من عُمان إلى العالم: شركة عطور تحقق مبيعات تتجاوز الـ100 مليون دولار في ربع واحد فقط

من عُمان إلى العالم: شركة عطور تحقق مبيعات تتجاوز الـ100 مليون دولار في ربع واحد فقط

بين التوسع الإلكتروني والتجربة الفريدة داخل المتاجر.

بين اقتحام أسواق جديدة والحفاظ على الأسواق التقليدية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

بين الحرفية الأصيلة والتعبير العصري.. تقوم تجربة دار عطور «أمواج» على جمع المتناقضات دون الإخلال بالمعنى، أو كما هي الحال في عُمان: لا نرى التراث والابتكار متناقضين.

يقول ماركو بارسيلا، الرئيس التنفيذي لشركة أمواج، في حواره مع CNN الاقتصادية، إنه لو اضطر لوصف «أمواج» في صورة شخص فسيقول: «لا يحتاج إلى تقديم نفسه مرتين».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

سجلت "أمواج" مبيعات تجاوزت الـ100 مليون دولار في الربع الأول من عام 2025، في إنجاز يُعد الأول في تاريخ الدار منذ تأسيسها.

وكشف الرئيس التنفيذي للشركة، أن هذا الإنجاز لم يكن وليد اللحظة، بل نتيجة استراتيجية طويلة الأمد جمعت بين التوسع المدروس، والحرفية العالية، ورؤية إبداعية واضحة.

وبينما تشهد العلامة نموًا كبيرًا في الخليج وآسيا والولايات المتحدة، فإنها تواصل الحفاظ على هويتها العمانية، من خلال التصنيع المحلي، والمكونات الطبيعية النادرة مثل اللبان الملكي ووردة الجبل، التي تمنح عطورها عمقًا روحيًا وثقافيًا فريدًا.

وأشار بارسيلا إلى أن أمواج لا تسعى للتوسع العشوائي، بل "أن تكون ذات صلة في الأماكن الصحيحة، وللأسباب الصحيحة".

كما لمّح إلى احتمالات تطوير خطوط جديدة في مجال العناية بالجسم والعطور المنزلية، مع التأكيد أن أي خطوة جديدة يجب أن "تخدم فلسفة العلامة وليست مجرد توسع تجاري".

في 10 سؤالاً نحاول تقديم «أمواج» ورئيسها «مرة واحدة».. ونعتقد أنها كافية.

1- تجاوزت مبيعات التجزئة لشركة أمواج 100 مليون دولار أميركي في الربع الأول من عام 2025، وهو إنجاز تاريخي.. ما العوامل الرئيسية وراء هذا النمو الاستثنائي؟

كان هذا ربعاً قوياً لنا، ونحن ممتنون لرؤية هذه الدرجة من تفاعل أمواج مع عملائها في مختلف المناطق.

يُعد تجاوز حاجز الـ100 مليون دولار في مبيعات التجزئة إنجازاً بارزاً بلا شك، ولكنه يعكس قبل كل شيء الأثر التراكمي للقرارات التي اتخذناها على مدار السنوات القليلة الماضية، سواءً كانت إبداعية أو تشغيلية أو استراتيجية.

بالنظر إلى هذا الإنجاز، لا أعتقد أن هناك سبباً واحداً وراء هذه النتيجة، لقد أنشأنا مجموعة متكاملة، حيث يلعب كل منتج دوراً مميزاً.

وسّعنا نطاق حضورنا العالمي بعناية، ليس سعياً وراء المبيعات الضخمة، بل لأهمية هذه الأسواق، سواء في الصين أو المملكة العربية السعودية أو كوريا الجنوبية، ولطالما كان نهجنا طرق الأبواب بعزم، وكل منتج من منتجاتنا يُعبر بوضوح عن الدار، ومُصمم ليعكس عمق وفن أمواج، لقد انصبّ تركيزنا على تقديم تجربة مُتكاملة وذات معنى تجمع بين المساحات المعمارية المذهلة والتسويق القائم على سرد القصص، والنتائج تتحدث عن نفسها.

2- مع ارتفاع مبيعات المتاجر بنسبة 75 في المئة ونمو التجارة الإلكترونية بنسبة 52 في المئة، كيف تُوازنون بين تجربة التسوق الفاخرة داخل المتاجر وخطط التحول الرقمي؟

لا نرى العالم الحقيقي والافتراضي عالمين مُتعارضين، بل كل منهما حلقة في سلسلة متصلة، ويجب أن يخدم كلاهما الهدف نفسه: تقديم تجربة متماسكة وحقيقية وهادفة، وتعبر عن روح الدار.

تتيح لنا متاجرنا التعبير عن جوهر أمواج بعمق، من سرد القصص المعمارية إلى الطقوس المرتبطة بالعطور، وستبقى متاجرنا الباب الرئيسي المفتوح لعملائنا لاكتشاف الدار وتواصلهم معها.

في الوقت نفسه أصبح العالم الرقمي نقطة اتصال رئيسية، هذا لا يعني تكرار نفس تجربة زيارة المتاجر عبر الإنترنت؛ بل يعني ترجمة قيمنا وحرفيتنا ووضوحنا واهتمامنا بالعملاء إلى لغة رقمية.

لقد استثمرنا في تعزيز منصة التجارة الإلكترونية لدينا بنفس مستوى العناية الذي نوليه لتجارة التجزئة التقليدية.

سواء دخل أحدهم متجراً رئيسياً أو زار موقعنا الإلكتروني من هاتفه المحمول، يجب أن يكون أسلوب التفاعل والخيارات وجودة الزيارة متسقة مع أهدافنا، هذا الاتساق هو ما يجعل تجربة أمواج مُكتملة، بغض النظر عن وسيلة زيارة العملاء لدارنا.

3- بعد الأداء القوي في الخليج والصين والولايات المتحدة، ما الأسواق التي تُعدّ الآن أولويات استراتيجية لمرحلة توسع أمواج التالية؟

سيظل الخليج دائماً منطقة رئيسية بالنسبة لنا، وينصب تركيزنا حالياً على المملكة العربية السعودية، حيث نشهد طلباً متزايداً على التجارب الأكثر تميزاً وشمولاً بقيادة متاجرنا التقليدية.

في شرق آسيا تزداد أهمية كوريا الجنوبية، ليس فقط من منظور تجاري، بل كسوق رائدة في عالم التجميل تُقدّر الحرفية ورواية القصص العاطفية.

في الولايات المتحدة، نُعمّق حضورنا مع التركيز على جودة المبيعات لا حجمها، وقد حددنا مدناً ومناطق رئيسية مثل نيويورك وبيفرلي هيلز وهيوستن، حيث نلاحظ قبولاً واضحاً لتجربة أمواج بالشكل والسياق المناسبين لنا.

في أوروبا نعمل على تعزيز حضورنا من خلال افتتاح متاجر في مناطق مُختارة بعناية بما يتوافق مع مكانة الدار، وتحسين وجودها في القارة على المدى الطويل.

من وجهة نظري لا تتعلق المرحلة القادمة بالوجود في كل مكان، بل بالوجود في الأماكن المناسبة، مع الشركاء المناسبين، وللأسباب المناسبة.

4- تصدّرت أمواج قائمة العطور «الفاخرة للغاية» لدى متاجر تجزئة رئيسية مثل نيمان ماركوس وهارفي نيكلز.. ما العوامل التي أسهمت في هذه الهيمنة على تجارة التجزئة؟

تعكس هذه النتائج توافقاً قوياً بين عروض منتجاتنا وأدائنا في تجارة التجزئة من ناحية، وتفضيلات عملائنا الذين يتسوقون من هذه المتاجر من ناحيةٍ أخرى.

لقد أمضينا السنوات القليلة الماضية في تشكيل بنية منتجات متماسكة وسهلة الاستخدام، سواء كان الشخص يكتشف أمواج لأول مرة أو يعود إليها بحثاً عن شيء جديد.

لا ينبع نجاحنا في متاجر مثل نيمان ماركوس وهارفي نيكلز من نجاح ابتكار واحد، بل من تنوع منتجاتنا من أجل تقوية الروابط مع عملائنا، مع الحفاظ على هويتنا الأصلية.

وبالطبع هناك أهمية كبيرة لكفاءة تعاوننا مع شركائنا في تجارة التجزئة، معاً نقرر كيفية تقديم أمواج من خلال منتجات مختارة بعناية ورواية قصص مؤثرة عن هذه المنتجات وتدريب يركز على مساعدة العملاء على فهم ما يميز أمواج، وعندما تجتمع هذه العناصر في البيئة المناسبة لعمليات البيع بالتجزئة، يتحسن الأداء تلقائياً.

5- كيف تحافظ أمواج على جذورها العمانية بينما تتوسع كدار عالمية للمنتجات الفاخرة؟

في أمواج لا نرى التراث والابتكار متناقضين، كما هي الحال في عُمان نفسها، نتمسك بتقاليدنا العريقة ونركز على المستقبل.

وُلدت دارنا في السلطنة، ولا يزال هذا الأصل يُشكل هويتنا، بدءاً من المكونات النادرة التي نستخدمها، مثل اللبان الملكي ووردة الجبل العمانية، وصولاً إلى الطريقة التي نروي بها القصص من خلال العطور.

تتم جميع عملياتنا الإبداعية والتصنيعية في عُمان، وقد اتخذنا قراراً بعد دراسة شاملة بتوطين عمليات التوريد ومعالجة المواد الرئيسية هنا.

يعكس إنتاجنا وتصميمنا، وحتى السرد المعماري لدارنا، عمق الرموز الجمالية والثقافية العُمانية، نحن نفخر بكوننا داراً عالمية بقلب عُماني، ليس فقط في إبداعاتنا، بل في طريقة عملنا.

ولا يقتصر دورنا على تقديم عطور استثنائية للعالم فحسب، بل نشارك جمال سلطنة عُمان في كل أوجه عملنا.

6- في ظلّ المنافسة الشديدة التي تُهيمن عليها أسماء مثل «ديور» و«كريد» و«جيرلان».. كيف تُميّز أمواج نفسها؟

في أمواج، لا نقيس النجاح أبداً بالمقارنة، بل بالقناعة.

لا ينصب تركيزنا على تقليد ما يفعله الآخرون، بل على الالتزام بفلسفتنا الإبداعية الخاصة، المتجذرة في عُمان والمتجسدة في الحرفية والوقت والحرية الفنية.

ما يميزنا ليس أمراً واحداً، بل مجموعة من الالتزامات.

نصنع عطورنا في عُمان مستخدمين مكونات نادرة وثمينة مثل اللبان الملكي، أو وردة الجبل، ويُعد اللبان الملكي على وجه الخصوص سمة مميزة للدار، حيث يُحصد في محافظة ظفار بطرق تقليدية متوارثة جيلاً بعد جيل، ما يضفي على منتجاتنا وإبداعاتنا طابعاً روحانياً.

وتُشكَّل كل تركيبة يدوياً، محافظين على لمسة إنسانية تجمع بين صانع العطور ومكان التصنيع وعملية التصنيع، وتتعرض عطورنا لعملية تعتيق طويلة الأجل، ما يسمح لها بالظهور ببطء، والكشف عن عمقها وتعقيدها وتطورها مع مرور الوقت.

علاوة على ذلك، تُصنع تركيباتنا أيضاً باستخدام بعض من أعلى تركيزات زيوت العطور في السوق، والتي تتراوح بين 40 في المئة و56 في المئة في مستخلصاتنا الاستثنائية، ويمنحنا هذا النهج الحرفي أيضاً المرونة اللازمة للاستجابة للطلب دون المساس بالجودة أو مستهدفات الإنتاج، وهو توازن نادر في عالم الفخامة والمنتجات الفاخرة اليوم.

هذا النهج الصبور والكريم والحازم نادر في عالمنا اليوم، ما يسمح لنا بالبقاء داراً حقيقية للعطور الفاخرة، وبناء علاقات دائمة مع عملائنا من خلال إبداعات مميزة، وطويلة الأمد، وذات تأثير عاطفي.

في نهاية المطاف يمكن القول: تتميز أمواج لأننا لا نتبع التيار السائد، بل نتبع إيقاعاً مختلفاً، إيقاعاً يسترشد بالتراث ويرتقي بالإبداع وينبع من الإيمان بأن الفخامة لا تتعلق بالانسجام والتطابق مع الاحتياجات، بل بالمعنى الذي يضيفه المُنتج.

7- هل هناك أي خطط للتوسع خارج نطاق العطور إلى قطاعات أخرى من السلع الفاخرة، مثل العناية بالبشرة أو معطرات الجو على سبيل المثال؟

لا نتطلع إلى أن نصبح علامة تجارية تغطي نمط الحياة بالمعنى التقليدي، بالنسبة لنا يجب أن يكون كل توسع منطقياً ضمن هيكل الدار وأن يعكس خبرتنا الأساسية: العطور، ولقد اتخذنا بالفعل خطوات مدروسة في هذا الاتجاه.
 نتطلع إلى تقديم حلول منزلية تعتمد على العطور للوصول بتجربة أمواج إلى أبعاد أخرى، دائماً من خلال منظور «الحرفية والارتباط».

إذا توسعنا فسيكون ذلك بعناية شديدة، وبنفس الأفكار التي توجهنا في كل ما نقوم به.

8- ما رؤيتكم طويلة المدى لأمواج؟ هل نشهد عمليات استحواذ استراتيجية؟ أو شراكات عالمية؟ أو حتى طرحاً عاماً أولياً في الأفق؟

لا ينصب تركيزنا على حجم الأعمال أو الانتشار الواسع أو العناوين المالية الرئيسية البارزة، بل على بناء دار ذات عمق إبداعي حقيقي وارتباط وثيق طويل المدى.

الرؤية واضحة: مواصلة تطوير كل جزء من علامتنا التجارية، من المنتج وتجارة التجزئة والتصنيع وتجربة العميل، حتى لا يقتصر الأمر على شهرة عالمية فحسب، بل نستهدف أن نحظى بالاحترام، والاحترام للأسباب الصحيحة، ويتطلب ذلك هيكلاً ملائماً وتناسقاً وفهماً عميقاً لهويتنا وما نقدمه.

ونحن بالطبع منفتحون على الشراكات التي تضيف قيمة لنا، ولكن الشراكة في حد ذاتها ليس الهدف الأساسي، بل الهدف هو التماسك إبداعياً وعملياً وثقافياً.

9- لو استطعتَ وصف أمواج كشخص، فما هي شخصيته؟

لستُ متأكداً من قدرتي على وصف أمواج كشخص، ولكن لو اضطررتُ لذلك، لقلتُ إنه شخصٌ لا يحتاج إلى تقديم نفسه مرتين.

يتميز بثقة هادئة في تحركاته، إنه فصيح لكن ليس صاخباً، يُقدّر العمق أكثر من الزخرفة، لا يتسرع لأنه يعلم أن الحضور لا يُبنى بين ليلة وضحاها، وهو شغوف، ومنفتح، ودقيق للغاية في كيفية تعبيره عن نفسه.

10- ما نصيحتك لرواد الأعمال الشباب في العالم العربي الذين يحلمون ببناء علامة تجارية عالمية فاخرة؟

ابدأ بتحديد ما تُمثله بوضوح، ثم ابنِ كل شيء آخر حوله.

في كثير من الأحيان تُبنى العلامات التجارية من أجل الوصول إلى النجاح قبل أن تُبنى للمعنى، ولكن إذا كنت تحاول ابتكار شيء يدوم، فأنت بحاجة إلى هيكل واضح: وجهة نظر قوية، ومنتج يتحدث عن نفسه، وسبب يدفع الناس للاهتمام به.

أيضاً لا تتسرع في التوسع، فالفخامة لا تعني التواجد في كل مكان، بل تعني أن ترتبط بالأماكن المناسبة، وللأسباب الصحيحة، وهذا يتطلب وقتاً وانضباطاً.

وأخيراً: ابقَ على صلة بأصلك، فأصولك ليست قيداً بل هي ميزتك، وإذا عبّرت عنها بوعي فإنها تمنح علامتك التجارية صوتاً لا يمكن لأحد تقليده.