ترامب يشعل حرب المعادن مع كندا.. فمن أين تحصل أميركا على الصلب؟

الولايات المتحدة تصعد حربها التجارية مع كندا وترفع الرسوم الجمركية على المعادن (شترستوك)
ترامب يشعل حرب المعادن مع كندا.. فمن أين تحصل أميركا على الصلب؟
الولايات المتحدة تصعد حربها التجارية مع كندا وترفع الرسوم الجمركية على المعادن (شترستوك)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، عبر منصته تروث سوشال، عن مضاعفة الرسوم الجمركية المفروضة على واردات الصلب والألومنيوم من كندا إلى الولايات المتحدة، لترتفع من 25 في المئة إلى 50 في المئة.

وجاءت هذه الخطوة رداً على قيام مقاطعة أونتاريو الكندية بفرض رسوم إضافية قدرها 25 في المئة على صادرات الكهرباء المتجهة للولايات المتحدة، رداً على ضرائب فرضها ترامب في 4 مارس آذار الحالي.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وحذّر ترامب من أنه في حال عدم إزالة الرسوم التي وصفها بـ«الفادحة»، فإنه سيتجه نحو فرض رسوم جديدة على السيارات الكندية، ما قد يؤدي إلى إغلاق دائم لصناعة السيارات في كندا، بحسب رويترز.

كندا.. المورد الأكبر للصلب والألومنيوم لأميركا

تُعد كندا الشريك الأكبر للولايات المتحدة في قطاعي الصلب والألومنيوم، إذ صدرت خلال عام 2024 نحو 6 ملايين طن متري من الصلب، ما يمثل نحو 11 في المئة من إجمالي واردات الصلب الأميركية، وتتصدر كندا كذلك واردات الولايات المتحدة من الألومنيوم، إذ صدرت نحو 3.4 مليون طن متري، أي ما يعادل 28 في المئة من إجمالي واردات الألومنيوم الأميركية، وفق بيانات وزارة التجارة الأميركية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

ومن المتوقع أن تؤثر هذه الزيادة في الرسوم الجمركية بشكل مباشر على الشركات والمستهلكين الأميركيين، بسبب الاعتماد الكبير على المعادن القادمة من كندا.

تأثير على الأسواق العالمية

تأتي هذه الإجراءات ضمن استراتيجية ترامب لتشديد السياسة التجارية الأميركية التي تستهدف حلفاءها التقليديين، وليس فقط خصومها مثل الصين. وخلال العام الماضي، جاءت البرازيل كثاني أكبر مُصدر للصلب إلى الولايات المتحدة بنحو 4.2 مليون طن متري، تليها المكسيك بـ3.3 مليون طن متري، ثم كوريا الجنوبية بنحو 2.8 مليون طن متري.

كما تُعد كوريا الجنوبية ثالث أكبر مُصدر للألومنيوم إلى الولايات المتحدة بنحو 2.6 مليون طن متري، أي نحو 2.1 في المئة من إجمالي الواردات.

ورغم التوترات التجارية السابقة مع الصين، فإنها صدرت نحو 230 ألف طن متري من الألومنيوم للولايات المتحدة في العام الماضي، فيما صدرت الإمارات العربية المتحدة أكثر من 438 ألف طن متري خلال الفترة ذاتها، بحسب ماركت ووتش.

تجدد التوتر بين واشنطن وأوتاوا

من المتوقع أن تعيد هذه الإجراءات الجمركية التصعيدية إحياء التوترات التجارية والسياسية بين الولايات المتحدة وكندا، خاصة مع تهديد ترامب باستهداف صناعة السيارات الكندية التي تشكل عصباً مهماً لاقتصاد المقاطعات الكندية الصناعية، وفي مقدمتها أونتاريو.

وفي أحدث تصريحاته، طالب ترامب كندا أيضاً بإلغاء فوري لما وصفه بـ«التعرفة المناهضة للمزارعين الأميركيين»، وهي رسوم جمركية مرتفعة تتراوح بين 250 في المئة و390 في المئة على منتجات الألبان الأميركية، مهدداً بأنه سيعلن قريباً حالة طوارئ وطنية تتعلق بالكهرباء في المناطق المتضررة.

وفي رد سريع، أكد رئيس وزراء أونتاريو، دوغ فورد، أن المقاطعة لن تتراجع عن رفع أسعار الكهرباء التي تصدرها إلى ولايات نيويورك وميشيغان ومينيسوتا، ما لم تُرفع جميع الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصادرات الكندية بشكل نهائي.

كما أثارت تهديدات ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على السيارات الواردة من كندا بدءاً من 2 أبريل نيسان القادم قلقاً كبيراً في الأسواق المالية، إذ تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة قاربت 1 في المئة، كما انخفض مؤشر بورصة تورونتو بنحو 0.5 في المئة، وتراجع الدولار الكندي أمام الدولار الأميركي.

وحذّر خبراء اقتصاديون من أن سياسات ترامب الجمركية تزيد المخاطر الاقتصادية وتعمق حالة عدم اليقين بين الشركات والمستثمرين، إذ أظهر استطلاع حديث أجرته وكالة رويترز أن 70 من أصل 74 اقتصادياً في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك يرون تزايد احتمالات الركود الاقتصادي وارتفاع التضخم في الولايات المتحدة.