أظهرت بيانات رسمية، اليوم الاثنين، أن نشاط التصنيع في الصين انكمش للشهر الثالث على التوالي خلال يونيو حزيران، ما يعكس الصعوبات التي يواجهها المصنعون في ظل ضعف الطلب المحلي وتباطؤ الصادرات في أعقاب الهدنة التجارية الهشة مع الولايات المتحدة. وسجل مؤشر مديري المشتريات الرسمي (PMI) مستوى 49.7 نقطة في يونيو، ارتفاعاً من 49.5 نقطة في مايو، لكنه ظل دون عتبة الـ50 التي تفصل بين النمو والانكماش.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وسجل المؤشر الفرعي للطلبات الجديدة ارتفاعاً طفيفاً إلى 50.2 نقطة مقابل 49.8 في مايو، في حين ارتفع مؤشر الطلبات التصديرية الجديدة إلى 47.7 من 47.5، ما يشير إلى تحسّن محدود في الطلب الخارجي.
أما مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات والإنشاءات (الأنشطة غير التصنيعية) فقد ارتفع إلى 50.5 نقطة من 50.3، ليبقى في منطقة النمو الضعيف.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ويعاني الطلب المحلي من حالة ركود نتيجة أزمة العقارات المستمرة التي تُقيد إنفاق الأسر وتزيد الضغوط الانكماشية، وهو ما يدفع أصحاب المصانع إلى التريّث بدلاً من ضخ إنتاج إضافي، في انتظار نتائج المساعي الرسمية لعقد صفقات تُخفف من حدة التوترات التجارية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بحسب محللين.
ورغم ذلك، لا يمكن لبكين أن تسمح لقطاع التصنيع، الذي يُعد أحد أعمدة الاقتصاد، أن يركد أو ينكمش إذا كانت تسعى لتحقيق هدف النمو المعلن لعام 2025 البالغ «نحو 5 في المئة».
وكانت بيانات مكتب الإحصاءات الوطني قد أظهرت، الجمعة، تراجع أرباح الشركات الصناعية في مايو بنسبة سنوية بلغت 9.1 في المئة، ما يعكس ضعف الطلب وهبوط أسعار المنتجات الصناعية.
من جانبه، أبدى رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ تفاؤله بقدرة بلاده على المضي قدماً في تنفيذ الإصلاحات التي أُطلقت أواخر العام الماضي، والتي تهدف إلى تحويل النمو الاقتصادي من نموذج قائم على التصنيع إلى آخر يقوده الاستهلاك المحلي، مؤكداً في اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي وبنك الاستثمار الآسيوي أن هذا التحول ممكن دون التضحية بمعدلات النمو المرتفعة.
لكن اقتصاديين يحذرون من أن هذا التحول قد يستغرق سنوات، وغالباً ما يكون مصحوباً بضعف اقتصادي على المدى القصير.
وفي حين توصلت واشنطن وبكين إلى إطار أولي لاتفاق تجاري، يتوقع المحللون أن تظل الرسوم الجمركية الأميركية عند مستويات مرتفعة مقارنة بالتاريخ الحديث، ما يُبقي الضغط على الصادرات الصينية، ويُلزم المسؤولين بالبحث عن أسواق بديلة أو تحفيز الطلب المحلي.
ومن المقرر أن تُنشر، يوم الثلاثاء، بيانات مؤشر مديري المشتريات الخاص «كايشين»، حيث يتوقع المحللون أن يسجل 49.0 نقطة، ارتفاعاً من 48.3 نقطة في مايو.
(رويترز)