«لامبورغيني» تتحدى التباطؤ العالمي وتحقق مبيعات قياسية في 2024

في وقت يواجه فيه قطاع السيارات اضطرابات كبيرة، تؤكد لامبورغيني مجدداً أنها خارج المعادلة التقليدية، فقد أنهت العلامة الإيطالية الفاخرة عام 2024 بأرقام قياسية، وأثبتت أن عام 2024 ليس مجرد عام ناجح آخر لـ«لامبورغيني»، بل علامة فارقة في تاريخ الشركة الممتد لعقود كما صرح رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لأوتوموبيلي لامبورغيني، ستيفان فينكلمان، في لقاء حصري مع CNN الاقتصادية.

وقال إن «تطوير مجموعة منتجاتنا مع استمرارية النمو، هو ما يُلخص عاماً قياسياً آخر لشركة أوتوموبيلي لامبورغيني، فعلى الرغم من الصعوبات التي يشهدها سوق السيارات والمناخ التنافسي الشديد، فقد سجلنا في عام 2024 نمواً في المناطق الرئيسية الثلاث: الأميركتين، وأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، وآسيا والمحيط الهادئ، وهذا ما يؤكد القوة العالمية للعلامة، وتُبرز هذه النتائج نقاط قوة فريقنا الاستثنائي وتمنحنا الثقة والعزيمة لمواجهة التحديات المقبلة في هذا القطاع، بالتزامن مع مواصلة الجمع بين الأداء والحصرية والابتكار».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

نتائج قياسية للامبورغيني

لأول مرة، تخطت الشركة حاجز 3 مليارات يورو في الإيرادات، بزيادة 16.2 في المئة على عام 2023، أما الأرباح التشغيلية فقد ارتفعت إلى 835 مليون يورو بزيادة 15.5 في المئة، مع هامش ربح تشغيلي ثابت عند 27 في المئة، ما يرسّخ مكانة الشركة كواحدة من أكثر العلامات الفاخرة ربحية في العالم.

ورغم التحديات التي تعصف بالسوق العالمي، من تباطؤ في الطلب على السيارات العادية إلى تغيرات في توجهات المستهلكين نحو السيارات الكهربائية، فقد تمكنت لامبورغيني من الحفاظ على نمو ثابت ومتصاعد، إذ سجلت زيادة في المبيعات العالمية بنسبة 5.7 في المئة، مع 10,687 سيارة تم تسليمها خلال عام 2024.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وخلال عام 2024، حققت أوتوموبيلي لامبورغيني رقماً قياساً في المبيعات، حيث سلّمت 10,687 سيارة، متجاوزة مرة أخرى حاجز 10,000 وحدة الذي حققته في عام 2023، مسجّلةً بذلك نموّاً سنويّاً بنسبة 5.7 في المئة.

في صدارة الفخامة

وعززت لامبورغيني مكانتها في سوق يشهد تحولاً كبيراً، فبينما تواجه العلامات التجارية الكبرى مثل فولكس فاغن وفورد وستيلانتس انخفاضاً في الطلب نتيجة التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، تواصل لامبورغيني استقطاب المستهلكين الأثرياء الذين يبحثون عن التميز والأداء الحصري.

ويواصل قطاع السيارات الفاخرة التوسع بوتيرة متسارعة، مدعوماً بالمستهلكين الأثرياء والطلب المتزايد على الحصرية والأداء الفائق، إذ شهدت رولز رويس وفيراري، وبنتلي أيضاً ارتفاعاً في مبيعاتها.

جاء ذلك نتيجة عدة عوامل من زيادة الدخل لدى الأثرياء والطلب القوي على السيارات الهجينة والكهربائية عالية الأداء، والتحول نحو المركبات الذكية والمخصصة وفقاً لرغبات العملاء.

وأبرزت لامبورغيني هذا التوجه من خلال إطلاقها مؤخراً سياراتها الجديدة، بما في ذلك ريفويلتو (أول سيارة هجينة بمحرك V12)، وأوروس SE المحدثة، ما يُظهر أن الابتكار والحصرية لا يزالان يجذبان العملاء الأثرياء رغم التقلبات الاقتصادية.

وقد أسهمت عدة عوامل في تعزيز نجاح موقع لامبورغيني، أبرزها ارتفاع الطلب على السيارات الفاخرة، واستثمار الشركة المستمر في الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، إلى جانب سياسة التوزيع المتوازن في الأسواق كما أعرب فينكلمان.

مرونة وابتكار

وعزا البيان الصحفي للشركة ميزات نجاح لامبورغيني في إلى مدى قدرتها على التكيف مع متغيرات السوق، ففي غضون 18 شهراً فقط حدثت الشركة مجموعتها بالكامل، وأطلقت ثلاثة طرازات جديدة استحوذت على اهتمام السوق العالمي، هي: ريفويلتو –أول سيارة هجينة بمحرك V12، تجمع بين تراث لامبورغيني الأيقوني والتكنولوجيا الحديثة، وأوروس إس إي– نسخة محسنة من السيارة الرياضية متعددة الاستخدامات الفاخرة، مع كفاءة أعلى وأداء أقوى، وتيميراريو– سيارة رياضية جريئة، تم كشف النقاب عنها خلال أسبوع مونتيري للسيارات 2024، وتقدم تجربة قيادة لا مثيل لها.

وتواصل لامبورغيني، رغم تأجيل إطلاق سيارتها الكهربائية بالكامل لعام 2029، تنفيذ أكبر خطة استثمارية ومستدامة تشمل توسيع نطاق الإنتاج وتحديث خطوط التصنيع، وزيادة الاعتماد على المواد المستدامة والتكنولوجيا الذكية إلى جانب رفع نسبة الموظفين المباشرين، مع إضافة أكثر من 1,000 وظيفة جديدة في عامين فقط.

استراتيجية ذكية

في الوقت الذي تحقق فيه لامبورغيني نجاحات قياسية، يواجه السوق العام ضغوطاً متزايدة، فقد اضطرت شركات كبرى مثل تسلا إلى خفض الأسعار للحفاظ على تنافسيتها، بينما تكافح شركات أخرى لمواكبة المنافسة الشرسة من الشركات الصينية التي تقدم سيارات كهربائية بأسعار تنافسية.

وتعتمد استراتيجية لامبورغيني على الجمع بين الابتكار والحصرية والأداء، وهي ركائز أساسية لهويتها ونجاحها العالمي، وتكمن خصوصية أوتوموبيلي لامبورغيني في الجمع بين الحصرية والندرة والقيمة على المدى الطويل.

صُمم كل طراز ليقدم للعملاء تجربة حصرية، تتميز بمستوى غير مسبوق من التخصيص، وتصميم أيقوني، وحرفية فائقة، ويسهم الإنتاج المحدود والاهتمام الدقيق بالتفاصيل في الحفاظ على جاذبية سيارات لامبورغيني وقيمتها المتبقية على مر الزمن كما أفاد فينكلمان.

وتستثمر الشركة باستمرار في البحث والتطوير، وتجري تجارب على التقنيات المتقدمة، ومواد الجيل القادم، وحلول التصميم لتحسين كفاءتها واستدامتها وجودة إنتاجها، ومن خلال تحديث عملياتها الصناعية واعتمادها أنظمة متطورة، تمكنها من الارتقاء بمعايير علامتها التجارية إلى مستويات أعلى، لتعزز دورها في قطاعي التميز التكنولوجي والفخامة.

في ظل هذه الأرقام القياسية، يتضح أن سوق السيارات الفاخرة يسير بعكس التيار، بينما يكافح السوق العام للحفاظ على استقراره، وإزاء هذه الفجوة بين الفخامة والسوق العام تبقى حصانة السيارات الفاخرة ضد الأزمات رهان التطوير والابتكار.