لصد غزو صيني محتمل.. تايوان تختبر طائرات بحرية بدون طيار

لصد غزو صيني محتمل.. تايوان تختبر طائرات بحرية بدون طيار (أ ف ب)
لصد غزو صيني محتمل.. تايوان تختبر طائرات بحرية بدون طيار
لصد غزو صيني محتمل.. تايوان تختبر طائرات بحرية بدون طيار (أ ف ب)

قبالة ميناء ووشي التايواني الصغير لصيد الأسماك على ساحل المحيط الهادئ، تختبر شركة تايوانية ما قد يصبح في نهاية المطاف سلاحاً جديداً قوياً، وهو الطائرات البحرية بدون طيار.

تستخدمها أوكرانيا بفاعلية كبيرة في البحر الأسود ضد روسيا، وتتعلم تايوان دروسا حول كيفية استخدامها للطائرات البحرية بدون طيار كوسيلة فعالة ومنخفضة التكلفة لصد أي غزو صيني محتمل.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

هذه الطائرات بدون طيار هي سفن صغيرة بدون طيار، يتم التحكم فيها عن بُعد، ومُحمّلة بالمتفجرات، ويمكن توجيهها نحو السفن أو حتى مهاجمة أهداف جوية.

بضغط من الولايات المتحدة، تعمل تايوان على تطوير قواتها المسلحة لتكون قادرة على شن «حرب غير متكافئة»، باستخدام أسلحة متنقلة، أصغر حجماً، وغالباً ما تكون أرخص، لكنها لا تزال ذات تأثير ضار، مثل الطائرات البحرية بدون طيار.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

قال تشين كوان تينغ، النائب عن الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في تايوان وعضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان: «لعبت القوارب أو المركبات بدون طيار دوراً بالغ الأهمية في حرب أوكرانيا».

وأضاف: «المركبات غير المأهولة، سواءً كانت قوارب أو مركبات تحت الماء، قادرة على ردع الصين بفاعلية، لأن تايوان ليست الطرف المهاجم، بل نحن الطرف المدافع».

وصف معهد تشونغ شان الوطني للعلوم والتكنولوجيا، وهو ذراع البحث والتطوير بوزارة الدفاع التايوانية، خطة الطائرات البحرية المسيرة بمشروع «السريع والمفاجئ»، الذي تبلغ ميزانيته حتى الآن نحو 800 مليون دولار تايواني (26.77 مليون دولار).

قال وزير الدفاع ويلينغتون كو، يوم الأربعاء، إن الطائرات البحرية المسيرة ستُدرج ضمن حزمة إنفاق إضافية سيتم الكشف عنها في وقت لاحق من هذا العام. ولم تُعلن تفاصيل هذه الميزانية الخاصة بعد.

وقال ويليام تشين، رئيس مجلس إدارة شركة «ثندر تايغر»، لرويترز الأسبوع الماضي على متن قارب قبالة سواحل ووشي، أثناء مشاهدة اختبار لطائرتهم البحرية المسيرة «سي شارك 800»، القادرة على حمل 1200 كيلوغرام (2600 رطل) من المتفجرات والسفر لمسافة تصل إلى 500 كيلومتر (310 أميال)، إن هذه الأسلحة الجديدة تُمثل عنصر مفاجأة للصين.

وأضاف تشين: «يمكننا خلق حالة من عدم اليقين، يمكننا ملء مضيق تايوان بالخطر والمخاطر. لا أحد يعلم أين قد تظهر هذه المخاطر».

في الأسبوع المقبل، ستكون شركة «ثندر تايجر» من بين 12 شركة تايوانية وأجنبية تنضم إلى معرض على ساحل ووشي مباشرةً، تنظمه وزارة الدفاع لعرض مركبات سطحية بدون طيار قد تُضاف إلى ترسانة تايوان.

ووفقاً للوزارة، تشمل الشركات الأخرى المشاركة شركة «لونغتيه لبناء السفن» وهي شركة مقاولات بحرية تايوانية، وشركة «هنتنغتون إنغالز إندستريز»، وهي شركة بناء سفن عسكرية أميركية.

وقال روبرت هاموند تشامبرز، رئيس مجلس الأعمال الأميركي التايواني، الذي يقود وفداً من صناعة الدفاع الأميركية إلى تايوان هذا الأسبوع، يضم شركات تصنيع طائرات بدون طيار: «الطائرات بدون طيار أولوية قصوى لكل من الولايات المتحدة وتايوان. من الواضح أن الصراع في أوكرانيا يُركز الأذهان على شكل الجيل القادم من الحروب».

الصراع الصيني التايواني

تعتبر الصين تايوان، ذات الحكم الديمقراطي، إقليماً تابعاً لها، وقد صعّدت ضغوطها العسكرية على مدى السنوات الخمس الماضية، بما في ذلك تنظيم ست جولات من المناورات الحربية.

وترفض حكومة تايوان مزاعم بكين بالسيادة.

منذ غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022، تدرس تايوان كيفية نشر أوكرانيا للطائرات بدون طيار لتعويض التفوق الروسي في ساحة المعركة بنجاح، واستعانت بشركات الطائرات بدون طيار التجارية، بما في ذلك «ثندر تايجر»، للمساعدة.

نشرت أوكرانيا طائرات بحرية بدون طيار ليس فقط لمهاجمة السفن في أسطول البحر الأسود الروسي، ولكن أيضاً لإسقاط الطائرات.

تبدو البحرية التايوانية ضئيلة مقارنةً بالبحرية الصينية بحاملات طائراتها وغواصاتها الصاروخية الباليستية، على الرغم من افتقار البلاد إلى الخبرة القتالية الحديثة.

كان آخر هجوم برمائي ناجح واسع النطاق للصين في عام 1950 عندما استولت على جزيرة هاينان في نهاية الحرب الأهلية الصينية، حيث تم نقل القوات عبر السفن الشراعية.

قال بيتر تشين، خبير الطائرات بدون طيار والمدير التنفيذي لمركز أبحاث الأمن التايواني، إن تايوان قادرة بلا شك على صنع طائرات بحرية بدون طيار عالمية المستوى.. لكن عندما يتعلق الأمر بالتطبيق، وكيفية تحويلها إلى أسلحة متطورة، فليست مسؤولية الشركات الخاصة.

بل إن آراء الحكومة والجيش حول كيفية دمج الأسلحة بشكل صحيح في استراتيجية المعركة، هي التي تحتاج إلى مزيد من التفكير، كما قال.

(رويترز)