سلط الخبير الاقتصادي ستيف بيرنز الضوء على أسباب تفضيل المليونيرات زيادة الأصول وليس زيادة الدخل، مشيراً إلى أن الأصول هي ما تبني الثروة الحقيقة. وقال الخبير الاقتصادي «بينما يسعى معظم الناس إلى رواتب أعلى، يسعى أصحاب الملايين إلى شيء مختلف تماماً وهو الأصول، ووفقاً لبحث شامل أجرته شركة رامزي سوليوشنز وشمل أكثر من 10 آلاف مليونير فإن 79 في المئة من أصحاب الملايين صنعوا ثرواتهم بأنفسهم من خلال بناء أصول استراتيجية، وليس من خلال ثروات موروثة».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وأضاف بيرنز «يحتفظ هؤلاء الأثرياء العصاميون عادةً بسبعة مصادر دخل معظمها يُدرّ المال بشكل سلبي، دعونا نستكشف لماذا يُعطي أصحاب الملايين الأولوية للأصول على الدخل، وكيف يُمكن لهذا التحول في المنظور أن يُغير مستقبلك المالي».
الأصول تُولد الدخل السلبي
وتابع بيرنز «يتطلب الدخل النشط وقتاً وجهداً متواصلين فعندما تتوقف عن العمل يتوقف تدفق المال، ويُشكل هذا القيد سقفاً لا مفر منه لما يُمكنك كسبه، ويُدرك أصحاب الملايين هذا القيد الأساسي ويُركزون بدلاً من ذلك على بناء أصول تُدرّ دخلاً سلبياً».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وأوضح الخبير الاقتصادي «يتدفق الدخل السلبي سواء كنت تعمل أو تنام أو في إجازة، وتوضح الحسابات الميزة بوضوح فالعمل لمدة 40 ساعة أسبوعياً بمعدل 25 دولاراً في الساعة يُدرّ 52 ألف دولار سنوياً، لكن هذا يتطلب جهداً متواصلاً ويتوقف عند انتهائه، في الوقت نفسه يُدرّ استثمار مليون دولار في أصول بعائد 5 في المئة 50 ألفاً سنوياً مع الحد الأدنى من العمل، ويُدرك الأثرياء أن توسيع الأصول أقوى بكثير من توسيع ساعات العمل».
ارتفاع قيمة الأصول بمرور الوقت
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أنه «في حين أن الدخل ينمو عادةً تدريجياً مع التضخم أو زيادات تكلفة المعيشة أو الترقيات، يمكن أن تشهد الأصول نمواً هائلاً من خلال ارتفاع قيمتها، يُفسر هذا الاختلاف الجوهري سبب تركيز أصحاب الملايين على التراكم بدلاً من التدفق النقدي وحده».
وقال بيرنز «وفقاً لتحليل مكتب الميزانية بالكونغرس لبيانات الاحتياطي الفيدرالي، تضاعف إجمالي الثروة الحقيقية التي تمتلكها العائلات الأميركية ثلاث مرات من 38 تريليون دولار في عام 1989 -بسعر الدولار في عام 2019- إلى 115 تريليون دولار في عام 2019 بعد تعديل التضخم، لم يكن هذا النمو موزًعا بالتساوي: فقد ارتفعت حصة أعلى 10 في المئة من العائلات من إجمالي الثروة إلى 72 في المئة بحلول عام 2019، بينما لم يمتلك النصف الأدنى من العائلات سوى 2 في المئة منها، يمثل هذا النمو أكثر بكثير من مجرد ادخار الدخل، بل يعكس القدرة المركبة للأصول التي تزداد قيمتها».
ودعا بيرنز إلى اتباع «قاعدة 72 وهي صيغة بسيطة توضح المدة التي يستغرقها المال ليتضاعف، فعند نمو سنوي بنسبة 7 في المئة تتضاعف الأصول كل 10 سنوات تقريباً، بعد 30 عاماً يصبح كل دولار مستثمر 8 دولارات، من خلال هذا التأثير المركب ولا يمكن للدخل أن يتضاعف بهذه الطريقة».
الأصول تُوفر مزايا ضريبية
وأضاف الخبير الاقتصادي «ُيفضّل قانون الضرائب امتلاك الأصول بشكل كبير على أرباح الدخل، وهي حقيقة يدركها أصحاب الملايين جيداً ويستفيدون منها، فبينما يُواجه الدخل العادي معدلات ضريبية تصل إلى 37 في المئة لأعلى الشرائح الضريبية، تتمتع أرباح رأس المال طويلة الأجل بمعدلات تفضيلية تبلغ صفراً أو 15 في المئة أو 20 في المئة، حسب الشريحة الضريبية».
وتابع الخبير الاقتصادي «يُوفر هذا التفاوت ميزة كبيرة للمُركزين على الأصول، فقد يحتفظ شخصٌ، يكسب 100 ألف دولار راتباً، ما قدره 70 ألف دولار بعد الضرائب، بينما قد يحتفظ آخر يكسب 100 ألف دولار من أرباح الأسهم أو أرباح رأس مال طويلة الأجل بمبلغ 85 ألف دولار أو أكثر، وهو فرقٌ يتراكم بشكل كبير مع مرور الوقت».
الأصول تُوفر الأمان المالي
وشدد بيرنز «لا ينبع الأمان المالي السليم من راتب ثابت، بل من امتلاك أصولٍ تحافظ على قيمتها بغض النظر عن قدرتك على العمل، يُفسر هذا التمييز سبب إعطاء أصحاب الملايين الأولوية لبناء قاعدة أصول قوية على تعظيم الدخل».
وأوضح بيرنز «تؤكد أبحاث مركز بيو للأبحاث أن ثروة الأسرة تُشكّل حاجزاً أساسياً ضد الصدمات الاقتصادية، إذ تحمي من الركود الاقتصادي وفقدان الوظائف والأزمات الشخصية، يتوقف الدخل فوراً عند عدم القدرة على العمل، لكن الأصول تستمر في الوجود وغالباً ما تُدرّ دخلاً بغض النظر عن الظروف».
الأصول تمنحك الحرية المالية
ويرى الخبير الاقتصادي أن «السبب الأكثر إقناعاً وراء تركيز أصحاب الملايين على الأصول هو الحرية التي تُوفّرها، فالاستقلال المالي يعني وجود دخل سلبي كافٍ من الأصول لتغطية نفقاتك دون الحاجة إلى العمل، هذه الحرية في الاختيار -وليس الاستهلاك الفاخر- هي ما يُقدّره معظم أصحاب الملايين حقاً».
وكما قال وارن بافيت «إذا لم تجد طريقة لكسب المال أثناء نومك، فستظل تعمل حتى تموت»، هذا الواقع المُريع يدفع الأثرياء إلى بناء أصول تُثمر بشكل مستقل عن وقتهم وجهدهم.
{{ article.formatted_date }}
