«الشيفرة المقدسة».. فك طلاسم أخطر 3 أرقام يخشاها صناع السوق في البورصة

«الشيفرة المقدسة».. فك طلاسم أخطر 3 أرقام يخشاها صناع السوق في البورصة

في عالمٍ يعجُّ بالتقلبات، ويُبنى فيه القرار على رمشة عين بين ربح وخسارة، برز مؤشر «ماكد» (MACD) واحداً من أعظم أدوات التحليل الفني، حتى لقّبه البعض بـ«الشيفرة المقدسة»، لكشفه أسرار السوق وتقلّباته الخفية، وتحديده للحظات الذهبية في البيع والشراء.

لكن خلف هذه الأداة الخارقة حكاية وقصة لا يعرفها كثيرون، تبدأ من عبقري جلس يراقب الأرقام لا كأرقام، بل كلغة سرية تنبض بالحياة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ابتكار عبقري من جيرالد أبل

في أواخر سبعينيات القرن الماضي، حين كان وول ستريت يتحرك على إيقاع التيليتايب والهواتف الأرضية، جلس المحلل الأميركي جيرالد أبل منهمكاً في محاولة فك لغز السوق وتقلباته. لم يكن أبل متداولاً عادياً، بل كان عاشقاً للأنماط، باحثاً عن إشارة صامتة داخل صخب الأسعار.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

ومن تلك الرحلة الفكرية وُلِد مؤشر «تقارب وتباعد المتوسطات المتحركة» (Moving Average Convergence Divergence - MACD)، أداة سحرية بدت للبعض كما لو أنها تمنح المتداول بصيرة ما وراء البيانات.

لماذا 12 و26 و9؟ أرقام ليست كالأرقام

وراء تلك الأرقام التي يظنها البعض مجرد إعدادات افتراضية، تكمن طلاسم خفية تشبه الأصفار والواحدات في عالم التشفير. في الأسواق التي تُدار من خلف الستار، حيث يتحرّك «صانع السوق» (الميكر) بخفّة لا تراها العين، كان لا بدّ من مفتاح لفهم تلك الحركات التي تبدو عشوائية على السطح، لكنها مدروسة حتى النخاع في العمق.

12 يوماً: تلتقط أنفاس السوق القصيرة.. زفير الميكر بعد رشقة شراء.

26 يوماً: ترصد امتداد الموجة الخفية.. نفس طويل خلف ستار الصمت.

9 أيام: خط الإشارة، هو الصدى الذي يكشف متى ينوي الميكر الانقضاض.

هذه الأرقام لم تأتِ عبثاً، بل كأن أبل أمسك بطرف الخيط الذي حيّر الجميع: كيف يفكّ شفرة السوق؟ لقد رأى في 12 و26 و9 «الكود المخبّأ» لتحركات اللاعبين الكبار، مفاتيح توقيت تسلّل من بين يدي صانع السوق نفسه دون أن يدري.

حجر الأساس في التحليل الفني

لا يكتمل تحليل فني دون ذكر «ماكد»، فهو حجر الأساس الذي تستند إليه معظم قراءات الاتجاه والزخم. لا فرق إن كنت تقرأ شموع الأسهم أو تتبع منحنيات العملات أو حتى نبض العملات الرقمية، فـ«ماكد» يرافقك كظلّك. بسلاسة منقطعة النظير، يحدّثك عن اقتراب الانعكاس، ويرشدك في زحمة المؤشرات، بل ويُستخدم مرجعاً لتأكيد إشارات مؤشرات أخرى كـRSI وStochastic، حتى أضحى كما «المفتاح العام» الذي يفتح أقفال السوق كلّها.

نجاح واسع وتأثير مستمر

منذ لحظة ولادته، نال مؤشر ماكد شعبية تُضاهي مكانته العلمية، فهو سهل القراءة عميق الدلالة. ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم، لم تغب هذه الأداة عن شاشات المتداولين، سواء كانوا محترفين في وول ستريت أو هواة في مقاهي العالم، ولا يزال المؤشر يعمل بالإعدادات نفسها التي وضعها أبل، دون أن يُبدّلها الزمن أو تتجاوزها الخوارزميات.

بالنهاية ليست الأدوات كلّها مجرد معادلات، فبعضها يحمل روح مبتكرها ورؤية عميقة تتجاوز اللحظة. هذا ما فعله جيرالد أبل عندما وهب الأسواق «ماكد» أداة بسيطة، لكنها ترشد التائه، وتُلهم مَن يبحث عن نظام وسط الفوضى. وفي زمنٍ تغيّرت فيه الأسواق وارتفعت فيه الأصوات، بقي «ماكد» يتحدث بلغة ثابتة، لا يعلو صوته، لكنه يُسمَع جيداً.

وإن كانت الأسواق مليئة بالضجيج، فإن «ماكد» هو الهمس الذي يُسمع فقط لمَن يُجيد الإصغاء.

وفي تلك الأرقام الثلاثة: 12 و26 و9، ليست مجرد إعدادات، بل رسالة سريّة، كأنها كلمات المرور التي تفتح أقفال حركة الميكر، وتنير دروب المتداول وسط عتمة السوق.