وسط تصعيد ميداني وهجمات بطائرات مسيّرة على العاصمة كييف، فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العالم بإعلانه استعداده لإجراء مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول، في خطوة بدت منسقة زمنياً مع المساعي التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعقد هدنة لمدة 30 يوماً.
لكن رد كييف جاء حازماً «وقف إطلاق النار الكامل أولاً، ثم الحديث».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وفي خطاب متلفز بُث في توقيت يتزامن مع وقت الذروة في الولايات المتحدة، قال بوتين إنه لا يضع «أي شروط مسبقة» لبدء الحوار.
غير أن تصريحات لاحقة لمساعده في الكرملين، يوري أوشاكوف، كشفت أن موسكو لا تزال متمسكة بشروطها القديمة، وهي حياد دائم لأوكرانيا، اعتراف بسيطرة روسيا على أراضٍ شاسعة، وأساس تفاوضي يستند إلى مسودة اتفاق 2022 التي انسحبت منها كييف في حينه.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
اعتبر
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن مجرد تفكير روسيا في إنهاء الحرب هو «إشارة إيجابية»، لكنه شدد على أن «أول خطوة حقيقية لوقف الحرب هي وقف إطلاق النار».
وأضاف أن بلاده مستعدة للجلوس على طاولة الحوار في حال أعلنت موسكو وقفاً تاماً وشاملاً للعمليات العسكرية بدءاً من 12 مايو أيار.
يأتي هذا التطور بعد يوم واحد من زيارة ثلاثية مهمة قام بها زيلينسكي برفقة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى «جدار الأبطال» في كييف، وهي زيارة حملت رسائل دعم غربية قوية وتحذيرات من «عقوبات ضخمة» ما لم تلتزم موسكو بوقف فوري لإطلاق النار.
وصف الرئيس ترامب، الذي كثّف ضغوطه في الأيام الأخيرة بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، اليوم بأنه «عظيم محتمل لروسيا وأوكرانيا»، داعياً إلى وقف ما سماه «حمام الدم اللامنتهي»، بينما أشار مبعوثه إلى أوكرانيا، كيث كيلوغ، إلى أن الحوار لا يمكن أن يسبق الهدنة، بل يجب أن يتبعها.
قوبلت تحركات بوتين بتشكك أوروبي واضح، إذ رأى ماكرون أن العرض الروسي «محاولة لكسب الوقت» وليس خطوة حقيقية نحو السلام. وفي الوقت نفسه، أكدت الخارجية الروسية أن النقاش حول جذور النزاع يجب أن يكون قبل الحديث عن الهدنة، وهو ما يُضعف مصداقية الدعوة الروسية.
ميدانياً، تزامن الإعلان الروسي مع هجوم بمسيّرات على كييف أسفر عن إصابة شخص وتضرر عدد من المنازل، ما يعكس التناقض بين المبادرات الدبلوماسية والأفعال على الأرض.
يُذكر أن روسيا تسيطر حالياً على نحو خمس الأراضي الأوكرانية، وتطالب بانسحاب القوات الأوكرانية من دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، إضافة إلى الاعتراف بضمّها شبه جزيرة القرم عام 2014.
جدّد بوتين الإشارة إلى مسودة الاتفاق السابقة، والتي نصّت على حياد أوكراني مقابل ضمانات أمنية من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، لكنه حمّل كييف مسؤولية فشل تلك المفاوضات.
أما أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون، فيرون في الغزو الروسي محاولة لإعادة رسم خريطة أوروبا بالقوة، وتهديداً مباشراً للنظام العالمي القائم على القانون الدولي واحترام السيادة.
(رويترز)