يتفاوت تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على دول الاتحاد الأوروبي، إذ إنها لا تعتمد جميعها بالطريقة نفسها على السوق الأميركية، وبالتالي لن تعاني من العواقب نفسها إذا نفذ الرئيس دونالد ترامب تهديداته بفرض رسوم جمركية بنسبة 30 في المئة على الاتحاد الأوروبي. يحقق الاتحاد الأوروبي ككل فائضاً تجارياً سنوياً مع الولايات المتحدة يبلغ 235.6 مليار دولار، وفقاً لمكتب التحليل الاقتصادي الذي يُقدم تقاريره إلى وزارة التجارة الأميركية، لكن هناك دولتين ستتحملان العبء الأكبر للرسوم.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
أيرلندا وألمانيا أكبر الضحايا
تحتل أيرلندا التي تمتلك صناعة أدوية رئيسية، موقع الصدارة إلى جانب ألمانيا التي تُعدّ الولايات المتحدة منفذاً رئيسياً لمنتجاتها من السيارات والصلب والآلات.
تتمتع أيرلندا بأكبر فائض بين دول الاتحاد الأوروبي، بقيمة 86.7 مليار دولار، ويعود ذلك بشكل كبير إلى وجود شركات أدوية أميركية كبرى مثل فايزر وإيلي ليلي وجونسون آند جونسون، وجميعها تتخذ من أيرلندا مقراً لها للاستفادة من ضريبة الشركات البالغة 15 في المئة، مقارنةً بـ21 في المئة في الولايات المتحدة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وبالتالي، يمكن لهذه الشركات استضافة براءات اختراعها في أيرلندا وبيعها في السوق الأميركية، حيث أسعار الأدوية أعلى عادةً من نظيراتها في بقية العالم.
كما تستضيف أيرلندا معظم المقرات الأوروبية لشركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة، مثل أبل وغوغل وميتا، والتي جذبها أيضاً النظام الضريبي الأيرلندي الجذاب.
بشكل عام، تُمثل الأدوية 22.5 في المئة من صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، وفقاً لمكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات)، حيث أعلن العديد من اللاعبين الرئيسيين عن استثمارات كبيرة في الولايات المتحدة.
تتعرض ألمانيا، أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، لضغوط خاصة بسبب اعتمادها على الصادرات؛ إذ لديها فائض قدره 84.8 مليار دولار مع الولايات المتحدة، بفضل صناعاتها الكبيرة في السيارات والكيماويات والصلب والآلات.
تُمثل الولايات المتحدة 23 في المئة من إيرادات مرسيدس بنز، ورغم أن بعض هذه الإيرادات يعود إلى سيارات الدفع الرباعي المُصنّعة في الولايات المتحدة والمُصدّرة، فإن هذه السيارات مُعرّضة لخطر التأثر بأي إجراءات جمركية انتقامية من الاتحاد الأوروبي.
سارع اتحاد الصناعات الألمانية إلى الرد على تصريحات دونالد ترامب، يوم السبت، داعياً الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى «إيجاد حلول سريعة وتجنب التصعيد».
إيطاليا وفرنسا أقل تأثراً
يبدو أن إيطاليا وفرنسا اللتين تحققان فوائض قدرها 44 مليار دولار و16.4 مليار دولار على التوالي، وفقاً للإحصاءات الأميركية (تشير البيانات الفرنسية إلى أن الفائض أقل بكثير)، ستكونان أقل تأثراً، ولكن بعض القطاعات مُعرّضة بشدة للتأثير.
ستتأثر صناعتا الأغذية والنبيذ بشكل خاص في كلا البلدين، وكذلك الحال بالنسبة لإسبانيا.
قال جيروم ديسبي، رئيس فرع زراعة الكروم في اتحاد الصناعات الألمانية إن فرض تعريفة جمركية بنسبة 30 في المئة سيكون بمثابة «كارثة» على قطاع النبيذ والمشروبات الروحية الفرنسي.
أعلنت منظمة كولديريتي الزراعية، وهي المنظمة الزراعية الرئيسية في إيطاليا، يوم السبت، أن فرض رسوم جمركية بنسبة 30 في المئة سيكلف المستهلكين الأميركيين ومنتجي الأغذية الإيطاليين نحو 2.3 مليار دولار.
ومثل ألمانيا، تشعر إيطاليا بالقلق أيضاً بشأن قطاع السيارات، وقد علّقت شركة ستيلانتيس الفرنسية الإيطالية -خاصةً فيات وبيجو- توقعاتها لهذا العام بسبب هذه الشكوك.
وتشمل القطاعات الفرنسية المعرضة للخطر أيضاً صناعة الطيران والسلع الفاخرة، وتُحقق شركة إل في إم إتش، أكبر تكتل للسلع الفاخرة في العالم، ربع مبيعاتها في الولايات المتحدة.
ويأتي نحو خُمس صادرات فرنسا إلى الولايات المتحدة من صناعة الطيران، ومعظمها من شركة إيرباص.
(أ ف ب)