الصين تغيّر صورتها بدمية.. تيك توك وترامب ونجمات هوليوود في قلب الحكاية

تيك توك وترامب ساعدوا الصين في نشر ثقافتها..والفضل لـ«لابوبو»(شترستوك)
تيك توك وترامب ساعدوا الصين في نشر ثقافتها..والفضل لـ«لابوبو»
تيك توك وترامب ساعدوا الصين في نشر ثقافتها..والفضل لـ«لابوبو»(شترستوك)

خلال الأسابيع القليلة الأخيرة، اخترقت الصين بيوتاً كثيرة بدمى صغيرة تشبه الوحش تدعى لابوبو، وكانت في البداية لعبة أطفال، إلى أن وصلت للعالمية وهي تُرى معلقة في حقائب أشهر نجمات هوليوود، مثل ريهانا ودوا ليبا، لكن كيف حدث ذلك؟

أصبحت دمى «لابوبو»، التي تصنعها شركة بوب مارت الصينية، على مرّ الأسابيع سفيرةً للوجه العصري للصين، حتى في الأماكن التي غالباً ما تكون فيها صورة العملاق الآسيوي في نظر الجمهور سلبية بشكل عام، كما الحال في أوروبا الغربية أو أميركا الشمالية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

خوفاً من الاضطرابات التي أعقبت تجمع الزبائن بأعداد غفيرة أمام المتاجر، أصبحت دمى «لابوبو» تباع حصراً عبر الإنترنت.

جهود الصين في تصدير ثقافتها

على عكس اليابان وكوريا الجنوبية المشهورتين في آسيا وخارجها بأعمالهما السينمائية والموسيقية وأزيائهما، غالباً ما تجهد الصين لتصدير ثقافتها، في ظل العوائق المرتبطة بالرقابة التي يفرضها الحزب الشيوعي.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

قلة من الشركات الصينية تنجح في ترسيخ علاماتها التجارية في سوق السلع الفاخرة، إذ تعوقها الصورة النمطية عن رداءة الجودة في مختلف المنتجات التي تحمل عبارة «صُنع في الصين».

وتؤكد الأستاذة في جامعة ميريلاند الأميركية فان يانغ «كان يصعب على المستهلكين حول العالم اعتبار الصين دولة رائدة في بناء العلامات التجارية».

التيك توك غيّر قواعد اللعبة

مهّد تطبيق تيك توك الذي طورته شركة «بايت دانس» الصينية، الطريق لصعود «لابوبو»، ما جعلها أول منتج صيني يصبح من الأساسيات الاستهلاكية لشباب العالم.

وبفضل النجاحات الهائلة مثل نجاح «لابوبو»، أصبحت المنتجات الصينية وصورتها «أكثر جاذبية للشباب الغربي»، حسب ما تقول المحللة في شركة داكسو للاستشارات أليسون مالمستين.

ويقول الخبير في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي جوشوا كورلانتزيك إن المنصة «أسهمت على الأرجح في تغيير تصورات المستهلكين عن الصين».

ويضم تيك توك أكثر من مليار مستخدم حول العالم، بينهم نحو نصف سكان الولايات المتحدة.

فأصبح بمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي، يُمكن أن تتطور صورة العملاق الصيني بشكل إيجابي، كما حدث سابقاً مع اليابان بين ثمانينيات القرن الماضي والعقد الثاني من القرن الحالي بفضل بوكيمون ونينتندو.

يستضيف تيك توك أكثر من 1.7 مليون فيديو حول موضوع «لابوبو» وحده، وأصبحت هذه المنصة الاجتماعية وسيلةً مهمةً لنشر التوجهات الصينية.

تراجع الولايات المتحدة يفيد الصين

في الوقت نفسه، تعتقد فان يانغ من جامعة ميريلاند أن السلبيات التي لطخت صورة الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب ربما تكون قد أفادت الصين.

وتشير إلى أن «الربط الذي يقيمه كثيرون بين التراجع الواضح للقوة الناعمة الأميركية وتحسن صورة الصين يعكس مدى تشابك هذين البلدين في أذهان الناس».

قال جوشوا كورلانتزيك إن كل هذه المنتجات الثقافية «يمكن أن تُحسّن صورة الصين كدولة قادرة على إنتاج سلع وخدمات جذابة عالمياً».

(أ ف ب)