مودي في سريلانكا.. اتفاقيات هندية في الطاقة والدفاع وسط صراع النفوذ مع الصين

رئيس سريلانكا أنورا كومارا ديساناياكي يصافح رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي بعد اجتماع ثنائي في مكتب الرئاسة في كولومبو (أ ف ب)
الهند وسريلانكا
رئيس سريلانكا أنورا كومارا ديساناياكي يصافح رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي بعد اجتماع ثنائي في مكتب الرئاسة في كولومبو (أ ف ب)

استقبلت سريلانكا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، يوم السبت، بحفاوة رسمية، ليكون أول زعيم أجنبي يزور البلاد منذ تولي الرئيس اليساري أنورا كومارا ديساناياكي الحكم، العام الماضي، في ظل سعي كولومبو لتحقيق توازن دقيق بين جارتها الكبرى الهند وأكبر دائنيها، الصين.

ورحب ديساناياكي بمودي بإطلاق 19 طلقة ترحيبية، ومن المتوقع أن يوقع الجانبان اتفاقيات في مجالات الطاقة والدفاع والصحة، بينما يشكل إطلاق مشروع طاقة شمسية بقدرة 120 ميغاواط أبرز محاور الزيارة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

المشروع، الذي كان متعثراً لسنوات في منطقة ترينكومالي شمال شرق البلاد، أُعيد تنشيطه بدعم من نيودلهي كشراكة هندية- سريلانكية.

وأشاد مودي بـ«الاستقبال الرائع» الذي حظي به فور وصوله مساء الجمعة إلى كولومبو، حيث جرى استعراض حرس الشرف في ساحة الاستقلال، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

قلق هندي من النفوذ الصيني

تأتي زيارة مودي في وقت تواجه فيه كولومبو ضغوطاً متزايدة من نيودلهي، التي تشعر بالقلق من تعاظم النفوذ الصيني في الجزيرة الواقعة ضمن دائرة نفوذها الجغرافي.

رغم أن أول زيارة خارجية للرئيس السريلانكي كانت إلى الهند في ديسمبر كانون الأول، فإنه أعقبها بزيارة إلى بكين في يناير كانون الثاني، ما يعكس توازناً دبلوماسياً دقيقاً.

تعد الصين أكبر دائن ثنائي لسريلانكا، إذ شكلت أكثر من نصف ديونها الثنائية البالغة 14 مليار دولار عند إعلانها التخلف عن السداد في 2022، وكانت بكين أول من وافق على إعادة هيكلة ديونها، ما مهد الطريق أمام تعافي الاقتصاد السريلانكي من أسوأ أزماته.

وفي يناير كانون الثاني، وقعت سريلانكا اتفاقية مع شركة صينية مملوكة للدولة لاستثمار 3.7 مليار دولار في مصفاة نفط بجنوب البلاد، فيما يعتبر أكبر استثمار أجنبي مباشر في تاريخها.

مودي يعيد رسم خريطة التحالفات

زيارة مودي تأتي بعد مشاركته في قمة BIMSTEC في تايلاند، حيث أجرى عدة لقاءات مهمة، منها اجتماع نادر مع قائد المجلس العسكري في ميانمار مين أونغ هلاينغ، كما التقى الجمعة برئيس وزراء بنغلاديش المؤقت محمد يونس، في أول لقاء منذ الثورة التي أطاحت بحليفة نيودلهي الشيخة حسينة وأدت لتدهور العلاقات.

كما التقى مودي بنظيريه في نيبال، كيه بي شارما أولي، وفي بوتان، تشيرينغ توبغاي، في مسعى لتقوية العلاقات الهندية الإقليمية.

العلاقات الاقتصادية

بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 5.5 مليار دولار في عام 2023-2024، بينما بلغت الاستثمارات الهندية التراكمية 2.2 مليار دولار.

كما لعبت الهند دوراً محورياً في دعم تعافي سريلانكا الاقتصادي، لا سيما خلال الأزمة الحادة التي شهدتها البلاد عام 2022، ومن خلال تقديم منحة بقيمة 20.66 مليون دولار لتسوية مدفوعات سبعة مشروعات تم تنفيذها ضمن خطوط ائتمان، وتحويل بعض السداد إلى منح، أثبتت الهند دعمها الثابت لسريلانكا.

كما ستُنفذ أعمال إعادة تأهيل ميناء كانكيسانتوراي، بقيمة 61.5 مليون دولار، على شكل منحة، ما يعكس التزام الهند بمسار التنمية في الجزيرة، وكانت المساعدات الهندية، التي بلغت ما يقارب 4 مليارات دولار خلال عامي 2022-2023، قد أسهمت بشكل كبير في استقرار الاقتصاد السريلانكي، إلى جانب التعاون مع صندوق النقد الدولي في جهود إعادة هيكلة الديون، وتواصل نيودلهي، بصفتها الرئيس المشارك للجنة الدائنين الرسمية، لعب دور محوري في هذا المسار.

وقد عكست زيارة الرئيس ديساناياكي الأولى إلى الهند بعد توليه منصبه في عام 2024 حرص كولومبو على مواءمة نهجها مع الاعتبارات الاستراتيجية والهواجس الأمنية لنيودلهي في منطقة المحيط الهندي.