في قطاع الطيران الكهربائي

لم يكن فشل صفقة الإنقاذ مفاجئاً، إذ إن «ليليوم» عانت من صعوبات مالية متكررة، وصلت إلى حد تقديم طلب دعم طارئ من الحكومة الألمانية، إلا أن البرلمان الألماني رفض الموافقة على ضمان القرض، ما زاد من تعقيد موقف الشركة.

وأتى انهيار «ليليوم» بعد أقل من شهرين من إفلاس شركة ألمانية أخرى «فولوكوبتر» (Volocopter)، والتي كانت تطور تاكسي طائراً بمقعدين لكنها لم تنجح في تجاوز العقبات التقنية والتنظيمية.

مستقبل قطاع التاكسي الطائر.. حلم لم يتحقق بعد؟

رغم الحماس الكبير حول مفهوم التاكسي الطائر، فإن التحديات التقنية، التنظيمية والتمويلية لا تزال تعرقل هذا القطاع، فالشركات تحتاج إلى رأس مال هائل لاستكمال عمليات البحث والتطوير، بينما تواجه بيروقراطية شديدة في الموافقات التنظيمية لضمان السلامة الجوية.

في ظل هذه التحديات، يبدو أن الطريق إلى مستقبل النقل الجوي الكهربائي لا يزال طويلاً، وربما يتطلب تحولات كبيرة في الاستثمارات الحكومية والتجارية حتى يصبح واقعاً.