كانت سيارة بي إم دبليو الفئة الثالثة لسنوات، إحدى أكثر الطرازات الفاخرة مبيعاً في العالم، لكنها اليوم تصنف ضمن ضحايا الحرب التجارية الجديدة التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. الطراز المُجمع في مصنع بي إم دبليو في المكسيك لم يستوفِ شروط اتفاق التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك (USMCA)، ما جعله عرضة لتعرفة جمركية تبلغ 27.5 في المئة بدلاً من 2.5 في المئة المعتادة، أي ما يعادل إضافة نحو 10 آلاف دولار أميركي على السعر البالغ نحو 47 ألف دولار، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وفي خطوة استباقية، أعلنت بي إم دبليو أنها ستمتص تكلفة الرسوم الإضافية بالكامل حتى 1 مايو أيار المقبل، لتخفيف الأثر على المبيعات، بحسب ما أبلغت به وكلاءها في أميركا الشمالية.
مصنع بمليار دولار مهدد بالخسائر
أنفقت بي إم دبليو أكثر من مليار دولار لإنشاء مصنعها في المكسيك عام 2019 لإنتاج الفئة الثالثة، قبل دخول اتفاق التجارة الحرة حيز التنفيذ في 2020، والذي فرض قواعد صارمة على نسبة المكونات المصنوعة محلياً.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ولا تزال الشركة الألمانية تدرس خياراتها، بما في ذلك احتمال إعادة توجيه الإنتاج إلى مصنعها في ساوث كارولاينا، رغم محدودية الطاقة الاستيعابية هناك، أو الاستيراد من مصانعها في ألمانيا، رغم التهديد بتوسيع الرسوم الأوروبية أيضاً.
بحسب ستيفن رايتمان، المحلل في شركة بيرنشتاين، فإن أي خطوة مستقبلية ستعتمد على حجم الرسوم الإضافية التي قد يفرضها ترامب على واردات أوروبا.
أودي تحت الضغط وخطة لتسريح العمال
لم تكن بي إم دبليو وحدها في مرمى الرسوم، فقد طالت الإجراءات أيضاً سيارة أودي كيو 5، التي تُصنع أيضاً في المكسيك، الطراز الأكثر مبيعاً لأودي في السوق الأميركية، بسعر يبدأ من منتصف 40 ألف دولار، يمثل نحو ثلث مبيعات الشركة في أميركا العام الماضي.
وفي خضم هذه الضغوط، أعلنت أودي أنها ستقوم بتسريح 7500 موظف خلال السنوات المقبلة، ضمن خطة لتقليص التكاليف وزيادة الكفاءة.
رسوم الصين تفاقم الخسائر
تعرفة إضافية بنسبة 20 في المئة على الواردات من الصين، فوق تعرفة 100 في المئة فرضتها إدارة بايدن العام الماضي على السيارات الكهربائية، وضعت علامات مثل فولفو في مأزق، الطراز الكهربائي إي إكس 30 والسيدان إس 90 اللذان يتم استيرادهما من الصين أصبحا أكثر تكلفة.
وتسعى الشركة لنقل إنتاجها إلى مصنعها في بلجيكا لتجنب الرسوم.
كذلك تأثرت لوتس تكنولوجي الصينية، التي تبيع سيارات كهربائية فاخرة بقيمة 230 ألف دولار، لكنها أكدت أنها أخذت الرسوم بعين الاعتبار عند التسعير.
جنرال موتورز وفورد في مأزق أيضاً
تعتمد شركات أميركية مثل جنرال موتورز وفورد على استيراد سيارات فاخرة من الصين لتغطية الطلب المحلي، يمثل طراز لينكون نوتيلوس الصيني ما يقرب من ثلث مبيعات لينكون، فيما يمثل طراز بويك إنفيجن المستورد من الصين ربع مبيعات بويك.
ورغم ذلك، قللت جنرال موتورز من أهمية تأثير الرسوم على أعمالها، بينما امتنعت فورد عن التعليق.
خسائر بالمليارات وتغييرات اضطرارية
قدرت بي إم دبليو أن الرسوم الجمركية الجديدة ستقلل أرباحها بنحو مليار دولار هذا العام. وبدأت بالفعل بمراجعة استراتيجيتها الإنتاجية لتوطين المزيد من عمليات التصنيع في أميركا الشمالية، وتفادي التعرض المستمر للتقلبات التجارية.
سوق السيارات في مفترق طرق
أوقفت إدارة ترامب تطبيق الرسوم الجديدة على العديد من الطرازات حتى 2 أبريل نيسان، لكنها استثنت نحو 12 طرازاً من هذا التجميد، ما يعادل 300 ألف سيارة تم بيعها في الولايات المتحدة العام الماضي، أي نحو 2 في المئة من إجمالي السوق.
ويبدو أن العلامات الفاخرة كانت أول من دفع الثمن، في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول مصير الصناعة إذا استمرت الحرب التجارية في الاتساع.