في حادثة صادمة هزّت ميناء نيويورك وأثارت تساؤلات دولية حول سلامة الملاحة في الممرات البحرية المزدحمة، اصطدمت سفينة تدريب تابعة للبحرية المكسيكية بجسر بروكلين الشهير، ما أسفر عن مصرع اثنين من أفراد الطاقم وإصابة العشرات، التحقيقات الأولية تشير إلى أن السفينة كانت تسير في «الاتجاه الخطأ»، ما فتح الباب أمام أزمة متعددة الأبعاد تشمل الجانب الإنساني والتقني، حتى الاقتصادي.
قال مسؤول أميركي رفيع مطلع على التحقيقات الجارية إن سفينة التدريب المكسيكية «كواوتيموك» التي اصطدمت، مساء السبت، بجسر بروكلين في مدينة نيويورك، كانت تتحرك في الاتجاه الخطأ عندما وقع الحادث، في خطوة اعتُبرت مخالفةً للمسار الملاحي المخطط لها.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
السفينة التي كانت راسية في الرصيف 17 بمنطقة مانهاتن أسفل الجسر، كان من المفترض أن تتجه إلى محطة للتزود بالوقود في منطقة باي ريدج، قبل أن تواصل رحلتها المقررة إلى أيسلندا، إلا أن مسارها المفاجئ تسبب في اصطدامها بجزء من الجسر، مخلّفاً خسائر بشرية ومادية فادحة.
وقد أكدت سلطات الطوارئ في نيويورك وفاة اثنين من أفراد الطاقم، فيما أُصيب العشرات بجروح متفاوتة نُقلوا على إثرها إلى مستشفيات المدينة، كما باشرت فرق الإنقاذ والإطفاء عمليات الاستجابة السريعة فور وقوع الحادث، مع تركيز الجهود على إنقاذ المصابين وتأمين السفينة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
في مؤتمر صحفي، أوضح زاك إيسكول مسؤول الطوارئ في نيويورك، أن الأولوية الآن هي سحب السفينة إلى موقع آمن لتقييم الأضرار وإجراء الإصلاحات اللازمة، وأضاف أن السفينة كانت تتحرك بالفعل بعكس الاتجاه المتوقع عند وقوع الاصطدام، ما قد يشير إلى خلل في التنسيق أو خطأ بشري.
وعلى الرغم من الضرر الملحوظ في القسم السفلي من جسر بروكلين، فإن السلطات طمأنت المواطنين بأن الجسر لا يواجه خطراً هيكلياً، وأنه لا يزال آمناً للاستخدام.
التحقيقات التي لا تزال في مراحلها الأولى، تجري بتعاون وثيق بين السلطات الأميركية والمكسيكية، بما في ذلك إدارة سلامة النقل الأميركية وخفر السواحل المكسيكي، كما أبدى وزير البحرية المكسيكي، ريموندو بيدرو موراليس آنخيلز، تضامنه الكامل مع أُسر الضحايا، مؤكداً التزام بلاده بالشفافية والتعاون الكامل في مجريات التحقيق.
في الجانب الإنساني، أشارت التقارير إلى أن بعض أفراد الطاقم بقوا على متن السفينة طوال الليل بعد الحادث، وسط صدمة نفسية واضحة، فيما تولّت فرق الدعم النفسي تقديم المساعدة اللازمة لهم.
أما من الناحية الاقتصادية، فقد أثارت الحادثة مخاوف من تأثيرات محتملة على حركة التجارة البحرية في ميناء نيويورك، أحد أكبر الموانئ الأميركية؛ فاضطراب حركة السفن وتأخر عمليات الشحن والتفريغ قد يؤديان إلى خسائر في سلاسل التوريد وتكاليف إضافية في قطاع الشحن.
ويُرجّح مراقبون أن تدفع هذه الحادثة السلطات البحرية الدولية إلى مراجعة بروتوكولات التنسيق البحري، خصوصاً في الممرات المعقدة مثل نهر هدسون الذي يمر أسفل جسر بروكلين، كما يعيد الحادث تسليط الضوء على أهمية تدريب أطقم السفن على المناورة في الظروف الحرجة.
في الوقت الذي تعمل فيه إدارة الطوارئ على سحب السفينة بأمان، يدعو محللون إلى استغلال الحادث كفرصة لمراجعة البنية التحتية البحرية المحيطة وتطوير خطط استجابة أكثر فاعلية للطوارئ.
ويبدو أن حادث «كواوتيموك» لن يمر دون أن يترك أثراً واضحاً على سياسات النقل البحري في كلا البلدين، وربما على المستوى الدولي، وسط دعوات لزيادة التنسيق في الموانئ الكبرى، ومراجعة شاملة لمعايير السلامة البحرية في عصر يتزايد فيه الاعتماد على النقل البحري في الاقتصاد العالمي.