أعلنت المفوضية الأوروبية، اليوم الاثنين، أن مكالمة هاتفية جرت خلال عطلة نهاية الأسبوع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أعطت «زخماً جديداً» للمفاوضات التجارية المتعثرة بين الطرفين. جاء ذلك بعد تراجع ترامب عن تهديده بفرض رسوم جمركية بلغت 50 في المئة على واردات الاتحاد الأوروبي ابتداءً من يونيو حزيران المقبل.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وأكدت المفوضية أن ترامب وافق على تأجيل تنفيذ الرسوم الجديدة حتى التاسع من يوليو تموز، ما يمنح الطرفين فرصة جديدة للتوصل إلى اتفاق، وذلك عقب ما وصفه ترامب بـ«مكالمة لطيفة جداً» تلقاها من فون دير لاين.
وأضاف المتحدث باسم المفوضية «يوجد الآن زخم جديد في المفاوضات، وعلينا استغلاله للمضي قدماً»، مشيراً إلى اتفاق الجانبين على تسريع وتيرة التفاوض والبقاء على اتصال مستمر.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ويأتي هذا التطور بعد تصعيد ترامب يوم الجمعة، حين أعلن عزمه فرض رسوم جمركية مرتفعة تعبيراً عن إحباطه من بطء المحادثات.
وقد أثار هذا الإعلان قلقاً واسعاً في الأسواق العالمية، إذ شهدت
الأسهم الأوروبية تراجعاً، كما ارتفعت أسعار الذهب كملاذ آمن، لكن مع تراجع ترامب عن قراره، استعادت الأسواق بعضاً من استقرارها، وسجل اليورو أعلى مستوى له منذ شهر مقابل الدولار.
وفي ظل هذه التوترات، أجرى المفوض الأوروبي لشؤون التجارة ماروش شيفوفيتش محادثات عبر الفيديو مع رؤساء شركات أوروبية كبرى مثل مرسيدس-بنز وفولكس فاغن وبي إم دبليو وستيلانتيس، إذ لا تزال الشركات تتساءل عن الاستراتيجية الأميركية القادمة، ومدى تأثيرها على خططها الاستثمارية والتجارية.
مخاوف وعدم يقين
رغم الارتياح النسبي، حذّرت بعض الشركات من استمرار حالة عدم اليقين، إذ قال ماتياس لاب، الرئيس التنفيذي لشركة «لاب» الألمانية: «السياسة الأميركية الحالية تتسم بعدم الاستقرار، وتسودها المصالح الفردية والشعبوية، ما يضر بعقود من الثقة والدبلوماسية بين ضفتي الأطلسي».
وترى مصادر مطلعة تحدثت لوكالة رويترز أن المفاوضات ما زالت عالقة عند نقاط خلافية، أبرزها مطالبة واشنطن بتنازلات أحادية من بروكسل، مقابل رغبة الاتحاد الأوروبي في اتفاق متوازن يحقق مكاسب متبادلة، ولا يزال الغموض يكتنف نطاق التهديد الجمركي الأميركي، وما إذا كان سيشمل كل الواردات الأوروبية أم يقتصر على سلع محددة.
في هذا السياق، كتب ترامب على منصة «إكس» أنه وافق على تأجيل الرسوم لإعطاء بروكسل فرصة، بينما أكدت فون دير لاين أن «أوروبا مستعدة للتحرك بسرعة وحسم للتوصل إلى اتفاق جيد، ونحتاج حتى 9 يوليو تموز لتحقيق ذلك».
وتخشى أوروبا من أن يؤدي فشل المفاوضات إلى رفع الرسوم الجمركية على سلع رئيسية مثل السيارات الألمانية والزيوت الإيطالية والحقائب الفرنسية الفاخرة، ما قد يضر بالاقتصاد الأوروبي والقدرة الشرائية للمستهلك الأميركي في آنٍ واحد.