في قلب رأس الخيمة وتحديداً من أحد أكبر المصانع الدوائية في المنطقة، تنتج «جلفار» يومياً ما يفوق المليون عبوة دواء تُصدّر إلى أكثر من 40 دولة حول العالم.
ومع أكثر من 300 منتج في محفظتها، منها مستحضرات طبية حيوية كالإنسولين وكريم «ميبو» الشهير لعلاج الحروق، باتت «جلفار» رمزاً لصناعة دوائية إماراتية تتوسع بثقة في أسواق آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
80 % من إنتاج الشركة يُوجَّه للأسواق العالمية، وهي نسبة لافتة في قطاعٍ لا يزال الكثير من دول المنطقة يسعى فيه لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ويؤكد الرئيس التنفيذي للشركة في مقابلة مع CNN الاقتصادية أن هذه القاعدة التصديرية لم تكن وليدة اللحظة، بل «أنبنت على مدار سنوات طويلة من العمل والشراكات»، مشيراً إلى أن التغيرات التي فرضتها جائحة كوفيد-19 دفعت الشركة إلى إعادة النظر في نماذج أعمالها ببعض الدول، ما أتاح فرصاً لتوسيع القاعدة التصديرية في أماكن، واعتماد خطوات تصنيع محلية في أخرى.
ولم تكن التوسعة في الأسواق وحدها على جدول أعمال «جلفار»، بل رافقتها استثمارات كبرى في القاعدة الصناعية داخل الإمارات. خلال الأعوام الثلاثة الماضية، ضخّت الشركة 100 مليون درهم لتعزيز وتحديث مصانعها العشرة، ما أسفر عن إدخال تقنيات متقدمة وإطلاق أكثر من 30 منتجاً جديداً. هذه الخطوة، بحسب الرئيس التنفيذي، عزّزت قدرة «جلفار» على تلبية الطلب المحلي وتوسيع حضورها الخارجي.
فبالإضافة إلى رفع القدرة الإنتاجية، تعمل «جلفار» حالياً على أكثر من 40 مشروعاً لنقل التكنولوجيا الدوائية إلى الدولة، ما يعزّز توطين المعرفة ويجعل الإمارات منصة إقليمية للتقنيات الدوائية الحديثة.
وتنسجم هذه الجهود مع مبادرة «اصنع في الإمارات»، التي باتت منصة لتعزيز الصناعات الوطنية، وجسراً لربطها بالأسواق الإقليمية والدولية.
وفي وقتٍ يشهد فيه العالم تحولات في سلاسل التوريد وسياسات الاكتفاء الذاتي، ترى «جلفار» أن السباق اليوم لا يقتصر على الإنتاج، بل يشمل القدرة على التطوير المستدام، والمرونة في مواجهة الضغوطات العالمية، خصوصاً في ما يتعلق بتسعير الأدوية وتكاليف الاستثمار في البحث والتقنية.
أمّا بالنسبة للفرص الجديدة، فلا تغفل الشركة عن الطفرة العالمية في أدوية خسارة الوزن، التي باتت محور تنافس بين كبرى شركات الدواء.
ويؤكد الرئيس التنفيذي أن «جلفار» تسعى لتكون فاعلة في هذا السوق الواعد، وتُعدّ خطة خمسية طموحة للاستثمار في منتجات وتقنيات جديدة تواكب التوجهات العالمية.
ورغم التحديات، تنظر «جلفار» إلى المستقبل بتفاؤل.. فخلال ثلاث سنوات فقط، بلغت صادراتها نحو 3 مليارات درهم، ما يجعل من قصتها مثالاً ناجحاً لصناعة إماراتية حديثة، قادرة على المنافسة، وتطمح إلى أن تكون ركيزة أساسية للأمن الدوائي إقليمياً.