أعلنت ثلاث شركات يابانية كبرى تأجيل إصدارات ديون كانت مقررة هذا الأسبوع، بقيمة إجمالية تصل إلى 100 مليار ين (678.4 مليون دولار).
قررت شركة «أساهي»، أكبر منتج للبيرة في
اليابان، تجميد إصدار سندات بقيمة 50 مليار ين (340 مليون دولار)، بسبب ما وصفته بـ«الاضطراب الحاد في الأسواق».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ومن جانبها، أرجأت مجموعة «سنتوري هولدينغز» إصدار سندات ثانوية بقيمة 10 مليارات ين، كانت تعتزم تسعيرها هذا الأسبوع.
أوقفت شركة «نيسين»، المتخصصة في صناعة المكرونة الفورية، أيضاً إصداراً كان مخططاً له بقيمة 40 مليار ين، لكنها لم تقدم توضيحات إضافية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
يأتي ذلك في ظل المخاوف المتزايدة من اندلاع حرب تجارية جديدة بين أميركا والصين، على خلفية قرارات ترامب بفرض رسوم تصل إلى 34 في المئة على الواردات الصينية، مع تهديدات بإضافة 50 في المئة أخرى.
هذا تسبب في هزة عنيفة للأسواق، دفعت المستثمرين إلى الترقب والحذر، وأجبرت شركات كبرى في آسيا على مراجعة خططها التمويليّة.
لم تقتصر الضغوط على اليابان؛ فقد أعلنت شركة «هانوا إيروسبيس» الكورية الجنوبية أنها ستقلص حجم زيادة رأس المال المقررة بنسبة الثلث، بعد مواجهة اعتراضات من المستثمرين والجهات التنظيمية.
من جهة أخرى، شهدت أسواق الأسهم الآسيوية ارتداداً طفيفاً بعد أن لامست أدنى مستوياتها في أكثر من عام، بينما ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية، وسط آمال خجولة بإمكانية احتواء التصعيد عبر المفاوضات.
وعلى صعيد سوق السندات، هبط العائد على السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى له منذ ثلاثة أشهر عند 1.125 في المئة، قبل أن يرتد إلى 1.26 في المئة في الجلسة الأخيرة، ما يعكس التقلبات العنيفة التي تُربك المستثمرين في آسيا.
تعكس القرارات المفاجئة للرئيس الأميركي توجهاً متشدداً في السياسة الاقتصادية، لا يأخذ في الحسبان التداعيات العالمية لقرارات أحادية.
ويمثل إلغاء إصدارات الديون اليابانية مؤشراً واضحاً على أن الأسواق لم تعد قادرة على استيعاب مثل هذه الصدمات، ما سيؤثر بشكل مباشر على قدرة الشركات الآسيوية على جمع التمويل، ويهدد بتجميد مشروعات توسع كانت مقررة.
في المحصلة، يبدو أن الأزمة التجارية الجديدة بدأت تترجم نفسها إلى واقع ملموس في أسواق المال، وقد يكون القادم أصعب إذا استمرت الرسوم وتعثرت المفاوضات.
(رويترز)