تضاعفت الرسوم الجمركية الأميركية على الصلب والألومنيوم إلى 50 في المئة بدءاً من الساعة 12:01 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة اليوم الأربعاء، وهي خطوة لاقت ترحيباً من صناعة الصلب الأميركية المتعثرة، لكنها تُثير قلق القطاعات التي تستخدم هذه المعادن بكثافة، من شركات صناعة السيارات إلى مُصنّعي العلب والعبوات المعدنية. وبينما يُمكن أن تحمي الرسوم الجمركية وظائف صناعة الصلب، فإنها قد تُلحق الضرر بالوظائف في صناعات أخرى كثيرة، ويرى الخبراء أن ارتفاع الأسعار في مشاريع البناء، والسيارات، والأجهزة المنزلية، وغيرها، أمرٌ لا مفر منه نتيجة للرسوم الجمركية الأعلى.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
قال المتحدث باسم البيت الأبيض، كوش ديساي، في بيان لشبكة CNN: «إن إنتاج الصلب والألومنيوم محلياً أمر ضروري لقاعدتنا الصناعية الدفاعية»، وأضاف: «إدارة ترامب ملتزمة بإعادة التصنيع إلى الداخل، وهو أمر بالغ الأهمية لأمننا القومي والاقتصادي، مع إطلاق حزمة كاملة من إصلاحات جانب العرض بما في ذلك التحرير السريع للقيود التنظيمية، وتخفيضات الضرائب، وإطلاق العنان للطاقة الأميركية لمواصلة تقديم الدعم الاقتصادي للشعب الأميركي».
وأكد المعهد الأميركي للحديد والصلب، وهو مجموعة تجارية صناعية، أن حماية صناعة الصلب أمرٌ بالغ الأهمية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وقال لورينكو غونسالفيس، الرئيس التنفيذي لشركة كليفلاند كليفس، إحدى كبرى شركات صناعة الصلب الأميركية: «ما زلنا نستهلك من الصلب أكثر مما ننتجه في أميركا»، وقلّل تأثير رفع الرسوم الجمركية إلى 50 في المئة على زيادة تكلفة التصنيع، وقال في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء: «يبلغ متوسط سعر السيارة 48 ألف دولار، وإن زاد السعر بثلاثمئة دولار فلن يتأثر قرار شراء السيارة».
المتضررون
أعربت جمعية الألومنيوم، وهي المجموعة التجارية المعنية بهذه الصناعة، عن قلقها من أن التعريفة الجمركية الشاملة قد تضرّها أكثر مما تنفعها، إذ إنها تقطع إمدادات الألومنيوم الخام من كندا، والتي تعتمد عليها العديد من المصانع في الولايات المتحدة، وتُشكّل هذه المصانع معظم الوظائف في صناعة الألمنيوم الأميركية.
وحذّر مصنعو العلب والعبوات من أن ارتفاع الأسعار قد يصل قريباً إلى رفوف متاجر البقالة.
وأفاد معهد مصنعي العلب، وهو مجموعة تجارية معنية بهذه الصناعة، بأن مُصنّعي العلب المحليين يستوردون ما يقرب من 80 في المئة من فولاذ مصانع القصدير بسبب انخفاض الإنتاج المحلي من هذا النوع من الفولاذ، وأضاف أن زيادة التعريفات الجمركية «ستزيد تكلفة السلع المعلبة»، مثل الأغذية والمشروبات.
ويحذّر الخبراء أيضاً من أن عدداً أكبر من الوظائف معرض للخطر في الشركات المصنعة التي تستخدم الفولاذ والألومنيوم بما يفوق ما ستحميه الرسوم الجمركية.
صرّح لاري سامرز، مدير المجلس الاقتصادي الوطني في عهد إدارة أوباما، لشبكة CNN الاثنين الماضي «أعتقد أن هذه سياسة ضارة للغاية، فإن (على الأقل) عدد العاملين في الصناعات التي تستخدم الفولاذ، مثل السيارات، يبلغ 50 ضعفاً عدد العاملين في صناعة الفولاذ نفسها»، وأضاف «إن التأثير الصافي سيكون تدمير وظائف التصنيع ورفع الأسعار على المستهلكين».
وصرّح فيليب جيبس، محلل الصلب في «كي بنك»، بأن أسعار الصلب الفورية ارتفعت بنسبة 20 في المئة أو أكثر، حسب المنتج، منذ دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ في مارس، كما ارتفعت أسعار الألومنيوم ولكن ليس بالقدر نفسه.
وقال جيبس «إنهم لا يترددون في رفع الأسعار كلما سنحت الفرصة».
حماية لا تنفع
تعتمد شركات صناعة السيارات الأميركية على المصانع المحلية، ولديها عقود شراء طويلة الأجل حمتها حتى الآن من ارتفاع الأسعار في السوق الفورية، لكن الجولة السابقة من الرسوم الجمركية عام 2018 وزيادات الأسعار التي تلتها كلفت الشركات مليارات الدولارات، وفقاً لما أفادت به شركات صناعة السيارات آنذاك.
كما لم تُسهم هذه الرسوم في زيادة إنتاج الصلب في 2018 والأعوام التالية، وليس من الواضح أنها ستُسهم في ذلك هذه المرة.
على سبيل المثال، انسحب معظم المنتجين الأميركيين من سوق فولاذ مصانع القصدير المستخدم في صناعة العلب، ويشمل ذلك لورينكو غونسالفيس، الرئيس التنفيذي لشركة كليفلاند كليفس الذي صرّح بأن الشركة لا تفكر في استئناف الإنتاج حتى مع فرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المئة.
قد تضر الرسوم الجمركية ببعض المصنّعين الذين صُمّمت لحمايتهم، في فبراير، حذّر ويليام أوبلنجر، الرئيس التنفيذي لشركة ألكوا، إحدى أكبر شركات تصنيع الألومنيوم الأميركية، من أن الرسوم الجمركية السابقة البالغة 25 في المئة على جميع واردات الألومنيوم أفقدت الولايات المتحدة 100 ألف وظيفة.
وتحصل مصانع الألمنيوم الأميركية على معظم احتياجاتها من كندا، حيث تكلفة الطاقة اللازمة لإنتاج المادة الخام أقل، وتسعى جمعية الألمنيوم إلى إقناع ترامب باستثناء الواردات الكندية.
وذكر بيان الجمعية التجارية «نحثّ الإدارة على اتباع نهج مُصمّم يُخصّص رسوماً جمركية مرتفعة على جهات غير نزيهة مثل الصين التي تُغرق السوق، مع استثناءات للشركاء الموثوقين مثل كندا، هذا سيضمن حصول الاقتصاد الأميركي على الألومنيوم الذي يحتاج إليه للنمو».