«فيبوناتشي الذهب».. طريق الحرير أم عتبة الموت؟

فيبوناتشي الذهب

وسط تقلبات سوق الذهب، يواصل المتداولون الاعتماد على أداة «فيبوناتشي» لتحديد مناطق الدعم والمقاومة، غير مدركين أحياناً أن هذه المستويات قد تتحول إلى عتبات من «الفخاخ السعرية» يستخدمها صانع السوق لتجميع السيولة أو ضرب أوامر وقف الخسارة.

من هو «فيبوناتشي»؟

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

أداة فيبوناتشي تستند إلى تسلسل رياضي وضعه عالم الرياضيات الإيطالي ليوناردو فيبوناتشي في القرن الثالث عشر، من خلال ملاحظاته على تكاثر الأرانب في الطبيعة.

ورغم اعتماد المحللين على النسب الذهبية الشهيرة (23.6%، 38.2%، 50%، 61.8%، و78.6%)، فإن بيانات التداول تُظهر أن الذهب لا يحترم هذه المستويات دائماً بشكل مباشر، بل يتجاوزها أو يخترقها ثم يعاود الارتداد، ما يشير إلى تدخلات مؤسساتية في لحظات حرجة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وأفرزت هذه الملاحظات ما يُعرف بـ«تسلسل فيبوناتشي»، الذي تُستخرج منه نسب رياضية تظهر بشكل متكرر في الطبيعة والهندسة وحتى الأسواق المالية، أبرزها 61.8%، المعروفة بـ«النسبة الذهبية»، وقد أصبحت هذه النسب لاحقاً أدوات أساسية في التحليل الفني لتحديد مستويات التصحيح والامتداد في حركة الأسعار.

«إذا كان طريق الحرير ممهّداً للتجّار، فطريق الفيبوناتشي في سوق تداولات الذهب هو طريق الشوك والألغام... من ظاهره ناعم، ومن باطنه مفخّخ، فخطوط ومستويات فيبوناتشي هي بمثابة طريق لا يسلكه إلا من تمرّس في قراءة الفخاخ، فكل عتبة لمستويات مؤشر فيبوناتشي الشهير قد تكون كميناً، وكل ارتداد ظاهري قد يخفي نية للهدم».

«من يحلم بالربح السهل في هذا الطريق، قد يكتشف متأخراً أنه يمشي حافياً على صفيح ساخن، في ممرّ تحرسه وحوش السيولة، ولا يخرج منه سالماً إلا من فهم كيف تُزرع الألغام ومتى تنفجر».

بين النظرية والواقع

المستويات الفنية، رغم صحتها النظرية، لا تكفي وحدها، فحركة الذهب تتأثر أيضاً بالعوامل الكبرى مثل الفائدة الأميركية، قوة الدولار، والتوترات الجيوسياسية، ما يجعل توقيت الدخول والخروج هو العامل الحاسم في اتخاذ القرار.

التحليل الفني يجب أن يُربط دائماً بالسياق العام للسوق، وحجم التداول، والمؤشرات المساعدة مثل RSI وMACD، خاصة في لحظات اقتراب السعر من مستويات فيبوناتشي الحرجة.

بين المرونة والفخ

المتداولون المحترفون لا يعتمدون على النسب وحدها، بل يراقبون سلوك السعر لحظة بلحظة، ويتعاملون مع مستويات فيبوناتشي كـ«عوائق مرنة» يمكن كسرها أو احترامها بحسب سيولة السوق وزخم التداول.

ففي سوق الذهب، فيبوناتشي ليس طريقاً حريرياً دائماً... بل قد يكون خريطة مفخخة ما لم يُستخدم ضمن قراءة متكاملة لحركة السوق.

لا تنخدع ببريق الأرقام الهادئة في أداة الفيبوناتشي.. فكل نسبة من نسبها الشهيرة –من 23.6% حتى 78.6%– ليست سوى عتبة حساسة مزروعة بلغم خفي في طريق السعر.

الذهب، بتقلبه اليومي وسرعته النارية، لا يرحم المترددين، وعندما يقترب السعر من إحدى هذه العتبات، يكون صانع السوق قد جهّز فخّه بعناية.. يترك المتداولين يترقبون الاختراق أو الارتداد، وما إن يتكدّس حجم الأوامر، يفجّر اللغم فجأة!

تهوي الأسعار لكسر الدعم.. أو تقفز بشكل خاطف لكسر المقاومة.. لا لأن التحليل الفني أخطأ، بل لأن «هدم المعبد» كان قراراً من الكبار.

في سوق الذهب، لا أحد يملك مفاتيح التوقيت مثل صانع السوق، هو وحده من يملك القوة والجرأة على تفجير الألغام عند هذه العتبات الفنية، فيطيح بالمضاربين من على الدرج، قبل أن يُعيد بناء الاتجاه بهدوء بعد أن يتبخر الحشد.

وسط تقلبات أسعار الذهب اليومية، وصعوده وهبوطه أمام أنظار العالم، تظهر أداة تحليلية واحدة يلهث خلفها المتداولون، يتشبثون بها كمنقذ من الغرق في بحر المضاربات.. إنها أداة الفيبوناتشي.

هذه الأداة التي وصفها البعض بـ«السلاح السري» في التداول، قد تفتح أمامك طريقاً إلى الأرباح، أو تدفعك نحو هاوية الخسائر، خاصة في سوق الذهب شديد الحساسية، حيث يتربّص صانع السوق بكل حركة، ويستغل توقعات الأغلبية ليقلب المعادلة.

ما هي أداة الفيبوناتشي؟ ولماذا تصلح لتداول الذهب تحديداً؟

ترجع أداة الفيبوناتشي إلى الرياضي الإيطالي الشهير ليوناردو فيبوناتشي، الذي وضع تسلسلاً عددياً سحرياً أثبتت نسبه الذهبية فعاليتها في الطبيعة، والهندسة، وحتى في الأسواق المالية.

أشهر هذه النسب:

( 23.6% - 38.2% - 50% - 61.8% - 78.6%)

ويعتمد عليها المحللون الفنيون لتحديد مناطق الدعم والمقاومة، خاصة في الأصول التي تتحرك بتذبذب واضح كـ«الذهب» في سوقيه الفوري والعقود الآجلة.

الذهب وعتبات الفيبوناتشي

في تداول الذهب، يُستخدم الفيبوناتشي لتوقع نقاط التصحيح بعد موجات الصعود أو الهبوط، ولكن تكمن الخطورة حين يعتقد الجميع أن مستوى 61.8% مثلاً هو نقطة دخول مثالية.

وهنا يتدخل صانع السوق –خاصة في العقود الآجلة– فيصنع حركة معاكسة، يضغط السعر أسفل هذا المستوى، فيضرب أوامر وقف الخسارة، ويُخرج المتداولين من السوق في لحظة رعب.. ثم يعود السعر للارتفاع مجدداً.

وبتطبيق مستويات وعتبات فيبوناتشي نجد أحياناً أن المستوى الفني كان صحيحاً.. لكن الفخ في التوقيت.

سوق الذهب معروف بأنه «ملعب الكبار»، حيث تحكمه السيولة الضخمة، وأحياناً تُوجّه الأسعار بشكل مدروس لإرباك المتداول الفردي.

لماذا يعكس صانع السوق اتجاه الذهب رغم وضوح مستويات الفيبوناتشي؟

لأن الذهب لا يتحرك فقط بتحليل فني، بل يتأثر أيضاً بالأخبار الجيوسياسية، والفائدة الأميركية، وحركة الدولار، لكنّ المتداولين الهواة يتجاهلون هذه السياقات ويعتمدون فقط على نسب فيبوناتشي المعروفة للجميع.

وهنا يبرز ذكاء «الميكر» الذي لا يحارب الفيبوناتشي، بل يستغله لصالحه، لأنه يعلم مسبقاً أماكن دخول وخروج آلاف المتداولين الذين يراقبون الأرقام نفسها، فيوجّه السعر مؤقتاً لكسر توقعاتهم.. ثم يعيد بناء الاتجاه بعد أن يكون قد جمع سيولة كافية.

الفيبوناتشي في الذهب.. متى يكون سلاحاً فعّالاً؟

ليكون الفيبوناتشي أداة ناجحة في تداول الذهب، يجب استخدامه بحذر وربطه بعناصر حيوية مثل:

* اتجاه السوق العام (هل الذهب في موجة صعود بسبب ضعف الدولار؟)

* توقيت الأحداث الكبرى (مثل قرارات الفيدرالي أو بيانات التضخم)

* أحجام التداول لحظة الاقتراب من المستويات الحرجة

* دعم من مؤشرات مساعدة مثل RSI أو MACD

* مناطق الطلب والعرض التاريخية للذهب

بهذا التوازن، يتحول الفيبوناتشي من فخ متكرر إلى بوصلة ذكية ترشدك لحركة الذهب الحقيقية.