مشادة ترامب وزيلينسكي تهزُّ أسواق المال العالمية

مشادة ترامب وزيلينسكي تهزُّ أسواق المال العالمية

غادر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي البيت الأبيض مبكراً بعد اجتماعٍ محتدمٍ مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، انتهى دون إحراز تقدم بشأن اتفاقية السلام أو صفقة المعادن التي كانت قيد النقاش، ترامب انتقد موقف زيلينسكي، معتبراً أنّه «غير مستعد للسلام» طالما أميركا متدخلة في المفاوضات، ما ترك الأسواق العالميّة تحت وطأة القلق المتزايد من تصاعد التوترات الدوليّة.

صدمة في الأسواق الأميركيّة والأوروبيّة

تفاعل المستثمرون بسرعة مع الخلاف العلني بين الزعيمين، حيث تراجع مؤشر إس آند بي S&P 500 بنسبة 5 في المئة من أعلى مستوياته، وسط عمليات بيع واسعة النطاق، في حين هدأت الأسواق جزئياً بعد استيعاب الخبر، إلا أنّ حالة عدم اليقين تفاقمت، خاصة مع تزايد المخاوف بشأن عودة الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك، وذلك قبل ان تغلق الأسواق على ارتفاع.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وول ستريت

أغلقت المؤشرات الرئيسية لوول ستريت على ارتفاع يوم الجمعة في ختام جلسة شهدت تقلبات وانخفاضاً لسهم ديل تكنولوجيز مع صعود لأسهم شركات أخرى في قطاع التكنولوجيا إثر اجتماع بالبيت الأبيض جرت خلاله محادثات شائكة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

ووفقا للبيانات الأولية، ارتفع المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بواقع 91.46 نقطة أو 1.56 في المئة ليغلق عند 5953.03 نقطة، وصعد المؤشر ناسداك المجمع 295 نقطة أو 1.59 في المئة إلى 18839.42 نقطة، وتقدم المؤشر داو جونز الصناعي 600.06 نقطة أو 1.39 في المئة إلى 43839.56 نقطة.

الأسهم الأوروبية

في أوروبا، كانت التداعيات أشدّ حِدّةً، إذ ارتفعت أسهم شركات الدفاع بشكلٍ ملحوظ، في إشارةٍ إلى توقّع المستثمرين بأنّ أوروبا قد تُضطر لتحمّل مسؤولية أكبر في دعم أوكرانيا عسكرياً، في حال انسحبت واشنطن من دورها القيادي.

واصل المؤشر الأوروبي الرئيسي مكاسبه للأسبوع العاشر على التوالي، محافظاً على مسار صعودي قوي منذ بداية العام، رغم التوترات التي سيطرت على الأسواق في نهاية الأسبوع بسبب تهديدات أميركية بفرض رسوم جمركية جديدة.

وبحلول نهاية جلسة الجمعة، لم يشهد مؤشر ستوكس 600 الأوروبي تغيراً يُذكر، فيما ضغط قطاع التكنولوجيا على الأداء العام، إذ تراجع المؤشر الفرعي للقطاع بنسبة 1.5%، متأثراً بعمليات بيع لأسهم إنفيديا بعد إعلان نتائجها الفصلية، كما هبط سهم شركة إيه.إس.إم.إل لصناعة معدات الرقائق 2.9%.

قال آدم سارهان (Adam Sarhan)، الرئيس التنفيذي لشركة 50 Park Investments في نيويورك، «إن الأسواق تراجعت فوراً بعد اللقاء الحاد بين ترامب وزيلينسكي، وهو أمرٌ مُقلق؛ لأنّ مثل هذه المواجهات بين قادة عالميين عادةً ما تُلقي بظلالها على الاستقرار المالي». وأضاف: «رغم ذلك، هدأت الأسواق تدريجياً، لأنّ الموقف قد يتغيّر سريعاً إذا قرّر الطرفان استئناف المحادثات».

في أوروبا، كان الوضع مختلفاً، إذ ارتفعت أسهم شركات الدفاع بشكلٍ ملحوظ، مع تزايد التوقعات بأنّ القارة العجوز قد تُضطر إلى تعزيز قدراتها العسكريّة محلياً، في حال انسحبت واشنطن من دعم أوكرانيا، سبنسر حكيميان (Spencer Hakimian)، الرئيس التنفيذي لشركة Tolou Capital Management، أكّد أنّ «هذا سيُعزّز أسهم الشركات الأوروبيّة المنتجة للسلاح، لأنّ الدول ستحتاج إلى تسليح نفسها محلّياً».

من جانبه، أشار ريك ميكلر (Rick Meckler)، الشريك في Cherry Lane Investments، إلى أنّ المشكلة الأكبر ليست في التصريحات نفسها، بل في الطبيعة غير التقليديّة للنهج الدبلوماسي لترامب، «الأسواق تُفضّل الوضوح والخطط المُحدّدة، لكنّ حالة عدم اليقين هذه تُضيف عامل قلق إضافياً إلى المشهد الاقتصادي».

أما ديفيد فاغنر (David Wagner)، رئيس الأسهم في Aptus Capital Advisors، فقد أوضح أنّ التراجع في S&P 500 هو جزءٌ من «تفكيك المراكز الاستثماريّة» أكثر من كونه انهياراً هيكلياً، مُضيفاً: «مع انتهاء موسم الأرباح، ستُصبح السياسة الخارجيّة لواشنطن هي المحرّك الأساسي لتقلّبات السوق في الأجل القصير».

في الوقت نفسه، قال جاك ماكنتير (Jack McIntyre)، مدير المحافظ في Brandywine Global في فيلادلفيا: «من المقلق ما حدث، لكن ربما هذه هي طريقة ترامب في التفاوض... يبدو أنّ احتمال الوصول إلى وقف إطلاق نار بين روسيا وأوكرانيا بات مُعلّقاً، وهذا يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق».