الاتحاد الأوروبي يجمد محادثاته الاقتصادية مع بكين

تصاعد النزاع التجاري بين بروكسل وبكين يهدد العلاقات (شترستوك)
الاتحاد الأوروبي يجمّد محادثاته الاقتصادية مع بكين
تصاعد النزاع التجاري بين بروكسل وبكين يهدد العلاقات (شترستوك)

رفض الاتحاد الأوروبي عقد الحوار الاقتصادي والتجاري رفيع المستوى مع الصين، والذي كان من المفترض أن يُمهد لقمة القادة المقررة في بكين خلال يوليو تموز 2025، وذلك بسبب تعثر المفاوضات واستمرار الخلافات التجارية بين الجانبين، وفقاً لما أفادت به مصادر مطلعة لصحيفة فاينانشال تايمز.

وكان من المتوقع أن يشكل الحوار الاقتصادي أساساً لتحضيرات القمة الأوروبية الصينية المقررة في 24 و25 يوليو في العاصمة الصينية، والتي تحمل هذا العام رمزية خاصة بمناسبة مرور 50 عاماً على العلاقات الثنائية بين الطرفين.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

لكن رفض الاتحاد المشاركة في الاجتماع يعكس عمق الانقسام في الملفات الاقتصادية، رغم محاولات بكين التقرب من أوروبا لتشكيل توازن في مواجهة الضغوط الأميركية المتزايدة.

ويأتي هذا التطور وسط سلسلة من الخلافات التجارية المتفاقمة، إذ فرض الاتحاد الأوروبي في العام الماضي رسوماً جمركية على السيارات الكهربائية الصينية المدعومة بشكل كبير من الحكومة الصينية، ما دفع بكين إلى الرد بإجراءات مماثلة شملت فرض رسوم إغراق على البراندي الأوروبي وفتح تحقيقات ضد واردات اللحوم ومنتجات الألبان من أوروبا.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وفي الأسابيع الأخيرة، صعّد الاتحاد إجراءاته من خلال حظر منتجات طبية صينية من التوريدات الحكومية، وفرض رسوم إغراق على ألواح الخشب الرقائقي الصينية المستخدمة في البناء.

كما زادت التوترات بفعل القيود الصينية على تصدير المعادن النادرة، وهو إجراء اتخذته بكين رداً على الرسوم الأميركية الأخيرة، ويهدد بتقويض صناعات أوروبية حيوية تعتمد على هذه المعادن.

ورغم هذه التطورات، أكد متحدث باسم المفوضية الأوروبية أن التحضيرات لقمة يوليو لا تزال جارية، مشيراً إلى أن المفوض التجاري ماروش شيفتشوفيتش على تواصل منتظم مع وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو في ملفات تتعلق بضوابط التصدير، والوصول إلى الأسواق، والعوائق التجارية.

من جانبها، دعت وزارة الخارجية الصينية إلى تعميق الحوار والتعاون مع الاتحاد الأوروبي، معتبرة أن العلاقات المستقرة بين الطرفين ضرورة في ظل ما وصفته بـ«الاضطرابات العالمية المتزايدة، وتصاعد الأحادية والتنمر الاقتصادي».

وتُعد نتائج القمة المنتظرة اختباراً حاسماً لمسار العلاقات الاقتصادية بين القوتين، في ظل تعقيدات تجارية وجيوسياسية متشابكة، قد تعيد رسم ملامح الشراكة الأوروبية الصينية خلال المرحلة المقبلة.